مسقط -العمانية
نجحت السلطنة ممثلة في وزارة التراث والثقافة في تسجيل المخطوط العماني /معدن الأسرار في علم البحار/ في برنامج سجل ذاكرة العالم بمنظمة اليونسكو من خلال فريق العمل الوطني لسجل ذاكرة العالم.
يعد هذا التسجيل الأول من نوعه للسلطنة، كما تعد المخطوطة من أهم المخطوطات العالمية في علم البحار، كما أن مخطوطة معدن الأسرار في علم البحار من أهم المرشدات البحرية لتناولها قواعد العلوم البحرية، وقيادة السفن باستخدام الآلات البحرية وحساباتها الدقيقة، ووصف البوصلة وأجزائها واستخراج مساج السفينة وخطوط الطول والعرض فيه وجداول الميل، ومطالع النجوم ورسم أشكال بعض الموانئ حسبما رأى المؤلف بعينه.
وتشكل هذه المخطوطة أهمية كبرى للدارسين في مجال السياسة والاقتصاد العالمي ورحلات القبائل عبر البلدان وخاصة في تلك الحقبة الزمنية قبل عصر النهضة في السلطنة؛ حيث دلت المخطوطة على علاقات وثيقة بين كثير من الدول برابطة البحر، ويؤكد ذلك وجود قبائل بلد في بلد آخر ووجود آثار وعادات وثقافات معروفة في بلد لدى بلدان أخرى.
وقد ألف المخطوطة النوخذة ناصر بن علي بن ناصر الخضوري من مواليد ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية عام 1870م وتوفى عام 1962 م عن عمر يناهز 92 سنة، وكان قبطانا ممارسا للإبحار ومشهورا على مستوى عمان والهند والسند والملبار وشرقي أفريقيا وجزر القمر وجزر السيشيل ودول الخليج العربي وبلاد فارس والعراق وغيرها. وقد كتب ما كتبه عن ممارسة وخبرة وكذلك عن دراسة علمية نظرية، وجمع بين عدة علوم قلما تجتمع في شخص واحد، منها: علوم الرياضيات، وعلوم الفلك، وعلوم الملاحة البحرية، وعلوم الأرصاد الجوية والبحرية وحركة الرياح، والعلم بآلات الرصد والقياس كالبوصلة والمربع والاسطرلاب وآلة السدس (sextant ) وآلة قياس مشي السفينة ( الباطلي ) وغيرها، وعلوم الجغرافيا والبيولوجيا وطبائع قاعات البحار، ومواقع الموانئ.
ويعتبر من الملاحين المشهود لهم بالكفاءة والخبرة والدراية بعلوم البحار . وقد شكلت وزارة التراث والثقافة فريق وطني لمتابعة أعمال سجل ذاكرة العالم بهدف العمل على ترشيح الأعمال المناسبة حسب المعايير الفنية والتاريخية المعمول بها بمنظمة اليونسكو ويتكون الفريق من الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالسلطنة لحفظ وصون التراث الوثائقي البشري وهي وزارة التراث والثقافة، واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ودار الأوبرا السلطانية مسقط، جامعة نزوى. الجدير بالذكر أن سجل ذاكرة العالم هو برنامج أنشأته منظمة اليونسكو في عام 1992م، بهدف صون وحماية التراث الوثائقي من التدهور والضياع نتيجة لبعض الاضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار الأمني والنهب والتجارة غير المشروعة وغيرها، أو نتيجة لبعض العوامل الطبيعية كالحرارة الرطوبة التي يتعرض لها هذا التراث مع مرور الزمن، ويشمل التراث الوثائقي كـ الحجر، والمخطوطات، والمكتبات، والمتاحف، والارشيفات الوطنية، والأقراص السمعية والبصرية، والأفلام السينمائية والصور الفوتوغرافية. /العمانية/ ع خ