وزارة الصحة: إنجازات جليلة في مجال تطوير الوضع الصحي

بلادنا الأربعاء ١٥/نوفمبر/٢٠١٧ ١٤:٣٣ م
وزارة الصحة: إنجازات جليلة في مجال تطوير الوضع الصحي

مسقط - العمانية

حققت السلطنة إنجازات جليلة وقفزات مهمة في مجال تطوير مختلف الجوانب الصحية وحظيت نتيجة لذلك بإشادة مختلف المنظمات والهيئات الصحية الدولية. وأشار تقرير صادر عن وزارة الصحة بمناسبة العيد الوطني السابع والأربعين المجيد إلى أن هذه المنظمات اعتبرت السلطنة من أسرع الدول في خفض معدلات وفيات الأطفال خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات واستمر ذلك في العقدين التاليين، وأن التحكم في الأمراض المعدية والخطرة للطفولة كان السبب الرئيسي في انخفاض معدلات الوفيات. وبيّن التقرير أن الاستراتيجيات التي تبنّتها وزارة الصحة ساهمت في خلو السلطنة من بعض الأمراض الخطرة كشلل الأطفال والدفتريا والتيتانوس الوليدي خلال العقدين الفائتين ولم تسجل أي حالات حصبة خلال العامين الأخيرين.

كما انخفضت حالات التهاب الكبدي الفيروسي بنسبة 68% مقارنة مع العام 2005م وتم التحكم في الملاريا إذ كان هناك فرد من كل 3 أفراد في المجتمع يصابون بالملاريا العام 1975م وتم الإبلاغ عن 241.431 حالة ملاريا وقتها. وأفاد التقرير أنه ومع إجراءات المكافحة انخفضت أعداد الحالات إلى أكثر من 33 ألف حالة العام 1990م وعندها قررت وزارة الصحة البدء في برنامج استئصال الملاريا لما لها من تأثيرات سلبية على صحة الأفراد وعلى الخدمات الصحية وبذلك انخفضت أعداد الحالات بوتيرة سريعة وبلغت 807 حالات فقط خلال العام 2016 أغلبها من الحالات الوافدة وتم تسجيل فقط 4 حالات عدوى محلية خلال العام الفائت. ووضح تقرير وزارة الصحة أن استراتيجيات الوزارة نجحت في التحكم بأمراض سوء التغذية في الأطفال، مؤكداً أن السبب الرئيسي لتحقيق هذه الإنجازات هو التزام حكومة السلطنة بسياسة صحية تستند إلى مبادئ أساسية متعددة وهي تقديم خدمات صحية شاملة للسكان من خلال النظام الصحي يعتبر الرعاية الصحية الأولية الدعامة الرئيسية لتلك الخدمات والعدالة في توزيع الخدمات الصحية إضافة إلى العدالة في المساهمات المالية بين مختلف الفئات السكانية بما يتماشى مع احتياجاتهم الصحية وإشراك المجتمع في تخطيط وتنفيذ الرعاية الصحية بهدف إعداد المجتمعات للاعتماد على الذات لضمان تحقيق التنمية الصحية المستدامة والاستجابة للاحتياجات الصحية وغير الصحية لمختلف فئات المجتمع الى جانب التعاون بين القطاعات الأخرى ذات الصلة بالصحة من أجل ضمان الأثر الإيجابي على صحة المجتمع. ومما هو معلوم أن وزارة الصحة بدأت في تبنّي التخطيط الصحي منذ العام 1976م وقد مرّت الخطط الصحية للوزارة بثلاث مراحل واضحة لكل مرحلة منها سمات وخصائص واضحة وتتناسب مع الأوضاع التنموية في تلك المرحلة.

وفي العام 2016 تم اعتماد الخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية (2016-2020) والتي جاءت هي الأخرى بمنهجية جديدة تتماشى مع التغيّر الديموغرافي والسكاني والتطور الصحي والتقني الذي يشهده العالم حيث جاءت هذه الخطة بالمدرسة المعتمدة على أسلوب التخطيط المبني على تحقيق النتائج. وقد استندت هذه الخطة إلى النظرة المستقبلية للنظام الصحي (الصحة 2050) والتي هي بمثابة نقلة نوعية في عملية التخطيط الصحي المستقبلي حيث وجهت الخطة الخمسية التاسعة استراتيجياتها وأهدافها من خلال ذات المحاور السبعة التي قامت عليها النظرة المستقبلية. وقال التقرير إنه ومع ما تحقق من إنجازات في مجال التنمية الصحية خلال العقود الأربعة السابقة فإن السلطنة تشهد تحولاً ديموغرافياً ووبائياً فأعمار السكان آخذة في الازدياد وأنماط الأمراض تُظهر غلبة الأمراض غير المعدية والإصابات وهي حالات من الصعب التحكم فيها ومكلّفة في علاجها وبسبب هذه التحوّلات مع ما رافقها من ازدياد في توقعات المجتمع من النظام الصحي وكذلك جوانب التطور في التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم أصبحت هناك حاجة ماسة لإعادة دراسة مكونات النظام الصحي.
وقد عكفت الوزارة على وضع رؤى لاستراتيجية طويلة المدى لتطوير النظام الصحي تمثلت في "النظرة المستقبلية 2050" وجاءت بـ 28 رؤية و142 من الأنشطة الاستراتيجية بهدف توجيه الخطط الصحية لتطوير النظام الصحي بمكوناته وهي القيادة أو الحوكمة والتمويل والموارد البشرية من أجل الصحة وتقديم الخدمات الصحية والمعلومات والمنتجات الطبية واللقاحات والتكنولوجيا الطبية والشراكة مع القطاعات الأخرى المرتبطة بالصحة. وأكد التقرير الصادر عن وزارة الصحة أن ما حققته السلطنة من إنجازات في مجال التحكم في الأمراض المعدية وخفض الوفيات كان من خلال اهتمامها بالرعاية الصحية الأولية والتأكيد على أنها هي المدخل الرئيسي لجميع مستويات الرعاية الصحية .
وقد أشادت منظمة الصحة العالمية في تقريرها للعام 2008م بالرعاية الصحية الأولية في السلطنة إذ حققت المرتبة الثامنة على المستوى العالمي في جودة الرعاية الصحية الأولية، مبيِّناً أنه في ضوء التحوّل الوبائي الذي تشهده البلاد إلى الأمراض غير المعدية والتي تتطلب تدخلات متخصصة فإن بعض التخصصات في مستشفيات الرعاية الثالثية الموجودة حالياً تعاني من الازدحام وعدم تمكنها من استيعاب التوسع في التخصصات الفرعية الموجودة أو إضافة تخصصات فرعية فائقة التخصص أو إضافة خدمات جديدة والذي أكّد على التوسع في توفير الرعاية الثالثية على مستوى عالمي في المستشفيات ذات جودة عالية. وأشار التقرير إلى أن النظرة المستقبلية شملت رؤى لبناء "مدينة طبية" بين محافظة مسقط والباطنة تقوم بتقديم الرعاية الثالثية والذي سيؤدي إلى الاستمرار في ضمان كفاءة خدمات الرعاية الثالثية وإتاحتها لمعظم المواطنيين، كما ستسهل المدينة الطبية التدريب والتعليم للمهنيين في الرعاية الصحية مما يقلل من تكاليف التدريب خارج البلاد إضافة إلى أنه يحقق الاكتفاء الذاتي في المستويات الرفيعة من التدريب ومن التعليم المتواصل للمهنيين في الرعاية الصحية.
وقد قامت وزارة الصحة بتشغيل (46) مؤسسة صحية موزعة على جميع محافظات السلطنة بين العام 2010 إلى 2016، وفي العام 2016 تم افتتاح مبنى جديد للعيادات الخارجية بمستشفى خولة، كما تم تشغيل وحدة جهاز التصوير المقطعي للانبعاث البزيتروني والمعجل النووي (PET SCAN). وبالنسبة لوحدات غسيل الكلى تم افتتاح ثلاث وحدات في ولايات شناص ومصيرة والسيب، كما تم افتتاح المباني الجديدة لمستشفى مدينة "الحق" ومستشفى "طوي أعتير" بمحافظة ظفار وافتتاح مركز صرفيت الصحي بولاية ضلكوت.
وشهد العام 2016 في إطار الاهتمام بتعزيز الرعاية الصحية الأولية ارتفاعاً في عدد المراكز والمجمعات الصحية التابعة لوزارة الصحة وصلت إلى 206 مقارنة مع 176 في بداية الخطة الثامنة للتنمية الصحي بزيادة قدرها 17.0%، كما ارتفعت أعداد أسرّة المستشفيات إلى 5034 سريراً بزيادة قدرها 7.3% في نفس الفترة. كما أنجزت وزارة الصحة مجموعة من التوسعات المختلفة لدعم الخدمات الصحية المقدمة إذ بلغ عددها للفترة من 2010 إلى 2016 أكثر من "30" مشروعاً أهمها إنشاء وحدة الحوادث والطوارئ في مستشفى السلطان قابوس بصلالة ومستشفى خصب ومستشفى دبا ووحدة غسيل الكلى في مستشفى الرستاق ومجمع شناص الصحي. وأشار التقرير إلى أن وزارة الصحة تقترب من إنهاء إجراءات العديد من مشاريع التوسعات وهي الآن في مرحلة التناقص الاستشاري أو الإنشائي، كما استحدثت وطورت عدداً من الخدمات والرعاية الصحية التخصصية في مختلف محافظات السلطنة خلال الخطة الخمسية الثامنة (2010-2015) ففي محافظة مسقط تم افتتاح مستشفى المسرة كمستشفى مرجعي لتقديم الرعاية الصحية الثالثية للأمراض النفسية بسعة استيعابية تبلغ 245 سريراً (يقدّم المستشفى خدمات العلاج النفسي للأمراض النفسية العامة، الأمراض النفسية لكبار السن، الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين، والطب النفسي الجنائي)، كما يقدّم المستشفى العلاج لمرضى إدمان المخدرات والكحول وخدمات علم النفس والخدمة الاجتماعية والتأهيل كالعلاج الطبيعي والعلاج المهني وعلاج النطق، كما تمت إضافة واستحــداث خدمــة التصــوير المقطعــي في المستشفى. كما تمت توسعة العناية المركزة في المستشفى السلطاني واستحداث وحدة الإقامة المؤقتة ووحدة آلام الصدر ووحدة الجلطة الدماغية (تم نقلها إلى مستشفى خولة) وخدمة عمليات السمنة والتوسع في خدمة الأشعة التداخلية، كما تم أيضاً استحداث وحدة التصوير الجزيئي. وفي مستشفى "خولة" تم استحداث قسم جراحة اليد والتوسع في خدمة علاج الأطراف الصناعية واستحداث خدمة الأشعة التداخلية للأوعية الدماغية وافتتاح قسم الطوارئ.
وعلى مستوى المجمعات تم استحداث خدمة التصوير بالموجات فوق الصوتية في مجمع بوشر الصحي واستحداث عيادات القلب التخصصية في مجمع بوشر الصحي. وفي محافظة ظفار تم استحداث خدمة علاج الأطراف الصناعية، كما تم استحداث وحدة العناية ما بعد المركزة بمستشفى السلطان قابوس بصلالة. وفي محافظة الداخلية تم إدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل واستحداث جراحة الأطفال واستحداث خدمة علاج الأطراف الصناعية في مستشفى نزوى، كما تم استحداث قسم العظام واستحداث خدمة التصوير بالموجات فوق الصوتية بمستشفى سمائل. وفي محافظة مسندم تمت إعادة تأهيل وصيانة مستشفى خصب واستحـداث خدمـــة التصوير المقطعي. وفي محافظة البريمي تم إدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل ويجري العمل على إنشاء وحدة عناية القلب في مستشفى البريمي.
وفي محافظتي شمال وجنوب الشرقية تم استحداث وحدة العناية القلبية للكبار والعناية الحرجة للأطفال وإدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل بمستشفى صور، كما تم استحــداث خدمــة التصــوير المقطعــي في مستشفى مصيرة واستحداث خدمة فحص اللياقة الطبية (العمال الوافدين) في جعلان بني بو علي، وتم استحداث خدمة جراحة العظام بالمنظار وإدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل وإدخال خدمة التنظير للجهاز الهضمي في مستشفى إبراء المرجعي وإنشاء عيادات خارجية بمستشفى سناو الصحي. وفي محافظتي جنوب وشمال الباطنة تمت صيانة وتوسيع وحدة العناية الفائقة والنهارية وإنشاء وحدات لغسيل الكلى بسعة 16 سريراً وإدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل وتوسعة قسم الطوارئ في مستشفى الرستاق. وتم استحداث خدمة فحص اللياقة الطبية (العمال الوافدين) في بركاء وإدخال خدمة طوارئ الأطفال واستحداث جراحة الأطفال وإدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل والتوسع في خدمة علاج الأطراف الصناعية واستحداث جراحة المخ والأعصاب وجراحة الوجه والفكين وجراحة الأوعية الدموية والجراحة التصحيحية بمستشفى صحار.
وأما في محافظة الوسطى فتم استحداث خدمة فحص اللياقة الطبية (العمال الوافدين) في ولاية الدقم ورفع كفاءة مستشفى الدقم من 8 أسرة إلى 14 سريراً وإدخال خدمة رعاية المسنين في المستشفى. وفي مستشفى هيماء تم تجهيز ثلاثة مواقع لتقييم الحالات المرضية واستحداث عيادة أطفال، كما تمت إضافة خدمات الأسنان بمركز صحي العجايز وتجهيز غرفة عزل وغرفة لما بعد الولادة بمركز الجازر الصحي. وفي محافظة الظاهرة تم استبدال العديد من الأجهزة والمعدات الطبية بمستشفى عبري وإنشاء منظار الجهاز التنفسي ومنظار الركبة وعمليات الرباط الصليبي وجهاز الأشعة المقطعية الجديد ومبنى بنك الدم بالمحافظة.
وفي مجال نظم المعلومات الصحية شهدت الفترة من العام 2014م وحتى الآن القيام بتطبيق مشاريع تقنية عدة ضمن استراتيجية الحكومة الإلكترونية بلغت (11) مشروعاً منها الملف الوطني الصحي الإلكتروني (نهر الشفاء) والذي ربط جميع ملفات المريض الواحد بمختلف المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة على مستوى السلطنة برقم وطني موحد وهو الرقم المدني بحيث تتاح بيانات المريض لجميع المستشفيات والمراكز الصحية.