طفول بامخالف: من ليس لديه ماضٍ لن يكون لديه حاضر ولا مستقبل

مزاج الأربعاء ١٥/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٣:٥٣ ص
طفول بامخالف: من ليس لديه ماضٍ لن يكون لديه حاضر ولا مستقبل

ظفار - عادل بن سعيد اليافعي

انطلاقاً من حرصها على إبراز الهُوية الحضارية للسلطنة؛ تعمل الحرفية المتميزة "طفول بنت رمضان بامخالف" دائماً على المشاركة والظهور في كل محفل سواء داخل السلطنة أو خارجها، ووجودها لا يقتصر على كونها هاوية لجمع الآثار وحسب، فهي عضوة ومشرفة فنية بجمعية المرأة العُمانية بولاية طاقة منذ إشهارها في العام 1985 وإلى الآن، ولديها متحفها الخاص في منزلها الذي يضمُّ الآلاف من القطع والمقتنيات الأثرية، ويزوره مهتمون بالتراث من المواطنين والمقيمين بمنزلها بولاية طاقة، والذي يقع غرب حصن طاقة.
وتروي "أم سالم" أنَّها منذ سن الرابعة عشرة بدأت بهواية جمع المقتنيات من الآثار والعملات والأدوات وغيرها الكثير، كما تعلمت كيفية صنع الفضيات.

محتويات متحفها
تقول أم سالم: "إنَّ من أبرز ما يحتويه المعرض هو سيف قديم يعود إلى عهد اليعاربة، وكذلك بعض الفخاريات التي تعود إلى ما يقارب 200 و300 سنة"، وتضيف: "يحتوي متحفي الشخصي على أقسام عدة تُظهر تراث محافظة ظفار، وهي: قسم البيئة الحضرية، وقسم البيئة البدوية، وقسم البيئة الريفية، وقسم البيئة الزراعية، وقسم البيئة الساحلية، وكل الأقسام عبارة عن مشغولات وحرفيات يدوية تمارس في محافظة ظفار من خامات ظفارية كالفضة والسعف والفخار والجلد والتطريز".
وأشارت إلى أنَّ لها مشاركات داخل وخارج السلطنة، أهمها مشاركتها في مهرجان صلالة السياحي منذ تأسيسه في العام 1996 إلى الآن، وكانت البداية ضمن مشاركات جمعية المرأة العُمانية بولاية طاقة، كما أن لها مشاركات في مهرجان طاقة والهيئة العمانية للصناعات الحرفية ووزارة السياحة والمدارس وغيرها، كما شاركت في تأثيث حصن طاقة في العام 1996 ضمن "عام التراث العماني".

عقود البحث
تقول أم سالم إن لديها عشقاً كبيراً لاقتناء مقتنيات قديمة ظهر منذ صغرها، كما أحبت العمل اليدوي فكانت تنفذ عدداً من المنتجات الفضية منذ صغرها، هذا بجانب احترافها مهنة الصياغة والتي أصبحت نادرة للغاية حالياً. تقول: "هذا خطر أشعر به وأرغب أن أنقله للأجيال المقبلة، لذلك أحرص على المشاركة الدائمة والتدريب والتعريف به".
يضم متحف أم سالم أقساماً عدة حرصت عند اختيارها على التعريف بكل التفاصيل بطريقة سهلة واضحة، ومنها قسم البيت الظفاري بالمدينة، ويحتوي على السرير القديم المزين بالخيمة المليئة بالتطريز والنقوش، وكذلك السرير الخاص بالطفل ويسمى المهد وبعض الأدوات الخاصة بالطفل، إلى جانب المدة وهي سجادة متوسطة الحجم تصنع من السعفيات، وكذلك الصندوق الذي يحتوي على زينة النساء قديماً، والعديد من الصناديق القديمة لحفظ المخطوطات والرسائل، وكذلك الملابس ومكونات الزي الخاص بالرجال في ظفار، وهي: السيف والمحزم والعصي والخنجر، والأدوات التي تستخدم للزينة مثل المناظر والطواويس.

القسم الظفاري
أما قسم البيت الظفاري بالريف فيحتوي على مجسم للبيت الريفي ويسمى الرجمة والفراش بداخله ويسمى النطع، وأدوات الرجل قديماً، وأشهرها الصبيغة، بالإضافة إلى أدوات العمل اليومي للرجل الريفي. ويحتوي قسم الصناعات التقليدية على العديد من الصناعات منها: الصناعات الفضية والتي تعدُّ الصناعة الرئيسية لصاحبة المعرض، وهي مصوغات للمرأة في ظفار مثل الخرقة وتوضع فوق الرأس، ودارة الحروز وتوضع خلف الرأس، والشكة وتلبس في مقدمة رأس البنت، والعصابة وتستخدمها المرأة المتزوجة للزينة. كما يوجد بقسم الصناعات التقليدية التي تستخدمها المرأة للزينة منها ما يستخدم في الأنف وهي الخشيفة والبدلة، ومنها ما يلبس في الأذن ومنها القراط والمعاجل والعقوبيات والحلاق وما يلبس في اليد كالبنجرة والسقليت والمقضبات، ومما يلبس في القدم كالمراشح والمثاني والحبوس والزقار والكيرات، وكذلك ملبوسات المرأة الريفية كحرز الصدر والمرية والقلادة والسك والبدلة.
ويضم قسم الصناعات التقليدية بعض الأدوات التي تستخدم في أعمال الفضة، مثل: الكواك والطوابع والمفرق والمجرة. أما قسم الصناعات الفخارية فيحتوي على المجمر والجحلة وتستخدم لحفظ الماء، والقدح لحفظ اللبن والحليب والمغر واللخا، وقسم السعفيات الذي يحتوي على القفة وسجادة الصلاة والمروحة والكفاية والجلة، وكلها مصنوعة بالكامل من السعف، أما قسم صناعات الشافي التي هي دمج للصناعات السعفية والجلدية في صناعة واحدة فيحتوي على القربة والستر وتستخدم لحفظ المصوغات. ويضم قسم الصناعات الجلدية القربة والهبان ويستخدمها الرجل لحفظ أغراضه أثناء التنقل، والمجعال وتستخدمه المرأة العاملة قديماً لحفظ أغراضها، والمحفيف ويستخدم غطاء للشعر.
أما قسم المهن القديمة فيحتوي على العديد من المهن بقصد تعريف الزوار بها، كمهنة التجارة وكيف كانت تدار عملية البيع والشراء سابقاً، ومن الأدوات الموجودة في المعرض ميزان اللبان، وهو أداة لقياس كمية اللبان، وميزان نادر جداً مصنوع من النحاس، وحرفة الرعي وكل ما يتعلق بها، وحرفة النجارة ومن أدواتها المنشار قديماً ويستخدمه شخصان، وحرفة الزراعة ومن أدواتها المنزحة والحراث القديم والمسعال ويستخدم لتسوية الأرض، وحرفة الصيد وأدواتها.
ويحتوي قسم الخياطة والتطريز على الثوب الظفاري بأنواعه كافة، والبرقع والمشقة وهي ما تشبه العباية حالياً، وبعض الملبوسات الأخرى، كما يوجد في المعرض قسم لجذب الشباب ويحتوي على مجسم لبرج طاقة ومجسم للمجمر ومجسم لسفينة الغنجة ومجسم فخاري لكأس الخليج قامت صاحبة المعرض بصناعته وعرضه بغرض لفت انتباه شباب هذا الجيل إلى الصناعات والحرف التقليدية.

الإنجازات والجوائز
وعن أبرز الجوائز والمشاركات للحرفية تقول أم سالم: "أحرص على المشاركة بشكل فعَّال ومستمر في كل محفل متاح لي، وبجانب مهرجان صلالة السياحي السنوي ومهرجان مسقط شاركت في العديد من مهرجانات الخليج، كذلك قمت بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة ووزارة السياحة لجمع العديد من المقتنيات القديمة وعرضها في حصن طاقة، وأحرص على إمدادهم بالمعلومات عن المقتنيات للزوار، كما فزت بالمركز الثاني في مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية التي تنظمها الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وحصلت على عدة جوائز محلية وخارجية، وقد كُرِّمت أماً مثالية على مستوى السلطنة في العام 2000، كما شاركت في ملتقى المتطوعات والأطفال المعوقين، وكذلك شاركت في معارض عدة داخل السلطنة، وأيضاً شاركت بمعروضات خارج السلطنة في قطر والكويت واليمن".