مسقط - خالد عرابي
«الخابورة»، إحدى ولايات محافظة شمال الباطنة المُطلة على بحر عُمان، وتحدها من الشمال الغربي ولايتا صحم وصحار ومن الجنوب الشرقي ولاية السويق، ومن الجنوب الغربي ولاية عبري، ومن الشمال الشرقي بحر عُمان، وتشتهر الخابورة بأنها مدينة هادئة تنتشر فيها مزارع النخيل، كما تعدُّ الخابورة من الوجهات السياحية المميّزة بالسلطنة؛ وذلك لما تزخر به من معالم وأماكن سياحية جذّابة والتي تتنوع ما بين الجبال والأودية والسهول والأفلاج، هذا بالإضافة إلى المعالم التراثية من القلاع والحصون مثل قلعة البوسعيد، بجانب هدوئها ومناخها المعتدل. حدّثنا أحد أبناء الولاية وهو محمود الحوسني، فقال: «تشتهر الولاية كثيراً بالأودية، إذ توجد بها أودية عدة مثل: وادي الحواسنة، ووادي حلحل، ووادي شافان، ووادي الصرمي، ووادي القنوت، كما تشتهر بوجود الكثير من الأشجار المتنوعة، وتشتهر الولاية أيضاً بصناعة الخناجر والقوارب والملح، وصيد الأسماك، وهي من الأماكن الجميلة والمناسبة لقضاء الإجازات وحتى القصيرة منها مثل إجازة العيد الوطني».
حصن الخابورة
وعن أشهر المعالم السياحية في الولاية قال الحوسني: «في البداية لا بد من الحديث عن حصن الخابورة، والذي يعدُّ من أشهر معالمها، ويقع وسط المدينة على ساحل البحر، وبحكم موقعه بالقرب من بحر عُمان يمكن النظر إليه من مسافات بعيدة من البحر مقارنة بالحصون الأخرى في منطقة الباطنة. ويتكوّن الحصن من المدخل الرئيسي وغرف الحراسة والمخازن وفناء في وسط الحصن يؤدي إلى ارتفاع يصل إلى المساكن العامة للحصن، كما يوجد فيه برج للمراقبة، ويحيط بالمبنى سور وهو مبني من الحجارة والصاروج العُماني القديم».
وأضاف الحوسني قائلاً: «توجد بالولاية أيضاً بعض الحصون الأخرى مثل: قصبية البوسعيد، وحصن فلج بني ربيعة، وحصن الخبت «العين»، وحصن خزام، والبديعة، والهجاري، والغشين، والعقلي، كما تشتهر الولاية بالأسوار مثل: سور الدواحنة، وسور قطيط، وبها العديد من الأبراج مثل: برج الخويرات، والرديدة، وبرج المثار في الغيزين، وخور رسل، وقصبية الحواسنة، وبرج سور قطيط، وبيت القبض بقرية الفرضة، وبرج خزام. كما يوجد بها عدد من الأفلاج مثل: فلج الغيزين وفلج خزام والقصف ونبعان، وبها بعض الكهوف مثل كهف خزام. وتشتهر الولاية بالمساجد الأثرية مثل: جامع الغيزين -ويُعرف أيضاً بمسجد الصبارة، ومسجد الركة».
قرية فلج بني ربيعة
وعن الأماكن التراثية الأخرى قال الحوسني: «من القرى التراثية والشهيرة في الولاية «قرية فلج بني ربيعة»، وهي قرية بها آثار ضاربة في التاريخ، وبها حصن يعدُّ ضمن الموروث الوطني، فيه بئر على باب الحصن، كما يوجد فيه مدفع قديم، ويوجد بها فلج يعتمد عليه سكان القرية في ري المزروعات وبساتين النخيل، وقد اكتُشفت فيها قبل فترة فخاريات تعود إلى الحضارة الإسلامية، كما وُجِدت بها عيّنات من الخزف الصيني، كما عُثر فيها على بقايا من أوانٍ مصنوعة من الحجر الصابوني وذلك بالقرب من أحد المدافن، وذلك عن طريق الاكتشافات الحديثة من قِبل وزارة التراث والثقافة. كما توجد بها بعض المباني القديمة مثل الغرف والصباحات وهي باقية حتى يومنا هذا وشاهدة على عراقة القرية. وكما يُقال إن بها مدافن أثرية يعود تاريخ بعضها إلى العصر البرونزي، أي إلى الألف الثالثة قبل الميلاد».
وادي الحواسنة
أشار الحوسني إلى أنه من الأودية الشهيرة في الولاية، وهو من أشهر الأودية بها، ويمتد من قرية عيص منتهياً بقصبية الحواسنة، ويصب ماؤه في بحر عُمان. ويمرّ بعدة قرى منها: الغيزين، والقصف، والرويضات، وصدان، وشخبوط، والرويضات، وحجيجة، وسوري، بالإضافة إلى «وادي شافان الذي يعدُّ من الأودية الزاخرة بالمعالم السياحية الرائعة التي جاءت من صنع الطبيعة، كما يتميّز بجريانه على مدار العام وهو يحتضن الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية الطبيعية، وأبرزها منطقة القحفة، كما يوجد وادي القحفة، والمحدث، والظليلة، ووادي الحيل الذي توجد به مجموعة مميّزة من القرى أبرزها قريتا الصفاء وبيعيق. كما أشار إلى أن هناك وادياً آخر مهماً وهو «وادي الصرمي» الذي يصل إلى ولاية صحم، ومن القرى الواقعة بالقرب منه: الركيكات، وفياء، والسيهرة، وجنح، و«الركة» وهي من أجمل قرى الوادي.