ترجمة - ش
تشتهر الأسماك بأنها كثيرة النسيان وضعيفة الذاكرة ولا تفعل شيئا سوى السباحة في المياه هائمة على وجهها حتى يلتهمها أحد الكائنات الأخرى، لكن الدراسات تؤكد أن هذه الكائنات لا تقل ذكاء عن القرود، بل ويمكنها تذكر تفاصيل لعدة سنوات وتستطيع تقدير الحيز المحيط بها أفضل مما يقدره البشر.
وبحسب تقرير نشرته اليوم صحيفة " دايلي ميل "، وترجمته الشبيبة، فإنه من دلائل ذكاء الأسماك درجة تعاون مع أقرانها من نفس النوع أو من أنواع أخرى في اصطياد فرائسها، إذ تتعاون أسماك الهامور وأسماك السلمون التي تعيش في الشعاب المرجانية في بعض الأحيان مع ثعبان البحر لإخراج الفريسة المختبئة في الشقوق الضيقة ، وكذلك تقوم أسماك الهامور بهز رأسها لثعبان الموراي لتدعوه لمشاركتها في صيد الفريسة.
ولكن يعتبر الأخطبوط هو الأكثر ذكاء وتعاوناً مع اسماك أخرى مثل الهامور في اصطياد الأسماك الصغيرة، وتظهر لقطات فيديو تم التقاطها ضمن فيلم تسجيلي ستعرضه قناه BBC أن سمك الهامور كان يساعد الأخطبوط لالتقاط فرائسه المخبأة في شقوق الشعب المرجانية.
واعتبر العلماء مثل هذه اللقطات دليلاً على أن بعض المخلوقات البحرية تمتلك ذكاء يضاهي القرود فيما يخص التخطيط المسبق والتعاون.
يذكر أن الأخطبوط له 3 قلوب اثنان منهما يضخان الدم إلى الخياشيم، في حين أن الثالث يضخ الدم إلى باقي الجسم، كما يحتوي دمه على بروتين الهيموسيانين الغني بالنحاس وذلك من أجل نقل الأكسجين.
ويعتبر هذا الحيوان الأذكى في عالم اللافقاريات، لذلك يقوم علماء البحار دائماً باختبار خلاياه العصبية، وقد أثبتت تجربة قام بها باحثان إيطاليان أن الأخطبوط قادر على تعلم سلوك معين من خلال ملاحظة تصرف أقرانه، علماً بأن له 8 أذرع قوية يستخدمها في الإمساك بفرائسه من الأسماك والأحياء المائية الأخرى، وهو يتميز بسرعة السباحة في المياه ويستعمل اثنين فقط من أطرافه للحركة وباقي الأطراف يستخدمها للأكل فقط، كما أنه يستطيع تغيير لونه ليناسب البيئة التي يختبئ بها في انتظار فرائسه.