النزل السياحية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٩/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٣:١٣ ص
النزل السياحية

علي بن راشد المطاعني

بدأت بعض الجهود الأهلية في بعض ولايات السلطنة بتعزيز المنشآت الإيوائية تؤتي ثمارها، وهي مبادرات مبتكرة عبر استغلال بعض الأماكن الأثرية والتاريخية كالبيوت التراثية والقديمة وتحويلها إلى غرف فندقية ‏مجهزة بكل مستلزمات الإقامة والإعاشة بالطرق العُمانية التقليدية، ما يرفد قيمة مضافة عالية للسياحة العُمانية، وتقديم منتجات سياحية جديدة تسهم في تفعيل المقومات والمنتجات السياحية المتوفرة في البلاد والمُجسدة للجوانب الحضارية والطبيعية والجغرافية، لتبلور كلها ومجتمعة المفهوم المتقدم للسياحة في عُمان باعتبارها (عنوان الجمال) وهو الشعار البديع الذي ترفعه وزارة السياحة للترويج للسياحة في البلاد.

فكل يوم تتكشف المزيد من الأعماق لهذا الشعار الذي يبدو مفتوحا لاستيعاب المزيد من الروائع التي تزخر بها بلادنا ذات التاريخ الموغل في القدم، وذات الإرث التاريخي العريق الذي تنهل منه السياحة.
إن النُزل التراثية تكتسب أهمية كبيرة، إذ هي تعمل على الحفاظ على البيوت القديمة والأثرية كأحد المعالم الحضارية بالبلاد، وتُعد بالتالي جزءا لا يتجزأ من التراث الحضاري الخالد في هذا الوطن.
فترميمها وتحويلها إلى نُزل يعني الاهتمام والالتفات إليها وإعادة اجترار تاريخها ليغدو حاضرا في الأذهان أبد الدهر.ومن المكاسب المتحققة من تحويل البيوت الأثرية إلى نُزل سياحية إبراز الجوانب المعمارية للحضارة العُمانية عبر العصور وبما تحتويه من كنوز عريقة وتسليط الضوء على الإرث التاريخي العُماني من خلال الأنشطة التقليدية والفلكلورية التي تمتاز بها محافظات السلطنة وبشكل مباشر وتفاعلي يثري التجربة السياحية العُمانية المتفردة عبر هذه الفكرة الجديدة والتي تجد منا كل التقدير والإشادة والتي ستؤدي لتوفير فرص عمل للمواطنين إضافة لتفعيل الأنشطة الاقتصادية المساندة الأخرى من خلال مشاركة المجتمع المحلي في توفير الخدمات المصاحبة كتقديم الوجبات العُمانية وبيع المشغولات.
هذه المبادرة بدأت تفتح شهية بعض الشباب في إقامة نُزل زراعية خضراء وبيوت للضيافة في بعض الولايات التي لا تتوفر فيها منشآت إيوائية كالفنادق وتكون مجهزة بكل المستلزمات الخاصة بالإقامة، وبالتالي توفر مأوى للكثير من الزوار للولايات.بالطبع إقامة مثل هذه المنشآت يتطلب ترخيصا من وزارة السياحة باعتبارها تندرج ضمن المنشآت الإيوائية التي يجب إن تتوفر بها الشروط الملائمة للإقامة من جميع الجوانب الهادفة لراحة الضيوف وضمان سلامتهم، والجهة المختصة بالتأكيد تشجع على مثل هذه المبادرات النوعية والشجاعة باعتبارها رافدا مهما للمنشآت الإيوائية خاصة في الواجهات السياحية التي يرتفع فيها الطلب على المنشآت الإيوائية.
نأمل أن يتشجع المواطنون لتحويل الأماكن الأثرية إلى نُزل سياحية، وبعض المزارع إلى نُزل خضراء، وبعض البيوت إلى نزل ضيافة، ففي هذه الأنشطة الإيجابية مكاسب كبيرة واستغلال أمثل للإمكانات المتاحة لتوفير أمكنة سياحية رائعة للسياح والزوار.