فاطمة المردوف موهبة عُمانية تنحت الشموع يدوياً

مزاج الأربعاء ٠٨/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
فاطمة المردوف

موهبة عُمانية تنحت الشموع يدوياً

مسقط - زينب الهاشمية

نحت الشموع موضة جديدة في عالم الفنون التشكيلية، انتشرت عالمياً، وبدأتها محلياً «فاطمة المردوف»، لتكون أول عمانية تتميز في هذا المجال بموهبتها وأعمالها الرائعة.

وتمضي فاطمة ساعات وهي تنحت يدوياً وبكل دقة وصبر الأشكال والأسماء على الشموع، لتمنحها أشكالاً وتصاميم جديدة، والمميز أن فاطمة قد تمكنت من تطوير موهبتها بمفردها وانتشرت شموعها لتصل إلى مشاهير من عمان والخليج منهم الفنانة أحلام.

المزيد عن إبداعاتها في

السطور المقبلة:

تنحت فاطمة شموعها بمختلف الأحجام وبالأسماء والأحرف العربية والإنجليزية لجميع المناسبات، كالتخرج والزواج والخطوبة وأعياد الميلاد والعيد الوطني وعيد الفطر والأضحى وغيرها من المناسبات، وأيضاً بدأت بنحت شخصيات كرتونية ونماذج مجسمات للمعالم الأثرية والعالمية، وشعارات الماركات العالمية والشركات والبرامج التلفزيونية والأندية العالمية المشهورة، إلى جانب الهدايا التذكارية بالشموع، وغيرها من الأعمال اليدوية.

تقول فاطمة: «عندما أردت العمل في نحت الشموع قررت صنع أشكال جديدة غير التي ألفناها، وبحثت كثيراً في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ولكن لم أجد من يعمل في هذا المجال دون استخدام أية مواد أو أدوات خارجية، فقررت أن أعمل على تطوير ذاتي وبدأت أنحت الشموع باليد وهذا ما ميزني عن الآخرين الذين يستخدمون القوالب الجاهزة، لذلك أعتبرها موهبة نادرة، وفخورة بأنني أول عمانية تعمل في هذا المجال».
وتضيف: «بفضل ربي وتوفيقه وتشجيع أهلي أخذت أعمالي تتوسع وتنتشر كثيراً، وكان لهذا المشروع إقبال كبير من الزبائن من داخل السلطنة وخارجها. وتصلني تساؤلاتهم الكثيرة عن كيفية نحت هذه الشموع وطريقتها، وكيف فكرت بهذا المشروع؟! وكنت أجيبهم بأن سر مهنتي وسبب نجاحي هو أنني شققت طريقي بمفردي، وفكرت وابتكرت كل هذه الأشكال اليدوية باجتهادي الخاص».
واختارت فاطمة اسم «فيلاس» لمشروعها الذي يعنى باللغة الإسبانية «الشموع»، وتتمنى أن تفتح في أقرب وقت محلاً خاصاً تعرض فيه جميع إبداعاتها.

أكبر الصعوبات

وحول الصعوبات التي واجهت فاطمة في مشوارها الإبداعي تقول: «واجهتُ الكثير من الصعوبات في بداية عملي مثل كيفية نحت الشموع ودمج الأسماء مع القاعدة وكيفية تثبيتها، ولم أجد لها طريقة في الإنترنت ولا في مواقع التواصل، فكنت أحاول أن أبدع في هذا المجال بأفكار وتصاميم جديدة، وكنت أتحدى نفسي كثيراً وأقول حتى لو فشلت في المرة الأولى فأنني سأنجح في المرة الثانية، وبالإصرار والتحدي والإرادة نجحت بتقديم أعمال كثيرة وتصاميم جميلة للشموع».

ويعدُّ هذا العمل شاقاً ومتعباً جداً لكونه يعتمد على النحت باليد بدون استخدام أي مواد أخرى تساعد في ذلك. تقول فاطمة: «من قوة حبي لهذا العمل كنت أتحمل وأصبر لساعات طويلة وأنا أنحت الشموع، وأتحمل الجهد والإرهاق البدني للوصول إلى الشكل المطلوب، وكنت في ذلك الوقت أحاول أن أوازن بين دراستي الجامعية في تخصص الهندسة المعمارية وبين عملي في مجال الشموع وتلبية طلبات الزبائن، وقاومت واعتمدت على نفسي لتطوير موهبتي، ونجحت في تقديم أعمال جديدة وتصاميم رائعة ومميزة وإرضاء الزبائن بأجمل المنحوتات الشمعية».

طريق الشهرة

تلاقي منحوتات فاطمة رواجاً وشهرة كبيرة، وحول طريقتها في الترويج والتسويق تقول: «بدأت شُهرتي من خلال برنامج التواصل الاجتماعي «الإنستجرام» الذي ساعدني في التواصل مع جميع الزبائن، وأتاح لي إمكانية عرض أعمالي على حسابي «@velas_1»، كما قمت بنشر إعلاني في جميع برامج التواصل الاجتماعي، وبدأت بالمشاركة في عدد من المعارض لعرض أعمالي وكان لها إقبال كبير، وفي مرحلة لاحقة عملت دورات في المدارس عن تطوير الذات وتنمية الموهبة، وندوة عن رائدة الأعمال».

لقاء الفنانين

حظيت فاطمة المردوف بفرصة كبيرة للالتقاء بعدد من الفنانين وإهدائهم نماذج من أعمالها، وتقول: «قابلت مجموعة من الفنانين والمشاهير، وأهديتهم شموعاً تذكارية لأسمائهم، وأبدوا إعجابهم بهذا المشروع ومنهم الفنانة القديرة أحلام الشامسي، والمذيعة والشاعرة الكويتية نهى نبيل، والممثلة القطرية نجوى، والممثلة الكويتية إلهام الفضالة، والممثلة العمانية بثينة الرئيسية، وغادة الزدجالية، والسيد خالد بن حمد الرئيس السابق للاتحاد العماني لكره القدم، ومستشارة تطوير ريادة الأعمال الأستاذة شريفة البرعمية، وصاحبة الأعمال الأستاذة هالة البلوشية، واستشاري التسويق الأستاذ سامي الزدجالي، والرئيس التنفيذي لشركه تصنيع تكنولوجيا النفط والغاز د.عامر الرواس، ورئيس بلدية ظفار سالم بن عوفيت الشنفري، وعميدة الكلية التقنية بصلالة مريم العوادي، ورئيس قسم الهندسة المعمارية في الكلية التقنية بصلالة، وللمذيع القدير عامر العمري».

وحظيت موهبة فاطمة ومشاركاتها المتعددة بمراكز متقدمة تقييماً وتقديراً لجهودها الفريدة، وحول ذلك قالت: «حصلت على المركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط في أفضل المشاريع كدعم خاص من الإعلامية نهى نبيل، وأيضاً اختيار مشروعي من أفضل المشاريع من لجنة معهد التخطيط بالكويت لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ووصلتني دعوات من باريس ولندن للمشاركة في المعارض معهم ولكن لم أستطع المشاركة لظروف خاصة، وأتمنى أن أشارك في المرات المقبلة لأضع بصمتي هناك، ووصول المواهب العمانية للخارج وللعالمية، وكل ذلك كان حافزاً لي في تطوير موهبتي ومواجهة جميع الصعوبات».
وفي الأخير تتمنى فاطمة الوصول للعالمية من خلال هذا المشروع، كما تتمنى أن تحصل على الدعم من جميع الشركات العمانية التي تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.