«الحمراء» عبق التاريخ حين يجود بالبطولة

مزاج الأحد ٠٥/نوفمبر/٢٠١٧ ٢١:١٢ م
«الحمراء» عبق التاريخ حين يجود بالبطولة

مسقط - خالد عرابي

تعدُّ «الحمراء» إحدى ولايات المنطقة الداخلية وتقع في الجزء الشمالي الغربي من الجبل الأخضر، وتحدها من الغرب ولاية عبري، ومن الشرق نزوى، والرستاق شمالاً، وولاية بهلاء جنوباً. وتشتهر الولاية بالعديد من المواقع السياحية والشواهد تاريخية التي تسجّل أروع قصص الأمجاد والبطولات التي سطرها الآباء والأجداد.

الخبير السياحي سونيل برابكر رشحها لنا كواحدة من أهم المحطات والوجهات السياحية في السلطنة، حيث قال: تُعرف الحمراء بأنها واحدة من ولايات السلطنة التي تزخر بتاريخها العريق، واحتضانها للعديد من المعالم الأثرية كالقلاع والحصون والجوامع والحارات القديمة والبيوت، وغيرها ومنها: مسفاة العبريين، قلعة روغان، بيت الصفاة، بيت البيتين، حصاة بن السلط، وجامع العارض.

مسفاة العبريين

ويضيف برابكر: تبعد بلدة مسفاة العبريين عن مركز ولاية الحمراء مسافة نحو 5 كلم. وتعدُّ واحدة من أشهر القرى الأثرية العُمانية الجميلة، وتقع في أحضان الجبل الذي هو امتداد لسلسلة جبال الحجر. ومَن يذهب إلى هناك سيجد أن المسفاة عبارة عن قرية مرتفعة تضم العديد من البيوت الطينية القديمة التي تطل على المزارع وبساتين النخيل والليمون، وتتفرَّد مبانيها الطينية بنظام هندسي مختلف حيث تصطف البيوت القديمة بشكل فريد، علاوة على وجود الأفلاج التي تُروى منها المزارع، ومنها فلج المسفاة الذي يواصل جريانه من عين الفلج مروراً بأنحاء المسفاة ومزارعها إلى أن يصل إلى الحقول الزراعية عبر المدرّجات الزراعية. وفي الطريق إليها يمكن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلّابة والقرى الأخرى ومنها: المدعام والمنيبك والغبيراء، والقرى الموجودة في القمة مثل الدار البيضاء والقويطع. وتعتبر منطقة «السيبان» هي أفضل المواقع لمشاهدة مسفاة العبريين ومشاهدة طبيعتها وجمالها الفريد. ويؤكد الرئيس التنفيذي لشركة «ترافل بوينت» على أن أبرز معالم الولاية وأشهرها الآن والذي يعدُّ من أبرز معالم السلطنة السياحية هو «كهف الهوتة» وهو كهف يمتد إلى 5 كلم داخل الجبل الشرقي وتوجد به صخور كلسية تكوّنت منذ آلاف السنين فشكّلت أشكالاً جميلة ورائعة، وقد عُرف الكهف بثرائه بالعديد من التراكيب والأشكال الكهفية التي تعكس لوحة فنية ذات انطباع بديع، وتوجد به بركة بها أنواع نادرة من الأسماك تُعرف بالأسماك العمياء، وقد عملت وزارة السياحة على تطوير الكهف وأدخلت إليه قطاراً يدخل إلى عمقه وجعلت منه معلَماً سياحياً فريداً.
ويؤكد برابكر على أن جبل شمس يأتي بعد ذلك كمعلَم بارز آخر هناك، وهو أعلى قمة في شبه الجزيرة العربية ويصل ارتفاعه إلى 3000 متر فوق سطح البحر ويوجد به مركز تخييم وارتحال جبل شمس والعديد من القرى الصغيرة. وتميّز الجبل بطبيعة ساحرة خلّابة بسبب تضاريسه بالغة الوعورة. ويُعرف الجبل بجماله وبالمدرّجات الجبلية الزراعية التي تشتهر بزراعة الرمان والجوز واللوز والعنب والخوخ وغيرها من الفواكه، وقيل في تسميته إنه يرجع إلى كونه أول بقعة تستقبل أشعة الشمس وآخر ما تغيب عنها في المساء.

بيت الصفاة

ويشير برابكر إلى أن من أبرز معالم الولاية «بيت الصفاة» ويمتد عمره لأكثر من 500 سنة، وما زال يتمتع بقوته رغم كل ما مرّ به من عوامل الطبيعة المتقلبة من الحرارة والأمطار والرياح، وقد تم اتخاذه كموقع سياحي تُمارس فيه أوجه الحياة القديمة من الحِرف والصناعات التقليدية وإعداد الوجبات الغذائية العُمانية؛ لتعريف الزائرين بطبيعة الحياة التي عاشها الإنسان القديم ومكابدته للطبيعة من أجل كسب قوته. وهناك بيوت أخرى لها الأهمية عينها ومنها بيت الجبل وبيت المغري وبيت الغنيمة.كما يشير إلى بيت آخر من معالم الولاية وهو «بيت البيتين» وهو عبارة عن بيتين متداخلين من الداخل عن طريق سلالم مبنية من الطوب والطين، ويسمح بالدخول من بيت والخروج من الآخر، ويعود تاريخه إلى 200 عام ويرتفع لأكثر من طابقين، وما يزال صامداً ومحافظاً على شكله إلى يومنا هذا رغم الظروف المناخية ومرور السنين. ويحدِّثنا عن معلَم آخر من معالم الولاية وهو «قلعة روغان» التي تقع بمسفاة العبريين ويُقال بأنها بُنيت قبل الإسلام وكانت تُستخدم لحماية البلدة ومراقبة الغزاة القادمين إليها من كل جهة. ويشير إلى أن هناك «حصن الظويهر» بوادي غول الذي بُني قبل الإسلام بمئات السنين على مرتفع جبلي يعتلي البلدة.
ويؤكد برابكر إلى أن الولاية تضمّ أيضاً العديد من المعالم الأخرى ومنها: الحارة القديمة وهي قرية قديمة بُنيت منازلها بالطين والصاروج والأخشاب وبها عدد من البيوت الشهيرة ومنها بيت المغري وبيت الصفاة، كما أن هناك «حصاة بن صلت» وهي واحدة من الآثار التاريخية التي تتميّز بها ولاية الحمراء، وهي عبارة عن صخرة كبيرة بها رسومات تعود لعصور ما قبل التاريخ وتحكي عبر التاريخ شجاعة الإنسان العُماني وإقدامه على تحدي الصعاب في الوقت الذي يرى فيه الحاجة إلى الشدة والقوة البارعة، ويُقال بأنها تحكي تاريخ عُماني يعود إلى 4000 سنة. كما أن هناك «بركة الشرف» وتقع بالجبل الشرقي من الولاية وهو جبل شاهق وتتساقط عليه الثلوج في الشتاء كما أن جوه معتدل في الصيف. وهناك «جامع العارض» الذي يرجع تاريخه إلى القرن الرابع الهجري، ويعدُّ من الآثار التراثية المهمة، ويتسع لنحو ألف مصلٍ وهو ما يشير إلى حجم الكثافة السكانية في تلك المنطقة في تلك الفترة البعيدة. وهناك «جامع القرية» ويوجد بمدينة الحمراء ويعدُّ موقعاً أثرياً إسلامياً هناك.