بثينة الزدجالية.. فنانة مسرح تتقن 7 لغات

مزاج الأحد ٠٥/نوفمبر/٢٠١٧ ٢١:٠٧ م
بثينة الزدجالية.. فنانة مسرح تتقن 7 لغات

مسقط - لورا نصره
كانت طفلة صغيرة تحب المسرح وكبرت وهي تحرص على مشاهدة كافة العروض المسرحية المحلية التي تسمع عنها.. لقد كانت وفية للخشبة كثيراً وعندما كبرت ومع بداية العام 2017 لم تكتفِ بأن تبقى ضمن جمهور المتفرجين حيث سنحت لها الفرصة مع فرقة الصحوة بأن تقف للمرة الأولى على الخشبة كممثلة، وبادلها المسرح العرفان وردّ لها الجميل بعدما أثبتت موهبتها وفازت بأولى جوائزها الفنية. إنها الممثلة المبدعة هاوية المسرح والسينما بثينة الزدجالية التي نتعرّف عليها أكثر في هذا الحوار.
أحبت بثينة مجال التمثيل والمسرح والفنون الاخرى كالتصوير والغناء منذ الصغر وتأثرت مع الوقت بعدد من الفنانين المخضرمين منهم أمينة عبد الرسول وطارق العلي وفخرية خميس والفنان المبدع صالح زعل.
عن موهبتها وأعمالها الأولى تقول: لطالما أحببت الفنون وبشكل خاص المسرح وكنت عندما كنت أسمع عن أي عرض مسرحي في السلطنة أبادر لحضوره وكان لهذا فائدة كبيرة انعكست على موهبتي، كما كنت أتابع المسرحيات المصوّرة عبر اليوتيوب كنوع من التغذية البصرية لي للاستفادة من الآخرين والتعلم منهم.
وتضيف: حصلت على فرصتي هذا العام مع فرقة الصحوة المسرحية التي قدّمت لي دوراً في مسرحية "أولاد النت" وكان ذلك فرصة كبيرة وتحدياً وضعته لنفسي لأثبت موهبتي وقدراتي الفنية وبالفعل نجحت في التحدي وفزت بجائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ لعام 2017 ومن هنا بدأت مسيرتي الفنية لتحقيق حلمي في عالم المسرح والسينما.

عام حافل بالأعمال
لم يحمل هذا العام جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ للزدجالية فقط، بل حفل بتجارب عديدة كانت تنتظرها منذ أن اكتشفت شغفها بالفن. تقول: كانت مسرحية "أولاد النت" لفرقة الصحوة المسرحية والتي قدّمتها خلال مهرجان صلالة السياحي كأول تجربة لي في التمثيل الخطوة الأهم التي حفّزتني لتقديم المزيد والتي جعلتني أشعر أنني مستعدة لخوض هذا المجال بثقة عالية، كما كانت لي هذا العام أيضاً أول تجربة في تمثيل الأفلام القصيرة من خلال فيلم "هذا قدري" للمخرج نصر الجابري، وأديت فيه دور البطولة وكانت تجربة ناجحة جداً، كما شاركت هذا العام أيضاً ببعض "الاسكتشات" القصيرة والآن أنا بصدد تقديم إحدى المسرحيات التي ستعرض في تونس مع فرقة الصحوة المسرحية.

عيني على الجوائز
ترى بثينة أن الجوائز تحفّز الفنان على تقديم المزيد وتشحن قدراته وتمده بالطاقة. عن ذلك تقول: أطمح بأن أكون ممثلة ناجحة وأن أكون محل إعجاب الجمهور وتقديره، كما أنني أطمح بأن أحصد الجوائز في المهرجانات والمسابقات المتخصصة بالمسرح والسينما. فالجوائز كما قلت هي الحافز الذي يدفع الفنان إلى مزيد من الإبداع فيما يقدّمه.
وتضيف: هذا طبعاً لن يتحقق إن لم أنجح بمواجهة التحديات والصعوبات التي من الممكن أن تقف ضدي وتواجهني".
وحول طبيعة التحديات التي تواجهها الفنانات العُمانيات بشكل خاص تقول: الانخراط والعمل في خشبة المسرح يعتبر واحداً من أحلام الكثير من الفتيات العُمانيات لكن بسبب بعض العادات والتقاليد بالسلطنة يمتنعن عن ذلك وهذا هو سبب عدم قدرة الكثيرات من بنات جنسي على تجربة وممارسته هواياتهن في التمثيل، وحتى لا أكون مجحفة أقول إن هناك تحسناً يطرأ اليوم على هذا الوضع حيث بتنا نرى بعض أولياء الأمور الذين يقومون بتشجيع بناتهم للدخول في هذا المجال ويقدّمون لهن كل الدعم اللازم.
وحول الانتقادات التي تعرّضت لها وكيفية مواجهتها تقول بثينة: نعم واجهت كثيراً من الصعوبات والانتقادات ولكن هذا لا يغيّر فيما أحلم به، وأرى أن الانتقادات ستساعدني على تطوير شخصيتي الفنية وتأدية أدواري بحرفية وبشكل أفضل، وعموماً أنا أتقبل أي نقد برحابة صدر وكل مَن يعرفني يشجعني ويساندني وخاصة أهلي وهم أكبر داعم لي.

طموح لا ينضب
ما زالت بثينة على أول طريق النجاح، والوصول لما تسعى له يحتاج إلى الكثير من العمل والاجتهاد. تقول: طموحي أن أكون نجمة من نجوم المسرح والسينما وأن يفتخر بي كل عُماني وأن أنجح برفع اسم بلادي في الأعالي. أتمنى أن أتمكن من المشاركة في التمثيل بأعمال خارج عُمان مع النجوم الكبار.. هذا حلمي الذي أتمنى أن يتحقق قريباً.
ولا يعدّ التمثيل هو هواية بثينة الوحيدة فهي تحب كتابة النصوص المسرحية، إلى جانب كتابة السيناريو السينمائي سواء الرومانسي أو التراجيدي والكوميدي، وتميل مؤخراً لكتابة نصوص الرعب وقريباً ستُعلن عن إحداها، كما تقول.
تحب بثينة أيضاً تعلّم اللغات المختلفة والإطلاع على الثقافات المختلفة وحتى الآن تجيد التحدث بـ 7 لغات بطلاقة و هي الهندية، الإنجليزية، البنجالية، الأوردو، البنجابية، الباكستانية، البلوشية، عن ذلك تقول: كانت إحدى احلامي وأنا صغيرة أن أتمكن من السفر وأن أجوب العالم للإطلاع على الثقافات المختلفة ولظروف لم أستطع تحقيق هذا الحلم ولكن علاقتي به لم تنكسر حيث ساعدتني التكنولوجيا وثورة الانترنت على تعلم اللغات المختلفة والتعرف على ثقافات وبقاع مختلفة من هذا العالم وهذا بحد ذاته مكسبا كبيرا لي حيث أنه يسهل علي العمل والتواصل مع الفنانين من أصول وثقافات مختلفة واليوم لا زلت أحاول إضافة المزيد من اللغات إلى رصيدي اللغوي ومنها اللغات الملبارية والفلبينية والسريلانكية والألمانية التي احاول تعلمها عن طريق الانترنت ومع زملاء العمل . وأعتقد أن ذلك ما يميزني كأول عُمانية ممثلة تتقن لغات مختلفة".
أخيرا تتوجه بثينة بالشكر لكل مَن ساندها وأخذ بيدها نحو النجاح. تقول: أشكر كل مَن ساعدني على تحقيق حلمي ومنهم الفنانة القديرة حبيبة السلطية والفنان محمد البلوشي والفنان يوسف الصالحي وأستاذي المخرج نصر الجابري وكل زملائي الذين ساعدوني في ذلك وهناك الكثيرين لا يسعني ذكرهم جميعاً.