رئيس جامعة السلطان قابوس: شراكات حكومية - خاصة لـدعـم البحـث العلمــي

بلادنا الأحد ٠٥/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٢:٤٨ ص
رئيس جامعة السلطان قابوس: 

شراكات حكومية - خاصة لـدعـم البحـث العلمــي

مسقط –

تحتفل جامعة السلطان قابوس مساء اليوم بحفل تخريج فوج جديد من طلبة الدفعة الثامنة والعشرين، البالغ عددهم 3227 موزعين على تسع كليات، يتم تخرج الكليات العلمية منها مساء اليوم، إضافة إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فيما يستكمل عقد الخريجين مساء الأحد المقبل وذلك بتخريج طلبة الكليات الإنسانية.. ويبلغ عدد خريجي ليلة التخرج الأولى (1818) خريجا وخريجة، فيما ينتظر (1409) تتويج مسيرتهم العلمية مساء الأحد المقبل.عن هاتين الليلتين المميزتين في تاريخ الجامعة، وعن جامعة السلطان قابوس، كان لنا هذا الحوار مع رئيس الجامعة سعادة د. علي بن سعود البيماني، الذي بدأ حواره معنا برفع أطيب التهاني وأعذبها لمقام مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه، حيث قال سعادته: مع احتفالات عماننا الحبيبة بالعيد الوطني السابع والأربعين يسرني ويشرفني أن أرفع بالأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع الطلاب والمنتسبين لجامعة السلطان قابوس أسمى آيات الشكر والتبريكات والعرفان للمقام السامي -حفظه الله ورعاه- وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة.

كيف تسهم الجامعة في إعداد أبنائها الطلاب لمتطلبات سوق العمل وما الجهود المبذولة في هذا المجال؟

هذا سؤال مهم، وفي الحقيقة دائما ما يتم التساؤل عن دور جامعة السلطان قابوس في إعداد خريجيها لسوق العمل، وبرغم أن سوق العمل لا يعني التشابه التام مع المادة العلمية التي يدرسها الطالب، إلا أن الجامعة تسعى إلى جعل خريجيها على اتساق كبير مع سوق العمل، حيث أن هناك جهودا متكاملة من جميع وحدات وكليات الجامعة في هذا الشأن، وذلك منذ التحاق الطالب بالجامعة، ووجود مركز معني بتهيئة الطالب لمرحلة ما بعد الدراسة الجامعية هو أحد هذه الجهود، وهذا المركز هو مركز التوجيه الوظيفي الذي ينظم العديد من الفعاليات، أهمها معرض التخصصات السنوي الذي يساعد الطالب على التخطيط لمساره المهني بدءا من اختياره الصحيح والمدروس للتخصص الأكاديمي المناسب، ومن ثمّ اكتشاف المهارات والمعارف المطلوبة منه في سوق العمل عن طريق المشاركة في حلقات عمل برنامج الوعي الوظيفي الفصلي، الذي يقدّمه مختصّون بالمركز ومن سوق العمل؛ لتزويد الطلبة بالمعلومات اللازمة عن سوق العمل، وذلك لتهيئتهم وإعدادهم على مستوًى عال. ومن هذا المنطلق قامت الجامعة بعمل دراسة لموائمة مخرجات التعليم العالي مع سوق العمل وكان أحد أهم الأهداف الرئيسية للمشروع هو معرفة الاحتياجات الحالية والمستقبلية لسوق العمل من الوظائف في مختلف التخصصات الأكاديمية والأعداد المتوقعة مستقبلا لمخرجات مؤسسات التعليم العالي.

فرص توظيف

ما التسهيلات التي تقدمها الجامعة لقطاعات العمل المختلفة لتعزيز فرص توظيف خريجي الجامعة؟

كما ذكرت سابقا أن هناك جهودا حثيثة تعمل عليها جامعة السلطان قابوس من أجل رفد المجتمع بخريجين مؤهلين تأهيلا علميا وفكريا ومعرفيا، وأيضا فإنها تسعى جاهدة لتوفير شراكات وعلاقات متينة بينها وبين سوق العمل لتعزيز فرص التوظيف لمخرجات الجامعة، وفي هذا الجانب وقعت الجامعة برنامج تعاون مع الجمعية العُمانية للموارد البشرية، وبموجب البرنامج تستفيد الجامعة من خبرات المختصين في الموارد البشرية في تقديم محاضرات فصلية لطلبة الجامعة عن المهارات المطلوبة ومتطلبات سوق العمل. إضافةً لذلك تقوم الجامعة عبر مركز التوجيه الوظيفي بالإعلان عن فرص العمل والتدريب التي ترغب مؤسسات القطاع العام والخاص الإعلان عنها داخل الحرم الجامعي، كذلك يتم استقبال طلبات المؤسسات الراغبة في التوظيف وتزويدها ببيانات خريجي الجامعة لتسهيل عملية تواصلها مع احتياجاتها من الموارد البشرية من مخرجات الجامعة، علاوة على توفير الجامعة كل التسهيلات اللوجستية؛ لإجراء اختبارات ومقابلات التوظيف مجانا داخل الحرم الجامعي.

تحديات

كيف واجهت الجامعة تأثيرات الأزمة الاقتصادية الحالية، خاصة أنها خلقت تحديات متعددة وشملت المؤسسات الحكومية كافة؟

فيما يتعلق بالجامعة فإن التحدي الأكبر كان في كيفية عدم تعرض قطاع البحث العلمي للضمور أو التراجع- وهو ركن مهم تعول عليه الجامعة كثيرا- والحمد لله عملت الجامعة بجهد في هذا الجانب وأوجدت بدائل وقنوات يمكن من خلالها العمل في هذا القطاع دون أن يتأثر، خاصة الجهود المبذولة في إيجاد شراكات متعددة مع جهات حكومية وخاصة من أجل دعم البحث العلمي والمشاريع البحثية المختلفة، إذ يبلغ عدد الاستشارات البحثية مع مختلف مؤسسات القطاع العام والخاص 22 بحثا وهناك 5 مشاريع ضمن برنامج المنح المفتوحة في مجلس البحث العلمي إلى جانب 4 مشاريع بحثية تعاونية بتمويل مشترك من جامعة الإمارات و4 مشاريع عبارة عن منح خارجية من مؤسسات محلية ودولية وأما المنح البحثية ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب في مجلس البحث العلمي فيبلغ عددها ثلاثة أبحاث.

مساكن الراحة.. تحت المنظار

خلال هذا العام تم تسكين طلبة السنة الأولى في مساكن مستأجرة من قبل الجامعة، أطلق عليها اسم مساكن الراحة، لماذا هذه الخطوة، ولماذا طلبة السنة الأولى فقط؟

هذا الأمر لم يأت جزافا، فقد قمنا بعدة دراسات قبل اتخاذ هذه الخطوة، ووجدنا أن نسبة كبيرة من طلبة السنة الأولى لا يجدون الاستقرار الذي يمنحهم فرصة تكملة الدراسة في الجامعة، وبكل تأكيد ستسهم هذه المساكن في توفير الاستقرار المطلوب وتوفير عناء البحث عن المسكن المناسب. إضافة أن وجودهم في سكن تم تهيئته بكل المتطلبات التي يحتاجها الطالب سيساعد على التركيز في الدراسة، وبالتالي سيقلل أعداد المتعثرين دراسيا، وكذلك تضمن الاتفاق مع «مساكن الراحة» توفير مجموعة من الخدمات منها غرف مؤثثة لحوالي (1200) طالب وخدمة النقل بواقع (رحلتين) في اليوم، والعديد من الخدمات الضرورية الأخرى، وهناك قاعات للصلاة والدراسة والمذاكرة والترفيه، ومكاتب للمشرفين، وتقوم الجامعة بمتابعة الشركة بخصوص هذه المساكن مع النظر لحظة بلحظة في الشكاوى التي وردت من الطلاب من أجل توفير أقصى ما يمكن من الراحة لأبنائنا، ونعمل بكل جهد مع جميع المعنيين لحلّها بالطرق المناسبة.

إنجازات

يلاحظ أن هناك برامج كثيرة في مجال الدراسات العليا، وبأن جامعة السلطان قابوس أصبحت تخرج أعدادا كبيرة من مخرجات الماجستير والدكتوراه، دعنا نتحدث عن هذا الجانب، جانب الدراسات العليا في الجامعة.

وصل عدد البرامج المعتمدة في الدراسات العليا خلال العام الجامعي 2016-2017 على سبيل المثال إلى 98 برنامجًا منها 63 برنامجـًا للماجستير و35 برنامجا للدكتوراه في مختلف كليات الجامعة، أيضا في هذا الصدد تم اعتماد اللجنة الاستشارية لعمادة الدراسات العليا وإقرار لائحة النظام الأكاديمي للدراسات العليا من قبل مجلس الجامعة، إضافة إلى اعتماد عدة سياسات منظمة في هذا الشأن كسياسة المنح وسياسة الدعم المالي لطلبة الدكتوراه وسياسة مراجعة وتقييم البرامج.

ماذا عن مسيرة البحث العلمي في الجامعة؟ إلى أين وصلت؟

تعلمون أن البحث العملي في أي جامعة هو بمثابة الشريان الذي ينبض بالعطاء، والبحث العلمي في جامعة السلطان قابوس يواصل نشاطه الدؤوب محققًا أرقامًا وإنجازات نذكر منها للتمثيل لا الحصر: إنشاء مركزين بحثيين جديدين في الطاقة المتجددة وتقنية النانو، واعتماد (7) منح بحثية إستراتيجية ضمن الدعم السامي لجلالة السلطان -حفظه الله- واعتماد (90) منحة بحثية بتمويل داخلي من الجامعة، واعتماد (4) منح بحثية مشتركة مع جامعة الإمارات. بالإضافة إلى اعتماد (3) منح بحثية تعاونية ضمن برنامج الدعم المشترك للأبحاث في جامعات مجلس التعاون الخليجي، واعتماد منحة بحثية في مجال الطاقة المتجددة ضمن برنامج دعم البحوث من شركة النفط البريطانية BP ، إلى جانب اعتماد اتفاقية مع شركة «عمانتل» لتقديم دعم لمشاريع بحثية في مجالات علوم الاتصالات والنانو، واعتماد منحة بحثية ضمن برنامج البحوث الإستراتيجية بمجلس البحث العلمي.

دائرة الابتكار

ماذا عن جهود الجامعة في مجال الابتكار والحصول على المزيد من براءات اختراع؟

نسعى إلى تطوير بيئة إبداعية وريادية يمكنها تكوين ملكية فكرية ذات قيمة تجارية قادرة على الارتقاء بأسس الصناعة الجديدة المبنية على المعرفة، وتوفير فرص عمل محلية، حيث تم منح 10 براءات اختراع للجامعة، وإيداع 20 طلباً للتسجيل كبراءات اختراع منذ عام 2004م في مجالات الهندسة الميكانيكية والإلكترونية والاتصالات والأدوية وتقنيات الأغذية وتقنيات النانو والكيمياء. وكذلك تم إيداع 5 مصنفات أدبية وفنية بموجب حق المؤلف في مجالات أنظمة الحاسب الآلي ومواد وأدوات تعليمية وتطبيقات الهاتف النقال. ومن أجل نشر ثقافة الابتكار لدى طلبة الجامعة تم تأسيس جماعة الابتكار وريادة الأعمال الطلابية.

بوابة خبراء

تم تدشين بوابة للخبراء في الجامعة مؤخرا فما الدور الذي ستلعبه هذه البوابة في مختلف المجالات التعليمية والبحثية؟

تشكل هذه البوابة أهمية كبيرة تتمثل في توسيع آفاق الرؤية المؤسسية والبحثية، فالمؤسسات التي تمتلك عددا أكبر من الشركاء، لديها فرص أكثر للتعاون البحثي، ومن وظائف هذه البوابة بحث سبل التعاون مع نظرائهم عبر المؤسسات محليا وإقليميا وعالميا، بالإضافة إلى التعاون الذي يؤدي إلى تدفقات تمويلية للمشاريع، وأيضا من الوظائف المهمة لبوابة الخبراء أنها تختصر الجهد في البحث عن الباحثين، وتسرع عملية تحديد الخبراء المتعاونين من مختلف التخصصات، مما يسهل عملية إقامة شراكات أكثر فعالية وإنتاجية.

إلى أين وصل مشروع المركز الوطني لأمراض الدم وزراعة النخاع العظمي؟

لا يخفى أن الأوامر السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لإنشاء المركز الوطني لأمراض الدم وزراعة النخاع جاءت لتلبي الحاجة الماسة للتوسع في الخدمات المقدمة لمرضى أمراض الدم في المستشفى الجامعي، إذ يحتضن المستشفى وحدة لزراعة النخاع في السلطنة، وقد أسست الوحدة في عام 1994م، لكن مع التوسع الهائل في الحالات التي تستفيد من عملية زراعة النخاع، كان لا بد من المضي في إنشاء هذا المركز الذي يحتوى على أكثر من 170 سريرا، ونتوقع الانتهاء منه في منتصف العام المقبل بإذن الله، والترتيبات جارية الآن لتجهيز الطاقم الطبي، وكذلك ما يحتاجه المركز من أجهزة ومعدات، وسيقدم هذا المركز نقلة نوعية في جودة الخدمات وحجمها ، وسيتيح فرصة لإجراء البحوث العلمية، وكذلك تدريب الأطباء في هذا المجال.

90 ألف مراجع

ما أحدث التطورات في المستشفى الجامعي؟

يشهد قسم طب الطوارئ في مستشفى الجامعة زيادة مضطردة لعدد المراجعين حيث يستقبل 60000 ستين ألف مراجع في السنة، مما يجعله أحد أكثر أقسام الطوارئ استقبالاً للمراجعين في السلطنة، وتماشيا مع هذه الزيادة كان لزاماً العمل على توسعة هذا القسم؛ ليقدم خدمات علاجية ذات مستوى عال من الجودة والكفاءة. فتم العمل على توسعة القسم، وعند الانتهاء من العمل سيقسم قسم طب الطوارئ إلى طوارئ للكبار وطوارئ للأطفال، ومع هذه التوسعة من المؤمل أن يكون باستطاعة قسم طب الطوارئ استقبال ما يزيد عن (90.000) تسعين ألف مراجع في السنة.