دبي – 7
نسعى جميعا كآباء وأمهات إلى ضمان استمتاع أبنائنا بطفولتهم، وفي الوقت نفسه تعليمهم بعض العادات المفيدة والهامة التي ستنفعهم حين يكبرون.
ويعتبر إرشاد الأطفال لحمية غذائية متنوعة، وأسلوب حياة نشيط من الدروس القيمة التي يمكن أيضاً أن تكون ممتعة لهم.
لماذا يعتبر هذا الأمر هاماً؟
تعد السمنة واحدة من أكبر المخاوف الصحية التي تؤثر على أطفالنا في الشرق الأوسط لذلك تعمل الحكومات والهيئات الصحية في المنطقة بجد لاتخاذ خطوات فاعلة بشأنها،
فاعتماداً على إحصاءات منظمة الصحة العالمية تضاعفت معدّلات السمنة على نطاق عالمي منذ العام 1980 لتصل إلى 42 مليون طفل مصاب بالبدانة في 2013، وفي حال استمر هذا المؤشر بالتصاعد سيصل عدد الصغار والأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن إلى 70 مليون بحلول عام 2025. ورغم أن هذه الإحصاءات مقلقة، إلا أن جميع الخبراء متفقون على إمكانية الوقاية من السمنة، فتعليم الأطفال أساليب حياة صحية منذ سن مبكرة يساعد في ضمان طفولة سليمة لهم وبالتالي حياة أكثر صحة عندما يكبرون، إذن فمن أين يجب على الآباء والأمهات أن يبدأوا؟
بهذا الصدد قالت مديرة إدارة التغذية السريرية في هيئة الصحة بدبي وفاء عايش: "يلعب الآباء والأمهات دوراً هاماً في إرشاد الأطفال إلى حياة صحية، وأفضل وسيلة للقيام بذلك هي أن يكونوا قدوة لأطفالهم، وأن تشترك العائلة كلها في نمط حياة صحي ونشيط، لذلك ننصح كل عائلة باتباع العادات الأربع اليومية والبسيطة كي يتمتعوا بصحة جيدة، وهي:
١. المزيد من الحركة والنشاط البدني.
النصيحة الأولى السهلة التي يجب على الآباء والأمهات اتباعها هي إبقاء أطفالهم في حركة ونشاط دائمين، فأي نشاط بدني يعد أفضل من الجلوس بدون حركة، وواحدة من الطرق لجعل الأطفال يتحركون أكثر هي تقليل الوقت الذي يقضونه أمام شاشات التليفزيون أو ألعاب الحاسب الآلي مع إيجاد البدائل التي تتناسب مع اهتمامات الطفل من ألعاب الجري والتقاط الأشياء في الحديقة أو المنتزه، أو الألعاب الرياضية المنظمة، حيث سيساعدهم هذا في تطوير مهاراتهم بالإضافة إلى تقوية قدراتهم على اتخاذ القرارات وزيادة انتباههم وإحساسهم بروح الفريق.
٢. المزيد من شرب المياه.
المياه من ضروريات الحياة، فهي ترطّب الجسم وتساعد على تنظيم درجة حرارته، وهذا الأمر هام خاصة للأطفال ذوي النشاط الجسدي الزائد، أو الأشخاص الذين يعيشون في الأجواء الحارة، حيث لا تضيف المياه أي سعرات حرارية إلى النظام الغذائي. ولكن ماذا لو كان طفلك لا يحب المياه؟
• تأكد من توفر المياه في متناول اليد ليكون الأطفال أكثر قابلية لشربها.
• اجعل من شرب المياه لعبة مرحة وذلك باستخدام مّصاصات المياه الملونة، أو أكواب المياه المصممة بشكل جميل.
• يمكنك أيضاً إضافة شرائح الليمون في الكوب، أو مزج القليل من عصير البرتقال بالمياه.
٣. المزيد من الفواكه والخضروات.
أضافت وفاء عايش: "حتى نضمن حصول الأطفال على نظام صحي غني بعناصره الغذائية يجب تحفيزهم على تناول أطعمة صحية ومتنوعة من مختلف المجموعات الغذائية، فالتنوع هام جداً لتدريب الحواس بدءاً من البصر إلى الشم ثم اللمس وانتهاءً بتذوّق الطعام. فليس كافياً تحضير وجبات رئيسية مغذية فقط، بل يجب أيضاً غرس عادات الطعام الصحية في نفوس الأطفال. يمكن على سبيل المثال إبقاء طبق من الفواكه متوفراً بشكل دائم كوجبة خفيفة بعد المدرسة، أو الاحتفاظ بالخضراوات المقطعة في الثلاجة للاستمتاع بتناولها خلال اليوم".
كما يمكن تحفيز الأطفال على تناول أطعمة مغذية ومتنوعة من خلال السماح لهم بالمساعدة في شراء المواد وتحضير الوجبات في المنزل، الأمر الذي يتيح لهم تعلم كيفية تحضير وجبات متوازنة بأنفسهم.
٤. المزيد من الاعتدال بحجم الوجبات.
بدأت أحجام الحصص الغذائية تزداد منذ عقد الثمانينيات، واستمرت بالزيادة منذ ذلك الحين، ومع مرور الوقت أصبحت تصوراتنا عن الحصص الغذائية مشوهة، وتظهر الأبحاث أنه من الصعب علينا معرفة كيف تبدو الحصة الغذائية الطبيعية!
وعلى الآباء والأمهات أن يضمنوا لعائلاتهم وجبات مغذّية ويتأكدوا من احتوائها على المقادير الصحيحة من العناصر الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، من المهمّ مراقبة اعتدال حجم الوجبات الغذائية المقدمة للعائلة، حتى وإن كانت الوجبات صحّية.
وإليكم بعض الطرق التي تُساعد في بناء عادات طعام صحية لدى الأطفال:
• مشاركتهم بفعالية في اكتشاف كمية التناول المعقولة من الطعام.
- الطريقة السهلة لتعليم طفلك كيفية تقدير كميات الحصص الغذائية هي عبر استخدام يديك كمقياس. وبما أن الأطفال يمتلكون أيادي أصغر من الكبار هذا يساعد على التذكير بأن حصص طعام الأطفال يجب أن تكون أصغر.
- تعادل قبضة اليد مقدار كوب – وهي الكمية التي ينصح بها من حصص طعام الباستا، والأرز، والحبوب، والخضراوات، والفاكهة.
- حصة من اللحوم يجب أن تكون بحجم راحة اليد.
• تشجيعهم على تقاسم حصصهم من الحلوى مع إخوتهم أو أصدقائهم.
• تشجيع عادة الأكل على الطاولة، وتجنُب الأشياء التي تصرف الانتباه مثل التليفزيون، فمن السهل الإفراط في الطعام عند التركيز على أشياء آخرى.
• تقديم الطعام في أطباق أصغر لتظهر الوجبات الصغيرة بشكل أكبر فالشطائر تبدو صغيرة في طبق العشاء، لكنها تبدو كبيرة في طبق المقبلات.
• الحرص على جدولة ثلاث وجبات صحية، مع 1-2 وجبات خفيفة خلال اليوم، فغالباً ما يؤدي تخّطي إحدى الوجبات إلى الإفراط في الطعام في الوجبة التي تليها.
• إضافة المزيد من السلطات والفاكهة إلى النظام الغذائي للعائلة، وبشكل خاص، في بداية الوجبات، فذلك قد يساعد على التحكم بشعور الجوع ويعطي إحساساً بالامتلاء، فيصبح التحكّم بكمية السعرات الحرارية المتناوَلة أسهل.
• تناول الطعام ببطء، وإعطاء الجميع فرصة لاختبار إحساس الشبع قبل تقديم المزيد من الطعام، ولا بد من تعليم الأطفال أن إشارة الإحساس بالشبع تستغرق 15 دقيقة للوصول إلى الدماغ.
تذكر الدور الذي يؤديه الآباء والأمهات في تعليم أطفالهم كيفية تقدير أحجام الحصص الغذائية. فخلال مراحل نمو الأطفال تختلف شهيتهم للطعام من وقت لآخر، تبعاً لعدة عوامل. ويغلب الشعور بالجوع عند الأطفال بشكل أكبر خلال مراحل النمو التي يمرّون بها، وخلال المواسم الرياضية التي يزداد فيها نشاطهم. وينخفض شعورهم بالجوع في أوقات توقّف النشاط. وبينما تتأرجح شهيتهم للطعام يجب أن تحافظ على ثبات حصصهم المناسبة وأن تشجعهم على التمهل في تناول وجباتهم، وتأكد من شعورهم بالشبع قبل تقديم المزيد من الحصص.