التواصل الحكومي

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٢/نوفمبر/٢٠١٧ ٠٤:٠٢ ص
التواصل الحكومي

عزيزة راشد

كانت الجولات الإعلامية التي يقوم بها الزميل العزيز أستاذي الإعلامي خالد الزدجالي ضمن مسيرته الإعلامية في برنامج كلام من التراث بمثابة همزة وصل لطيفة بين الشعب والإعلام، والذي كان تواصلا يدعم ويعزز مكانة الإعلام العماني ويكسر الفواصل ضمن نسيج اجتماعي واحد شعبي وحكومي وإعلامي، شيئا فشيئا تختفي البرامج الجماهيرية التي تتواصل مع الجمهور مباشرة ولم يتبق منها سوى كثير جدا من البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تبث من غرف مغلقة متواصلة مع الجمهور عبر الصوت والصورة فقط بينما اختفى الاحتكـــــاك المباشر والظهور الإعلامي.

التواصل مع الشعب بجميع قطاعاته يكسر قوالب الجمود ويحد من ضبابية الرؤية ويفتح آفاق مثلى للمزيد من الرؤى والحلول لكل معضلات العمل، إن التعامل المباشر يوجد نوعا من الشراكة الحقيقية بين الشعب والحكومة، فعادة ما يطرح الشباب وهم الجيل القادم بعض الحلول لمواضيع معينة وإعطاء هؤلاء الشباب فرصة للقاء بهم ودراسة الحلول التي تقدموا بها سواء عبر لقائهم بالمعنيين أو بالمسؤول المباشر يوجد شراكة حقيقية تعزز أن الوطن وطن الجميع والجميع بكل فئاته مسؤول عن تنميته وإيجاد الحلول لكل المعضلات.
لم أجد شعبا يحب وطنه كالشعب العماني، وهذا نجده عندما نسافر وكلما جاء ذكر لعمان تجد العمانيين صفا واحدا مدافعين ومقدرين ومعززين لوطنهم وبداية حديثهم ونهايته دعاء لجلالة السلطان المعظم ذلك الرجل الذي جاوزنا في حبه مرحلة الحب نفسه ومرحلة العشق فأصبحنا نتنفسه.
وقد سعدت بحضور منتدى التواصل الحكومي الأول وهي خطوة إيجابية وقفزة عملاقة تعود بالفائدة على الوطن والمواطن، إذ إن المواطن يحتاج إلى نافذة ليطل منها على الحكومة لأن الحكومة والمواطن نسيج واحد كل يخدم الآخر، وقد عرض منتدى التواصل الحكومي الأول تجارب بلدان عديدة رائدة في مجال التواصل الاجتماعي والحكومي مثل التجربة السنغافورية والتجربة البريطانية، وما لاحظته من ممثل سنغافورة الجرأة في سرد بواطن التجربة السنغافورية في مجال التواصل الحكومي، إذ ذكر أنه لا يوجد شيء اسمه الإعلام الجماهيري، لأن الإعلام رابط بين الحكومة والجمهور ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، كما ذكر أن التحدي الذي واجههم في التواصل الحكومي مع الجمهور هو اللغة فتعدد اللغات في سنغافورة كان عائقا، ونحمد الله أننا في عمان لا نـــــــواجه مثل هذا التحدي، وبالتالي يسهل ذلك التواصل الحكومي بين الشعب والحكومة.
أما ما ميز المتحدث عن التجربة البريطانية قوة الإرادة، إذ ذكر أن بريطانيا خرجت من الحرب العالمية الأولى متخثرة بالدم والدمار فكان التحدي الأول إعادة ترميم الإنسان ليبني العمران، وكان أكثر جرأة عندما ذكر أن بريطانيا لا تزال حتى الآن تحتاج إلى متخصصين في الإعلام والتواصل الاجتماعي باعتبار أن لكل مرحلة زمنية تطوراتها ومعطياتها من الجمهور والثقافة والمكتسبات الوطنية.
إن المنتدى الحكومي الأول لديه الكثير من العمل لأنه نافذة تواصل بين الشعب والحكومة ولابد من تعاون الحكومة كلها مع مركز التواصل لأن كسر الجمود الحاصل ينبئ بالمزيد من الخير على عمان العزيزة.