مسقط - إيناس بنت ناصر الشيادية
اشتكى عدد من المعلمين وأولياء الأمور من صعوبة السلاسل العلمية التي بدأت وزارة التربية والتعليم بتطبيقها في المدارس مطلع العام الدراسي الجاري على الصفوف من الأول إلى الرابع، مؤكدين أن الاستعجال في تطبيق المنهج قد يعرقل تحقيق أهدافه المرجوة، في حين أكد وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم سعادة سعود البلوشي لـ «الشبيبة» أن السلاسل العلمية التي وضعت مؤخرا بالتعاون مع جامعة كامبريدج لتطوير المناهج الدراسية إجمالا هي بلا شك خطوة داعمة ومؤيدة للتوجه العام لسياسة السلطنة المتجهة نحو الابتكار والاختراعات، وقد صممت هذه المناهج على نهج مختلف يراعي القدرات العليا للطلاب ويساعدهم على تطوير مهاراتهم الإبداعية في مجال الابتكار في السنوات المقبلة.
لا توجد فجوة
ونفى البلوشي أن تكون هناك فجوة بين هذه المناهج وبين الطلاب والمعلمين معا، وأكد أن هذا هو الوقت المناسب لتطوير العلوم وقال: ارتأينا إيجاد منهج علمي جديد يتسم بالجدة والحداثة والتطوير والبنية المعرفية القوية تماشيا مع التوجه العالمي الذي يهتم بالعلوم بشكل مكثف بدلا من إعادة تطوير المناهج القديمة.
المكلفة بأعمال دائرة الابتكار والأولمبياد العلمي بوزارة التربية والتعليم د. ميا العزرية تشير إلى أنه من المبكر جدا الحكم على صعوبة هذه المناهج، فهي لا زالت في مرحلة التطبيق ولم تكمل سنة واحدة بعد، كما أنها مبنية على معايير معينة ليست أصعب من المعايير الموجودة في مناهجنا السابقة، فقد تكون طريقة العرض مختلفة وترتيب المواضيع يختلف من صف لآخر ولكنها في النهاية لم تتخط درجة صعوبة الاستيعاب، وتقول: إن التغيرات في مجال العلوم هي تغيرات متسارعة جدا ونحن بحاجة إلى مواكبتها بشكل سريع، فمن الصعب تغيير المناهج القديمة بشكل سريع، وبالتالي نعمد حاليا إلى إعداد البرامج الأخرى المساندة لهذه المناهج والتي تزيد من وعي الطلاب وأولياء أمورهم بما يحدث في العالم من هذه التغيرات من خلال المسابقات والبرامج التدريبية ومعارض الابتكارات والاهتمام بفئة الطلاب المبتكرين والموهوبين، كفعالية مهرجان عمان للعلوم الذي يعزز من تبسيط المناهج، فحضور الطلبة لهذه الفعاليات العلمية سيغير الكثير من المواد التي يستصعبها بعض الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، وسيلاحظون سهولة تدريسها واستيعابها بشكل كبير.
الصعوبات
في حين ذكرت المعلمة لطيفة العبرية وهي معلمة في إحدى مدارس ولاية الحمراء أن هناك صعوبات تواجههم بشكل خاص كوجود أكثر من هدف للدرس الواحد وعدم توفر الوســـــائل التعليمية الخاصة لتنفيذ الأنشطة، بالإضافة إلى عدم توافق عدد الحصص المخصـــــصة لتدريس المنهج مع كمية الأنشـــــطة المقدمة فيه، وعدم وجود مساحة كافية للحل في كتاب التلمــــــيذ لمادة الرياضيات مما يثقل كاهل المعلمة في طباعة أوراق تضم أنشطة الكتاب.
وأشارت المعلمة شريفة الفارسية إحدى معلمات مدارس شمال الباطنة إلى أن المناهج التعليمية تفوق مستوى الطلبة، كما أن الأعداد الكبيرة من الطلبة في الصف الواحد تحول دون فهمهم للمنهج لاختلاف مستوياتهم وقدراتهم فتضطر المعلمة لتقديم الشرح بشكل مفصل ناهيك عن أن هناك الكثير من الأساسيات لم يتعلمها الطالب مسبقا والتي لم يستوعبها المعلم بعد، وهذا ما يجبر المعلمة على الإطالة في شرح الأساسيات قبل شرح المنهج الموضوع فعلا وتضيف أن السلاسل العلمية وضعت لتناسب الطلبة الدارسين في مرحلة الروضة أو التمهيدي وللأسف ليس لدى كل أولياء الأمور المقدرة على إرسال أبنائهم للمدارس الخاصة لتهيئتهم للصف الأول، فقد تلقينا شكاوى كثيرة من أولياء الأمور تفيد بعدم استيعابهم وأبنائهم للمنهج لمتابعته معهم في المنزل فبعضهم غير متعلم والبعض الآخر يؤكد ضياعه في دوامة هذه المناهـــــج، فيضطرون للحضور شخصيا للاستفسار عن طريقة شرحها وفهمها من المعلمة، وهنا نكون تحت دائرة ضغط كبير، فنصاب المجال الثاني في الحلقة الأولى لا يقل عن 22 حصة، وقد يصل إلى 24 حصة، وهذا ما لا يدع للمعلمين مســــــاحة إيــــــجابية لتقديم الأفضل في تدريس المنــــاهج الجديدة، وهنا نطالب بتوظيــــــف أكبر عدد من المعلمين في الحلقـــــــة الأولى لأنها مرحلة مهمة بالنسبة للطالب وتحتاج إلى جهد مضاعف من المعلمين.
وتطرقت الفارسية أيضا إلى نقطة تغيير نظام الدرجات لتقييم الطالب، فالطالب يقيّم على أساسيات لم يدرسها بعد، وكأننا نطلب منه كتابة تعبير وهو لم يدرس الحروف بعد، أو نقيمه على حل مسألة رياضية وهو لم يتعرف على الأرقام بعد، فكيف سيكون التقييم منصفا إذا كان نظام التدريس الذي يتلقاه يفوق مستواه؟
تدريب المعلمينوأشادت المعلمة رقية الخيارية وهي معلمة بإحدى مدارس الداخلية بالمنهج كونه يهدف إلى تنمية مهارة الاستقصاء لدى الطلاب وينمي مهارات التفكير العليا لديهم، ولكنها تؤكد على أهمية تدريب المعلمين على استيعاب طريقة شرحه للطلاب أولا وإعطائهم فرصة كافية لدراسته والاطلاع عليه، وترى الخيارية أن الاستعجال في تطبيق المنهج قد يعرقل تحقيق أهدافه المرجوة، وتقترح دمج كتاب التلميذ مع أنشطته وهذا ما سيغني عن إعداد المعلمة للأنشطة الداعمة للمنهج، كما أنهن -أي المعلمات- بانتظار القرص المدمج الذي يحتوي على الأنشطة التي تسهل المنهج، كما أنها تؤكد أن بعض دروس العلوم للصف الرابع لا تناسب البيئة العمانية.
وأشارت عائشة الخاطرية وهي معلمة بإحدى مدارس محافظة الداخلية إلى أن المنهج جديد، ولذا فمن الطبيعي أن تظهر صعوبة في تطبيقه للمعلمات والطلاب وأولياء الأمور، وبخاصة للصفين الثالث والرابع، ولكن مع الممارسة ستبدأ هذه الصعوبات بالتلاشي.
واشتكت حنان البلوشية ولية أمر لابنتين أحدهما في الصف الثاني والأخرى في الصف الرابع من صعوبة المنهج أثناء مراجعته من ابنتيها وتقول غالبا الذي أراجعه مع ابنتي لا أستوعبه رغم أنني متعلمة، فالطريقة التي أشرحها لابنتي تختلف عن طريقة شرح المعلمة وتختلف أيضا عن مقدرتها على الاستيعاب فأحسست بالضجر وبعد محاولات قررت ترك مهمة هاتين المادتين للمعلمة رغم أن إحدى ابنتي تطلب مني أن أشرح لها لأنها لم تستوعب مع المعلمة وتقول وضحى الغاربية ولية أمر لأحد طلاب الحلقة الأولى إن المناهج العلمية الموضوعة حاليا هي جديدة بكل المقايييس فلذلك هو محل استغراب لدى بعض الأمهات لأنهن تعودن على أساليب المناهج القديمة أما الآن فقد يواجهن مشاكل في استيعابه وهن يذاكرن لأبنائهن الإ من رحم ربي وحظي بمدرس خصوصي وأعتقد من أنها مسألة وقت وستتلاشى كل هذه الصعوبات بإذن الله.