إيران تنتخب برلمانها.. غدا الجمعة

الحدث الجمعة ٢٦/فبراير/٢٠١٦ ٠١:٥٥ ص
إيران تنتخب برلمانها.. غدا الجمعة

طهران – ش – وكالات

يتوجه الإيرانيون يوم غد الجمعة إلى صناديق الاقتراع لاختيار اعضاء مجلس الشورى (البرلمان)، ومجلس الخبراء، في انتخابات هي الأولى منذ الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى ويأمل الرئيس الإيراني حسن روحاني من خلالها في تعزيز سلطته أمام المحافظين.
ودعي حوالي 55 مليون ناخب للاختيار بين اكثر من ستة الاف مرشح بينهم 586 امرأة، أعضاء مجلس الشورى الـ 290، ومن بين 161 مرشحا، اعضاء مجلس الخبراء الـ 88. ويضم مجلس الخبراء رجال دين مكلفين خصوصا تعيين المرشد الاعلى للجمهورية. ويهيمن المحافظون على المجلسين.
وقاطع الاصلاحيون بشكل كبير الانتخابات التشريعية السابقة في العام 2012 احتجاجا على اعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد في العام 2009..
ويشارك الاصلاحيون هذه السنة في المعركة في كل انحاء البلاد. ومن اجل تعزيز فرصهم، قدموا لوائح مشتركة مع المعتدلين - الذين قد يكونون محافظين- في عمليتي الاقتراع.
واستبعد مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على الانتخابات ويهمين عليه المحافظون ايضا، ابرز شخصيات من تيار الاصلاحيين الذي اضطر لخوض المعركة بمرشحين غير معروفين كثيرا.
وتأتي هذه الانتخابات بعد ستة اسابيع على رفع معظم العقوبات الدولية عن طهران بموجب اتفاق 14 يوليو 2015 بين إيران والقوى الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني.
وتم الاتفاق التاريخي بعد سنتين من المفاوضات الشاقة، ويفترض ان يتيح لإيران الخروج من عزلتها وانعاش اقتصاد ضعف جراء حوالى عشر سنوات من العقوبات.

توقعات كبرى
ويراهن روحاني الذي انتخب في 2013 على هذا الانجاز الكبير لكي يقلب موازين القوى لصالح الاصلاحيين والمعتدلين وخصوصا في مجلس الشورى. ومن شان ذلك ان يساعده، خصوصا مع الاستثمارات الاجنبية المنتطرة في البلاد، على ارساء سياسة اصلاحات اقتصادية واجتماعية قبل انتهاء ولايته الاولى في العام 2017.
والتوقعات كبيرة جدا في صفوف الطبقات الشعبية التي لديها قدرات شرائية ضعيفة وتسجل اعلى معدلات البطالة. وتقول فاطمة حجتي، ربة المنزل البالغة من العمر 40 عاما، في احد احياء جنوب طهران الفقيرة "ارتفعت الاسعار كثيرا وتراجعت الوظائف".
واضافت "اطلب من النواب خلق وظائف للشباب العاطلين عن العمل الذين ازداد عددهم عن السابق. واصبح الكثير من الشبان بائعين جوالين، وهذا صعب بالنسبة اليهم".
ويبلغ معدل البطالة حوالى 10% في إيران، لكنه يطال 25% من الشباب الذين يشكلون غالبية في هذا البلد الذي يعد 79 مليون نسمة. وسمح المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي بابرام الاتفاق النووي، لكنه يبقى شديد الارتياب حيال القوى الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة، ويحذر على الدوام من "تسللها" السياسي والاقتصادي والثقافي إلى إيران.

الموت لأمريكا
ودعا المحافظون وقادتهم إلى التصويت للمرشحين المؤيدين لشعار "الموت لأمريكا" الذي ردده مجددا أمس الأول مئات المؤيدين للمحافظين خلال تجمع انتخابي للمرشح غلام علي حداد عادل في احد مساجد طهران.
وقال حداد عادل "دعمنا المفاوضات النووية، لكننا لا نثق بالولايات المتحدة التي فرضت عقوبات جديدة ودفعت في اتجاه خفض اسعار النفط لكي لا تحقق إيران مدخولا ماليا".
في المقابل، دعا الرئيسان السابقان محمد خاتمي (اصلاحي) واكبر هاشمي رفسنجاني (معتدل) الناخبين إلى التصويت بكثافة للمرشحين المؤيدين لروحاني وقطع الطريق على "المتشددين".
ورفسنجاني وروحاني مرشحان لعضوية مجلس الخبراء، ويأملان في هزم الشخصيات المحافظة المتشددة بينهم رئيس المجلس آية الله محمد يزدي. واذا تحقق ذلك، فسيشكل انتصارا كبيرا.
وبالاضافة إلى استبعاد المرشحين الاصلاحيين البارزين عن الانتخابات، رفض مجلس صيانة الدستور ايضا ترشيح المقرب من الاصلاحيين حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الاسلامية الإيرانية آية الله الخميني، إلى مجلس الخبراء. واعتبر مجلس صيانة الدستور أن حسن الخميني ليس لديه الالمام الكافي بشؤون الفقه لترشيح نفسه للانتخابات.