الإسماعيلية ترسم الصمت

مزاج الثلاثاء ٣١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٤:٣٨ ص
الإسماعيلية ترسم الصمت

مسقط - لورا نصره

«الصمت متعة في زمن الثرثرة»، لذلك اختارت الفنانة التشكيلية فخراتاج بنت هلال الإسماعيلية التعبير بصمت من خلال الألوان وببراعة لا تقل عمّا اعتادت أن تقدّمه دائماً، فجاء معرضها الشخصي «صمت الضوء» معبِّراً، حالماً وعميقاً بنفس الوقت.

افتُتح المعرض مساء أمس الأول برعاية مديرة جمعية الفنون التشكيلية مريم بنت محمد الزدجالية، في فندق هرمز جراند مسقط، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين ومتذوقي الفن، وضمّ المعرض 30 عملاً بمختلف التقنيات منها الأعمال التجريدية وأعمال التأثير والانطباع استخدمت فيها الفنانة ألوان الإكريلك والألوان الزيتية إلى جانب مواد أخرى مختلفة.

الصمت قوة

لماذا اختارت الصمت؟ وما معنى الاسم الذي حمله معرضها؟ تقول الإسماعيلية: «بداية تشرّفت بإقامة هذا المعرض الذي عبَّرت فيه لوحاتي عن معنى بليغ وهو الصمت والضوء؛ فالصمت متعة في زمن الثرثرة، وهو القوة التي يجهلها الكثير من الناس، والصمت في حياتي الشخصية هو قوة لإرادة داخلية منحتني فرصة التعبير في داخلي عن حالة ذهول».

وتضيف: «الصمت هو انتقال الضوء عندما تصبح الكلمات غير واضحة فالضوء هنا أبلغ، وضوئي هو لوحاتي ولغة الصمت التي بداخلي أحوّلها إلى ضوء في لوحاتي، فأنا بحاجة إلى أشعة الشمس وإلى طريق معبّد دون رفقة، فقط مع الضوء النابع من قلبي، ومَن لا يفهم صمتي سيرى ضوئي. فلتعلم أن الصمت هو أقوى أسلحتي.. فهل شعرت بروعة الأشياء التي أقولها عندما لا أقول شيئاً!!».

ألوان تحمل الأمل

صبغت الألوان القاتمة كالأسود والأحمر القاني أعمال فخراتاج في الفترة السابقة، ولكن معرضها الحالي يبدو مختلفاً؛ فالألوان أكثر تنوعاً وتغلب عليها الألوان الفاتحة كالأزرق والأبيض وتدرجات الرمادي الفاتح، وحول ذلك تقول: «بالفعل طغت على لوحاتي خلال الفترة الفائتة الألوان الغامقة كالأسود والأحمر وغيرها؛ وذلك لأنني كنت أمرُّ بمرحلة صعبة في حياتي وكنت محبطة وحزينة وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك من خلال الأعمال فكما نعرف اللوحات هي انعكاس لشخصية ونفسية الفنان».

وتضيف: «أما معرضي الحالي (صمت الضوء) فيمكنني القول إنه يحمل الكثير من الأمل والنور ويبدو ذلك من خلال استخدامي للون الأبيض ولتدرجات اللون الأزرق بكثرة وهما من أكثر الألوان التي أحبها وأفضّلها».

مَن هي؟

تعتبر الفنانة فخراتاج الإسماعيلية واحدة من الفنانات المميّزات، ولها عشرات المشاركات الفنية في معارض محلية وخارجية، وهي عضوة في الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية وتحمل شهادة بكالوريوس في الفن والعلوم من جامعة وارينغتون بالولايات المتحدة الأمريكية.

حصلت الإسماعيلية على عدد من الجوائز خلال مسيرتها، منها الجائزة الذهبية في معرض الشباب بالجمعية العُمانية للفنون التشكيلية العام 2004، والجائزة الذهبية في معرض السنوي الـ13 للفنون بالجمعية العُمانية للفنون التشكيلية 2005، وجائزة لجنة التحكيم في المعرض السنوي للجمعية العُمانية للفنون التشكلية 2010، والجائزة الذهبية في معرض (طريق بلا ألم) 2013، الذي أقيم في وزارة التعليم العالي. كما نفّذت العديد من الورش التدريبية في جهات مختلفة.

يُذكر أن معرض (ثمن الضوء) سيستمر حتى نهاية الأسبوع للراغبين والمهتمين بزيارته.