اليابان تفك شيفرة «الجولف» عند الرمحي

الجماهير الثلاثاء ٣١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٤:٢٧ ص

خاص -

تحول جذري شهدته اللعبة فمن الملاعب الترابية التي كانت تمارس فيها اللعبة الى خمسة ملاعب أصبحت تحتضن لعبة الجولف في السلطنة.

وليس هذا فحسب بل أصبحت السلطنة واجهة لبطولات الجولف الخليجية والعربية والأوروبية وهي النقلة النوعية للعبة الجولف التي أصبحت لها اسمها على مستوى المنطقة مع اهتمام ودعم سامٍ من لدن جلالة السلطان قابوس المعظم -يحفظه الله ويرعاه.

وتحولت لعبة الجولف من لعبة يمارسها عدد بسيط من الهواة إلى لعبة تجذب لها عددا أكبر من الممارسين بجوار وجود منتخبات وطنية للعموم وللفئات السنية للرجال والنساء، وبدأت اللعبة ترسم خارطة واضحة المعالم في السنوات القليلة الفائتة.
وما زالت للعبة الجولف بالسلطنة طموحات كبيرة في التأسيس والانتشار قبل أن تتحول إلى لعبة لتحقيق الألقاب، ولكن بقيت العديد من الأسئلة تحتاج الى إجابة لذلك اقتربنا من أحد الشخصيات العاشقة للعبة الذي كان كتاباً مفتوحاً تحدث بكل صراحة وأريحية.
«الشبيبة» فتحت ملفات الجولف من الملاعب الترابية إلى الملاعب المعشبة وكذلك ألقت «الشبيبة» الضوء لأبرز البطولات العالمية القادمة التي ستقام على أرض السلطنة.. وما هي الخطوات التي تقوم بها اللعبة نحو الانتشار على مستوى المجتمع، فكان هذا الحوار مع معالي د.محمد بن حمد بن سيف الرمحي وزير النفط والرئيس الفخري للجنة العمانية للجولف.
الرمحي ترك لعبة التنس الأرضي لأنه جذبته معشوقته الجولف وفِي هذا التحول سر كان السبب فيه اليابان عندما كان الرمحي أكاديميا بجامعة السلطان قابوس وشارك كمشرف على طلبة الماجستير في البحوث النفطية بطوكيو وقادته الصدفة بأن يتحول من لعبة التنس الأرضي إلى الجولف، وليس هذا فقط بل أصبح الرمحي يؤمن بأن الجولف رياضة ترتبط بالعديد من الجوانب الاجتماعية والسياحية والاقتصادية ويرى أنها اللعبة الأكثر التي ترتبط بالألعاب الأخرى بل وتدعمها.
معالي الرمحي الذي يمارس الجولف مع الجيل السابق من الرياضيين يحمل الكثير من الطموحات في بناء لعبة الجولف بالسلطنة منها بناء مزيد من ملاعب الجولف في محافظات ظفار والوسطى والباطنة، ويعمل على أن تتحول لجنة الجولف الى اتحاد متخصص للجولف قريبا والعديد من الطموحات الكبيرة التي يعمل لها الرمحي بأن ترى النور منها أمنيته بأن يكون المجتمع يمارس الجولف التي أصبحت لعبة للجميع وليست للأغنياء فقط.

السلطنة واجهة عالمية

قال الرمحي بأن السلطنة أصبحت واجهة عالمية لبطولات الجولف فبعد بطولة تحدي أوروبا «الطريق الى عمان» التي أقيمت بالسلطنة أربع نسخ منها في مسقط والتي رعاها البنك الوطني العُماني ستستضيف السلطنة في فبراير 2018 التصفيات الأوروبية الرئيسية للجولف بمشاركة «140 لاعباً» من نجوم العالم والتي ستحقق نقلة نوعية في نوعية البطولات التي تقام بالسلطنة والتي يرى الرمحي بأنها ستستقطب معها أكثر من «2000 سائح» من مختلف العالم بالإضافة إلى إقامة النسخة الخامسة لبطولة تحدي أوروبا «الطريق إلى مسقط» والتي ستقام في بداية نوفمبر المقبل.
وأشار الرمحي بأن لعبة الجولف وبطولاتها ترتبط ارتباطا وثيقا بدعم قطاع السياحة والاقتصاد فمثلا في أمريكا تحقق لعبة الجولف دخلاً مالياً ضخماً يبلغ «20 بليون ريال».
وتعتبر جزءاً أصيلاً في دعم الاقتصاد لذلك العمل يجري بالسلطنة بأن تساهم الجولف في دعم السياحة والاقتصاد لذلك فإن وجود ملاعب الجولف من متطلبات اكتمال عناصر السياحة الناجحة.

5 ملاعب بمواصفات عالمية

وقال د.الرمحي بأن معظم المستثمرين في السلطنة كانوا في السابق يذهبون الى دبي لممارسة لعبة لعبة الجولف إلا أنه اليوم وصلنا إلى مرحلة إقناع للمستثمرين بممارستها في السلطنة بعد أن أصبح لدينا خمسة ملاعب بمواصفات عالمية هي «ملعب الموج وملعب تلال مسقط وملعب غلا وملعب رأس الحمراء وملعب جبل السيفة» بجوار وجود خطط لإنشاء أربعة ملاعب أخرى في محافظات عدة بالسلطنة منها ملعب في محافظة الوسطى ومحافظة ظفار ومحافظة جنوب الباطنة.
وعن ملعب نادي غلا للجولف قال بأن القطاع الخاص ساهم بشكل كبير في بناء هذا الملعب من خلال دعم لعدد كبير من الشركات التي بادرت في أن يكون لها مساهمة في خدمة المجتمع وكلف هذا الملعب ذو «18 حفرة» مبلغ «2 مليـــــــون ريال عـــــماني» وبالتالي هذا يؤكد بما لا يدع للشك بأن القطاع الخاص لديه الـــــمبادرات المجتمـــــعية في دعم الرياضة والمجتمع.
وأشار الرمحي إلى أن لعبة الجولف تساهم بشكل كبير في تقليل الضغوطات التي يواجهها الإنسان، وتعمل على تقليل الأمراض وتعتبر اللعبة من الرياضات العالمية التي تزيد من معدل عمر الإنسان وذكر الرمحي بأن في الولايات المتحدة الأمريكية معظم رؤساء البيت الأبيض يتحــــــتم عليهم ممارسة الجولف للبعد الفكري والصحي الذي تولده هذه اللعبة، فكل رؤساء الولايات المتحدة الأمــــريكية مارسوا الجولف ما عدا جيمي كارتر.
وأكد الرمحي على أن السلطنة تعمل على استقطاب الشخصيات الرسمية لممارسة الجولف وقدمنا الكثير من العروض حيث نمنح للدبلوماسيين في السلطنة عروضاً خاصة، وكذلك للمتقاعدين والنساء والأطفال بحيث يتم تقديم عرض خاص لهم سعياً لاستقطاب أكبر عدد من الممارسين.
وقال الرمحي: «هناك توجه نحو توفير وسائل نقل للطلاب والأطفال خلال فترة إجازة الصيف من ضمن برنامج نشر اللعبة إضافة إلى أننا نقدم حقيبة من العروض للعائلات سعيا لترتيبها في ممارسة اللعبة».

جولف للأطفال بدون رسوم

قال الرمحي بأن اللجنة العمانية للجولف هي الوحيدة في المنطقة التي تقدم خدمة ممارسة للجولف للأطفال بدون رسوم، ولديها العديد من البرامج لاستقطاب طلبة مدارس وزارة التربية والتعليم إضافة إلى برامج تعريفية بلعبة الجولف في المدارس من أجل بناء قاعدة واسعة للعبة وسعياً لنـــــــشر اللعبة والترغيب بها كلعبة ذات أهمية كبيرة ترتبط بالألعاب الأخرى مثل كرة القــــــدم، وهناك نجوم كبار في كرة القدم يمارسون الجولف، وهذا دليل على ارتباط هذه اللعـــــبة باللعبة الشعبية الأولى في العالم.
وأشار معالي الرمحي بأن هناك دراسة مشتركة مع وزارة الشؤون الرياضية نحو تأسيس الاتحاد العُماني للجولف الذي يعتبر أحد الخطوات المقبلة والتي وصلت إلى مرحلة متقدمة وتبقى اللمسات الأخيرة فيما يتعلق بالجوانب القانونية والمالية..وهذا الجانب سيساهم بشكل كبير بأن يكون العمل على مستوى أكبر داخليا وخارجيا..وأشاد الرمحي بمعالي الشيخ وزير الشؤون الرياضية على دعمه المتواصل للعبة الجولف ومساهمته في تقدمها.

المشاركة الأولى

يشارك الرمحي في العديد من البطولات، وقد شارك أول مرة في البطولة العربية في منتصف الألفية الجديدة بدبي عندما اختير ليسد نقص الفريق..وما زال الرمحي يمارس الجولف في عدد من البطولات في أندونسيا وماليزيا..ويرى بأن لعـــبة الجولف وملاعبها ذات أهمـــــــية بيئية للمدن وتساعد على إضافة اللمسات الجمالية للمدن من خلال المساحات الخضراء.
وقال بأن هناك بطولات محلية ينظمها نادي غلا للجولف مثل بطولة للسفراء وهناك تجاوب كبير من هذه الجهات منها المساهمة الكبيرة التي يقوم بها سعادة السفير الباكستاني في السلطنة في تنظيم البطولة، مع منح النادي العضويات المجانية لهذه الشخصـــــــيات لتشجيعها لمزيدا من العطاء نحو نشر اللعبة في السلطنة بجوار أننا نجحنا أن نقنع عدداً من السفراء العمانيين في الخارج لممارسة اللعبة..كما أصبحت ملاعب الجولف بالسلطنة تستقطب شخصيات بارزة لممارسة الجولف، وهناك شخصيات عمانية متقدمة في السن تمارس اللعبة أمثال د.عبدالله الريامي الذي تجاوز السبعين من عمره.
ورغم مشاغل معالي محمد الرمحي المتعددة إلا أنه يجد في الجولف مبتغاه ومساحة واسعة لممارسة الريـــــاضة، والتقليل من الضغوطات اليومية، لذلك لم يترك اللــــعبة منذ انضمامه لها في نهاية التسعينات وحتى اليـــــوم، وما زال لديه الكثير من الطموحات بأن يضع اللعبة في مصــــــاف الألعاب المتــــــقدمة، ولا يؤمن بأن الجولف لعبة للأغـنياء فقط، بل يملك فلسفة خاصة فيها ويعتبرها رياضة تفتح أبوابها للجميع.