«الشورى» يقف على تحديات الرياضة العُمانية

الجماهير الثلاثاء ٣١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٤:٢٧ ص
«الشورى» يقف على تحديات الرياضة العُمانية

مسقط - مالك الغافري

عقد مجلس الشورى ممثلاً بلجنة الشباب والموارد البشرية أمس الاثنين بمقره في مسقط، الجلسة الحــوارية ضمن «حوار الشـــورى»، وجاءت الجلسة الحـوارية بعنوان «صناعة الرياضــة العمـانيــة.. الفرص والتحديات».

حضر الجلسة كل من وكيل وزارة الشؤون الرياضية الشيخ رشاد الهنائي، ووكيل وزارة الإعلام سعادة علي الجابري، والأمين العام لمجلس الشورى سعادة علي بن ناصر المحروقي، ورئيس لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى سعادة محمد البوسعيدي، وعدد من رؤساء الاتحادات الرياضية وممثلون عنهم، وعدد من رؤساء الأندية وممثليها ولفيف من المهتمين بالشأن الرياضي والإعلاميين.
بدأت الجلسة الحوارية بكلمة ترحيبية لرئيس لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى سعادة محمد البوسعيدي، رحَّب فيها بالحضور، وأشار خلالها إلى أن هذه الجلسة تأتي ضمن أجندة لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى في دراستها لموضوع «واقع وتحديات الرياضة العمانية»، والتي تهدف إلى الوقوف على واقع القطاع الرياضي ومعرفة التحديات التي تواجهه، وصولاً إلى تقديم المقترحات التي من شأنها المساهمة الإيجابية في تطوير الرياضة العمانية من خلال المؤسسات والهيئات المعنية بالقطاع الرياضي في السلطنة.
وأضاف البوسعيدي أن اللجنة استضافت خلال دراستها لهذا الموضوع العديد من الجهات ذات العلاقة خلال الأشهر الفائتة، من بينها: اللجنة الأولمبية العمانية، والاتحادات الرياضية، واللجان الرياضية، والأندية الرياضية، وعدد من ممثلي الفرق الرياضية، والاتحاد الرياضي المدرسي، وكذلك عدد من المهتمين بالقطاع الرياضي من إعلاميين وإداريين ورياضيين، استمعت اللجنة خلال هذه الاجتماعات إلى مرئيات ومقترحات جميع هذه المؤسسات حول موضوع الدراسة.
وأكد رئيس لجنة الشباب والموارد البشرية أن اللجنة تطمح من خلال هذه الجلسة للخروج بجملة من المقترحات والأفكار والرؤى التي ستساهم في دعم وتعزيز الموارد المالية للمؤسسات الرياضية من خلال التسويق لفعاليتها وبرامجها، وكذلك المقترحات الكفيلة لإيجاد وتعزيز الاستثمارات المناسبة لهذه المؤسسات التي توفر لها مع الوقت مصادر مالية مستدامة بعيدة عن الاعتماد الكامل على الدعم الحكومي، مع إبراز التحديات التي تقف عائقاً أمام هذه المبادرات قانونية كانت أو إدارية، والمعالجات المناسبة لها.

الإعلام الرياضي

ثم افتتحت الجلسة أحداثها بإدارة الإعلامي خميس البلوشي، وتناولت في جلستها الأولى ورقة عمل بعنوان «واقع الإعلام الرياضي في السلطنة.. التحديات والطموحات»، والتي قدمها الإعلامي سالم بن ربيع الغيلاني، وذكر خلالها أن الإعلام الرياضي يواجه ثلاث مشاكل، أولها مشكلة مرتبطة بالسياسات العامة، ويقصد بها الاهتمام الرسمي بتطوير الإعلام الرياضي، وما نتج عنه من غياب خطة استراتيجية واضحة على المدى القريب والمتوسط والبعيد جعل العشوائية والارتجالية في التعامل مع الأحداث المختلفة سمة حاضرة، وأشار إلى عدم وجود قوانين حقيقية تحمي الصحفي الرياضي وتوفر له إمكانية القيام بأدواره على أكمل وجه، بل الصحفي محاصر بالممنوع والمرفوض، وملاحق بالدعاوى القانونية والتضــييق عليه مؤسسياً.
والمشكلة الثانية مرتبطة بالمؤسسة الإعلامية، ذكر فيها الغيلاني أن القائمين على المؤسسات الإعلامية يعتبرون الأقسام الرياضية سواء في الصحافة أو الإذاعة أو التلفزيون، هي الأقسام الأنسب للمبتدئين وعديمي الكفاءة، لذا فإن أكثر الأقسام توجد فيها كوادر غير متخصصة هي الأقسام الرياضية، وكذلك لا يوجد اهتمام حقيقي بالرياضة داخل المؤسسات، كغياب الموفدين الإعلاميين عند المشاركات الخارجية لمنتخباتنا الوطنية المختلفة. وأضاف الغيلاني أن الصحفي يعامل كموظف يحاسب على الحضور والانصراف أكثر مما يحاسب على الإبداع الذي يقدمه، بل قد يحارب الصحفي المبدع لكونه جالباً للمشاكل للمؤســسة الإعلامية مع مؤسسات أخرى، وأشار إلى أن الرواتب المتواضعة ونظام المكافآت يكاد يكون معــدوماً في المؤســسات الإعلامية للصحفي الرياضي.
ومن ناحية معرفية ومهارية يلاحظ غياب الدورات التخصصية، رغم أن أغلب العاملين في هذا المجال إما من متوسطي التعليم أو من مخرجات غير إعلامية. وأضاف الغيلاني أن القيم الإعلامية في المؤسسة الإعلامية خصوصاً في الصحافة لا تقاس بالكيف، وإنما بالكم. كما يواجه الإعلام الرياضي تحدي قلة عدد المنتمين في المجال الرياضي لاسيما في الصحافة.
ثم انتقل الغيلاني عبر ورقته إلى مقترحات لتطوير الإعلام الرياضي، فأكد على أهمية إدراك واضعي التشريعات أن الإعلام الرياضي يهم شريحة واسعة من فئات المجتمع وخصوصاً الشباب، وهو أنسب الوسائل لإيصال العديد من الرسائل المهمة التي يمكن أن تسهم في تعزيز الأمن الاجتماعي، واقترح الغيلاني في ورقته وضع خطة وطنية لتطوير الرياضة بشكل عام تنبثق منها خطة تحدد مسار الإعلام بما يخدم الخطة الرئيسية، وكذلك ناشد بتحسين أوضاع الإعلاميين على مستوى الأجور والمكافآت ومعاملتهم كمهنيين وليس موظفين إداريين، وتطرق إلى المؤسسات الإعلامية ضمن مقترحه، فأشار إلى أن عليها أن تولي اهتماماً أكبر باختيار المؤهلين للعمل في مجال الإعلام الرياضي، وأن تهتم بصقل مهاراتهم من خلال الدورات.
وكان ضمن المتحدثين في ورقة العمل الأولى الصحفي وليد بن أحمد جحزر، الذي طرح مجموعة من الملاحظات معقباً على ورقة العمل الأولى، فأشار جحزر إلى أن الإعلام الرياضي هو الأفق الأوسع لمخاطبة فئات المجتمع كافة، كما أكد أنه يجب على صانع القرار الرياضي أن يأخذ النقد بجدية، ولابد من أن يولى الإعلام الرياضي اهتماماً خاصاً كونه يمس شريحة كبيرة وحساسة من المجتمع، ونبه وليد جحزر على أنه لابد أن يخرج الإعلام الرياضي من دائرة العلاقات الشخصية، وأشار إلى أن المشاكل في الإعلام الرياضي بسبب الشح في الإعلاميين الذين لديهم الرغبة في تقديم الجديد وبسبب غياب التأهيل والدوافع وغياب البيئة الجاذبة والمساندة من المؤسسات الإعلامية، وكذلك غياب مساهمة القطاع الخاص عن مساندة الإعلام الرياضي والرياضة بشكل عام.

التسويق الرياضي

وفي أحداث الجلسة الثانية، قدم ورقة العمل الثانية «التسويق الرياضي والعوامل المؤثرة فيه» رئيس اللجنة العمانية لكرة الطاولة عبدالله بامخالف، الذي تحدث فيها عن الرعاة والمنتج، مشيراً إلى اللعبة والمنشأة واللاعب والملابس وغيرها، كما أكد على أهمية الترويج بالدعاية والإعلان.
وشدد على أهمية التسويق الرياضي في جذب الجمهور، ومن ناحية أخرى كيف أن الحضور الجماهيري يجذب الرعاة، وأكد على أهمية رفع مستوى اللعبة والمنتمين لها وإيجاد فرص العمل، وأشار إلى أهمية استثمار اللاعبين كعلامات تجارية، ضارباً مثالاً لذلك البطل العماني أحمد الحارثي بطل سباقات السيارات، وعلي الحبسي قائد منتخبنا الوطني لكرة القدم، كما أكد على أهمية الاستثمار والاستفادة من بيع التذاكر والعائدات من انتقال اللاعبين وبيــع أماكــن محــددة في الملاعب الرياضية (المقصورات)، وكذلك حقوق البث والنشر في وسائل الإعلام المختلفة، واشتراكات الأعضاء.
وعن العوامل المؤثرة في التسويق الرياضي، عدَّد بامخالف مجموعة من العوامل حددها في النظام السياسي والاقتصادي للدولة، والعادات والتقاليد والمسائل الدينية، ومستوى اللعبة وجودتها، ومدى توفر البنية الأساسية، مدى التقدم التكنولوجي وتوفر وسائل الإعلام، وتطرق إلى عرض التجربة التسويقية باللجنة العمانية لكرة الطاولة.

خصخصة الأندية الرياضية

كما ناقشت الورقة الثالثة موضوع «خصخصة الأندية الرياضية»، إذ قدم رئيس لجنة التسويق والاستثمار في نادي نزوى أحمد بن سيف السيباني ورقة عمل طرحت فوائد خصخصة الأندية الرياضية، مشيراً إلى إنها تلعب دوراً في حسن اختيار مجلس الإدارة والطاقم الفني، وتقضي على التدخلات في المنتخبات الوطنية، بالإضافة إلى مساهمتها في تخفيف الأعباء المالية والإدارية عن الدولة، وزيادة المنشآت الرياضية وتطويرها وصيانتها، إلى جانب ذلك فإن خصخصة الأندية من شأنه أن تفتح المجال للتنافس الرياضي في مجال الإعلام، وفتح المجال للتوظيف، وجلب أفكار جديدة في صناعة الرياضة. كما تحدث السيباني عن دور وزارة الشؤون الرياضية الإشرافي للأندية والدعم المقدم سواء المالي أو البنى الخدمية.
وكان ضمن المتحدثين في ورقة العمل الثالثة حسن بن عبدالأمير شعبان من البنك الوطني العماني، الذي تحدث عن تجربة البنك الوطني العماني في دعم الرياضات عموماً، ورياضة الجولف خصوصاً.