التجارة المستترة.. ما زالت في الديار!

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٣١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٤:١٩ ص
التجارة المستترة.. ما زالت في الديار!

ناصر بن سلطان العموري

يعود نبض قلم لنهجه المعتاد في طرح القضايا المجتمعية من خلال طرح مناشدات المواطنين وهذه المرة مع مناشدة قد يكون موضوعها استُهلك كثيراً وتم تداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة مراراً وتكرارا ولكن نتيجة لحرص عمود نبض قلم على طرح المناشدات الوطنية مهما كانت نوعيتها فهي بين أيديكم نطرحها كما وصلت بكل مصداقية وأمانة:

«مناشدتي عن موضوع التجارة المستترة والتي باتت تسيطر على جميع المهن التجارية شئنا أم أبينا فهي تُدار من قِبل القوى العاملة الوافدة بشكل محترف ومحكم لاسيما منذ صدور قانون من قِبل وزارة القوى العاملة بحظر بعض المهن على القوى العاملة الوافدة من مزاولتها ومن ضمنها بيع المواد الغذائية والخضروات والفواكه.

حيث استمر الوضع على ما هو عليه وتلقينا الخبر كمواطنين بصدر رحب كون أن القرار قد يفتح للعُمانيين أبواب رزق، ولكن بعد تطبيق القرار فوجئنا باستمرار القوى العاملة الوافدة مرة أخرى بل وأصبحت تهيمن من جديد حيث نرى العامل الوافد يدير المحل التجاري في المدينة وفي القرية وفي الحارة بنفس الهيمنة السابقة وربما أكثر حيث نرى في المحل أكثر من عامل وافد يعمل بحجة أنه عامل تفريغ وشحن والحقيقة هي غير ذلك تماماً فذاك العامل الوافد هو الكل في الكل والعُماني القابع على الكرسي هو مجرد مسؤول وهمي ليس إلا.
ندائي موجه إلى وزارة القوى العاملة ووزارة التجارة والصناعة إلى متى ستستمر القوى العاملة الوافدة تنخر في اقتصادنا الوطني ومشاكلها في ازدياد مطرد؟ إلى متى؟ والجهات الرقابية لم تجد الحلول الناجعة في مراقبة المحلات التجارية والشركات العاملة في البلاد ومدى التزامها بتطبيق القرارات التي صدرت مسبقاً من حيث نسبة التعمين وحظر بعض المهن على الأيدي العاملة الوافدة والدليل ما هو حاصل في استمرار هذه الظاهرة وعدم القضاء عليها نهائياً.
شبابنا من الجنسين يبحثون عن فرص لإنشاء مشروع تجاري وسط مواجهة طاغية من قِبل القوى العاملة الوافدة بجميع الطرق والأشكال. نعم هناك مَن نجح وشق طريقه ولكن بدعاء الوالدين، وهناك الكثير من يحاول ويحاول لمواجهة التيار ولكنه ينتظر الدعم والمساندة من الجهات المختصة سالفة الذكر ليس بالأقوال من خلال القرارات الصادرة على الورق فقط ولكن من خلال الأفعال مجسّدة على أرض الواقع.
مناشدة في اعتقادي أنها أوضحت واقع الحال بكل ما تحمله الكلمة من معنى. صحيح أن موضوع المقال قد يقول البعض عنه إنه قديم ولكن نرد عليهم بقولنا إنه قديم متجدد والدليل انزلوا إلى الأسواق، وقد نبَّه عاهل البلاد المفدى على قضية التجارة المستترة بل وكانت الموضوع الرئيسي في خطاب جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- بسيح الشامخات بولاية بهلاء في العام 2013 حيث كان حديث جلالته صريحاً بل وغاية في الشفافية عندما قال «إن هذه العمالة باتت تنخر في عظام الاقتصاد الوطني وأنها تضر بالاقتصاد العُماني وما يترتب على هذه التجارة غير المشروعة من خروج المليارات من الريالات خارج الوطن على شكل تحويلات مالية تقوم بها العمالة الوافدة وخاصة العاملة في التجارة المستترة»، وقال جلالته: «أريد أن أقول بكل وضوح هو أن نبتعد عن التجارة المستترة وليس في صالح أبنائنا وبناتنا ولا في صالح حتى الكبار منهم الذي ما فيه شك أنهم في فترة مضت ربما وجدوا شيئاً مضراً بالاقتصاد العُماني تماماً ويجب أن نعي هذا الشأن ونعطيه كل الاهتمام ونعي بأن فيه خسارة لهذا البلد».
هي رسالة واضحـــة وضوح الشمس لكل لبيب ولمَن له غيرة على الوطن المعطاء بأن يقف مع الوطن وأبنائه ولا يلتفت لما دون ذلك؛ فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

(خارج النص)...

من خلال منبر عمود «نبض قلم» نتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على البرنامج الجماهيري البث المباشر بإذاعة سلطنة عُمان (الإذاعة العامة) على تبنّيها موضوع المقال السابق (أبناؤنا ومنهج كامبريدج.. إلى أين) والذي لاقى إقبالاً كبيراً من قِبل المستمعين، والشكر كذلك موصول لأولياء الأمور الذين تواصلوا معي بشأن نفس الموضوع..
آملين أن تلقى هذه الجهود صداها لدى وزارة التربية والتعليم فيما يخص اختيار المناهج ومدى مواءمته للمجتمع العُماني.