ميثاق الشرف الإعلامي يكرّس المهنية

بلادنا الثلاثاء ٣١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٤:٠٣ ص
ميثاق الشرف الإعلامي يكرّس المهنية

مسقط - إيناس بنت ناصر الشيادية

أكد معالي وزير الإعلام د.عبدالمنعم بن منصور الحسني أن ميثاق الشرف الإعلامي الذي جرى التوقيع عليه أمس من قبل الجمعية العمانية للصحفيين ووسائل الإعلام المحلية يكرس المهنية ويعزز من القيمة العالية لمهنة الإعلام، ويؤكد أنه سيساعد صناع القرار في المؤسسات الإعلامية في تعاملهم مع زملائهم ومصادرهم، فهو يعمل إلى جانب القوانين والتشريعات كعنصر مساعد ومعزز لها، ويساعد على استرشاد الصحفي أو الإعلامي حول عمله في المجال قبل اللجوء إلى القوانين.

وأشاد معاليه بالتزام الصحفي العماني واحترامه ليس فقط للمهنة وإنما لمصادره وأمانته تجاه ما يقدمه لأبناء المجتمع، مشيراً إلى أن حضور المؤسسات لتوقيع الميثاق هو دلالة على اعترافها بمشاركتها في وضع ميثاق الشرف الإعلامي.

جاء ذلك خلال رعاية معاليه حفل افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الثاني لقسم الإعلام في جامعة السلطان قابوس أمس، تحت شعار «المجتمع العربي وشبكات التواصل الاجتماعي في عالم متغير»، الذي وصفه بأنه يأتي ضمن ظروف عالمية دخلتها شبكات التواصل الاجتماعي كعامل متغير ومهم في التحولات المجتمعية التي يشهدها العالم بشكل عام، وقال: «نحن جزء من هذا العالم ولذلك تأتي أهمية هذا المؤتمر الذي يناقش عبر أكثر من 107 أوراق علمية محكمة أهمية هذه المواقع ودورها وتأثيراتها ومتغيراتها بشكل عام على المستوى الإقليمي».
وهنَّأ معاليه قسم الإعلام في الجامعة على تنظيمه هذا المؤتمر الذي يحضره عدد كبير من الباحثين من مختلف الدول العربية، مـــــشيراً إلى أهمية التوصيات التي سيخرج بها والتي ستـــــعزز بلا شك من القيمة المهنية لاســـــتخدام وسائل الإعلام المختلفة.
أما رئيس جمعية الصحفيين العمانية عوض باقوير فقال في كلمته التي ألقاها في المؤتمر: «إن الميثاق يعد بادرة جيدة وإيجابية تحد من الانفلات الإعلامي الذي نراه الآن، فقد استُخدمت الصحافة والإعلام بشكل غير أخلاقي في كثير من الصراعات التي تظهر على السطح، وهذا يبعد المهنة عن أخلاقياتها وعن رسالتها التي تصب أساساً في بناء الأوطان». وأضاف أن الإعلام في حقيقته ليس صراعاً وليس سجالاً بين السلطة والمهنة، بل بالعكس يجب أن يكون هناك حوار حضاري وهو الآلية الحقيقية للوصول إلى قناعات مشتركة بين الدولة والمجتمع، بالتالي جاء الميثاق ليوضح مثل هذه القضايا، ولكي يستطيع الصحفي العماني أن يكون متحرراً من ناحية وأن يكون لديه انضباط عندما يطرح القضايا من ناحية أخرى. وشدد باقوير على أن الميثاق يؤكد على المصداقية والموضوعية والحرية المسؤولة، متمنياً أن يكون باكورة خير وأن يكون خطوة يستفاد منها في إعلام السلطنة ودول المنطقة.
رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر وعضو اللجنة التحضيرية د. عبدالله بن خميس الكندي، قال لـ«الشبيبة»: «إن ميثاق الشرف الإعلامي الذي وقِّع اليوم (أمس) سيحتاج إلى وقت إلى أن نرى بصمته في المجال الصحفي، وعلى الصحف فهم مكونات الميثاق وقراءته بشكل جيد بإقامة حلقات عمل داخل المؤسسة الصحفية نفسها لمعرفة كيفية التعامل معه».
وأكد أن المؤتمرات العلمية عادة ما تطرح الأسئلة البحثية المهمة وتناقش الظواهر المجتمعية من مدخل علمي ومنهجي وتسعى للتوصل إلى تقديم تفسيرات لهذه الظواهر وتقديمها وتحليلها علمياً، وهذا الجهد العلمي يبقى ضرورياً وهو في الحقيقة جهد الجامعات والأكاديميين لدراسة الظواهر، ويتوقع بعد المؤتمر الخروج بفهم أفضل لشبكات التواصل الاجتماعي، «ونرجو أن نقدم للمجتمع صورة أفضل وفهماً أفضل لاستخدامات شبكات التواصل الاجتماعي، ونحن نحتاج عادة للقانون لتنظيم العمل وليس تقنينه وهو يعمل على معرفة الحقوق والواجبات، ولابد من وضع أطر قانونية نسترشد بها ونعمل على أساسها».
أما رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس د.حسني نصر فأشـــــار إلى أن القسم شارك في إعداد ميثاق الشرف الإعلامي الذي يشـــــــمل مجموعة من الحقوق والواجبات التي ينبغي على الصحفي الإطــــــلاع عليها لمعــــــرفة كل ما له وما عليه.
وعن المؤتمر يقول نصر: «إنه يدرس تأثير الشبكات الاجتماعية على المجتمع من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والتربوية والنفسية، وهو يبحث عن إجابات للطرق التي توصل المجتمعات إلى استخدام أمثل لهذه الشبكات بما يخدمها».
ويؤكد عضو مجلس الدولة والأستاذ بقسم الإعلام في الجامعة المكرم د.أحمد المشايخي أن لشبكات التواصل الاجتماعي تأثيراً كبيراً في التغيرات الاجتماعية والسياسية وغيرها، فقد احتلت الريادة الإعلامية في العالم، فما لم يحصل عليه الإعلام لقرون طويلة حصلت عليه شبكات التواصل الاجتماعي سنوات قليلة، وعلى هذا الأساس أتى تنظيم هذا المؤتمر لدارسة هذه الظاهرة والأدوار المجتمعية التي تلعبها الشبكات. وأضاف أن المرحلة الحالية تشهد وضع ضوابط وتشريعات مهنية من قبل دول العالم بشكل عام بدأت بالمواقع الإخبارية، وأن بعض الدول بدأت بالبحث عن المواقع والأخبار المزيفة والتحري عن دقتها.
عضو مجلس الإدارة بجمعية الصحفيين العمانية سالم الجهوري قال: «إن ميثاق الشرف الإعلامي الذي جرى توقيعه اليوم (أمس) خطوة مهمة وتحسب للسلطنة على مستوى التقييم في العالم العربي، وفي العالم بشكل عام، وترتكز الوثيقة على ثلاثة مرتكزات هي: الحقوق والواجبات والمهنية، وتحدد العلاقة بين الصحفي العامل في المؤسسة والأخيرة، وتعزز من حقوقه وتدافع عنه، وتــــــحدد واجباته الأخلاقية والمهنية وعملية نشر المواضيع وبنائها، كما أنه يعد خـــــــطوة للصحفيين العاملين في المؤسسات الإعلامية للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم والمشاركة في صنع السياسة التحريرية».
جدير بالذكر أن المؤتمر يناقش عبر 24 جلسة علمية ظاهرة شبكات التواصل الاجتماعي وتأصيلها فلسفياً ونظرياً، كما يتطرق إلى علاقاتها بوسائل الإعلام التقليدية، واستخداماتها، والإشباعات المتحققة منها، والأدوار السياسية والمؤسسية والاجتماعية والثقافية والتربوية التي تلعبها، إلى جانب تأثيراتها والأطر القانونية والأخلاقية المنظمة لاستخدامها، وستقدم خلال المؤتمر الذي يستمر حتى الخميس المقبل 107 أوراق علمية، بمشاركة ما يزيد على 100 باحث من داخل السلطنة وخارجها.