السلطنة والسويد تبحثان تعزيز التعاون التعليمي والبحثي

بلادنا الجمعة ٢٦/فبراير/٢٠١٦ ٠١:٢٥ ص
السلطنة والسويد تبحثان تعزيز التعاون التعليمي والبحثي

مسقط - ش، العمانية

تباحثت وزيرة التعليم العالي معالي د. راوية بنت سعود البوسعيدية أمس الأربعاء بوزارة التعليم العالي مع وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي السويدية هيلين هيلمارك كنتسون حول قضايا التعليم وسبل تطوير العلاقات بين البلدين على المستويين التعليمي والبحثي. وحضر اللقاء عدد من ممثلي المؤسسات التعليمية والبحثية من كلا البلدين.
وفي بداية الاجتماع أكدت معالي البوسعيدية أهمية هذه الزيارة في توسيع أفق التعاون في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بين السلطنة وواحدة من الدول المتقدمة والمشهود لها عالميا بالتقدم والريادة في مجالي البحث العلمي والتعليم العالي، فمملكة السويد -كما أشارت معالي د. البوسعيدية- تعد من الدول القادرة على مزاحمة الدول المتقدمة في تقديم الاختراعات وبراءات الاختراع وتصدر مؤسساتها العلمية التصنيفات العالمية لأفضل الجامعات، فهي موطن جائزة نوبل، ويحصل علماؤها بشكل متكرر على جوائز نوبل في التخصصات العلمية كالكيمياء والفيزياء والعلوم الطبية وغيرها وهو ما دفع وزارة التعليم العالي على الحرص على تقديم دعوة رسمية لتحقيق هذه الزيارة.
وقدمت معالي وزيرة التعليم العالي والبحث السويدية شرحا تفصيليا عن النظام التعليمي بمملكة السويد مشيرة معاليها إلى أن التعليم العالي والبحث العلمي يعد قطاعا حيويا ومحوريا في بناء القدرات البشرية وتطويع المعرفة التي تقدمها البحوث والدراسات بمختلف مستوياتها في تطوير الحياة وتعزيز القدرات الاقتصادية وايجاد تكنولوجيا تجعل العالم أكثر قدرة على توظيف مصادره لخدمة البشرية. وذكرت أن للسويد تجربة مميزة في تطويع المعرفة لتطوير مختلف القطاعات كالزراعة والصناعة والعلوم الطبية، مع حرص منظومة التعليم والبحث على بالسويد على الالتزام بمعايير الجودة عالميا.
وأضافت أن البحث العلمي بالسويد يتلقى ما يقارب من 3% من ميزانيتها كما تعمل مؤسسات القطاع الخاص على تمويل ما يقارب من ثلثي البرامج البحثية بالسويد حاليا، وهناك اهتمام خاص بالبحوث المتصلة بعلوم الجينات والأجهزة التقنية المرتبطة بها.

تطوير العلاقات

وحول امكانية تطوير العلاقات في قطاع التعليم العالي بين البلدين أكدت معالي هيلين هيلمارك كنتسون وجود استراتيجية وطنية لاستقطاب عدد أكبر من الطلبة من غير السويديين وبحث إمكانية أن تشهد المرحلة القادمة التحاق عدد من الطلبة العمانيين بمؤسسات التعليم العالي السويدية التي تقدم بعض برامجها في المرحلة الجامعة الأولى باللغة الانجليزية كما أن هناك طائفة من البرامج بمراحل الدراسة العليا الماجستير والدكتوراه تقدم باللغة الانجليزية وما يدعم هذا الانتماء استخدام المجتمع السويدي بمختلف مستوياته اللغة الانجليزية كلغة ثانية للتواصل، إلى جانب دعم التعاون البحثي سواء على مستوى المؤسسات الأكاديمية أو المؤسسات البحثية المتخصصة.
من جانبها أشارت معالي د.راوية البوسعيدية إلى ثراء الجوانب التي ينبغي العمل على استثمارها وتطوير مستوى التواصل بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في كلا البلدين، حيث يمكن أن ينطلق من ايجاد تبادل للزيارات الطلابية بين طلاب البلدين وابتعاث بعض الطلاب العمانيين للجامعات السويدية، مرورا بإيجاد فعاليات علمية وبحثية بين المؤسسات وصولا إلى ايجاد مراكز بحثية مشتركة مستقبلا. كما أنها سانحة تتيح التعرف على تفاصيل عمل المؤسسات العلمية والبحثية السويدية والاقتراب منها للتعرف على العوامل التي تجعل المؤسسات الجامعية السويدية مثل جامعة استوكهولم وأوبسالا بين أفضل 100 جامعة على مستوى العالم.
وتطرقت معاليها إلى أن تطور العلوم الطبية بالسويد والاهتمام بالبحوث في علم الجينات مثلا يمكن توظيفه بالاستفادة من الخبرات السويدية في تطوير البحوث بالسلطنة أو ايجاد استثمارات سويدية في هذا الجانب بالسلطنة، وأوضحت أن المشاريع العلمية والبحثية القادمة بالسلطنة كجامعة عمان ومدينة العلم والتقنية تتيح فرص حقيقية لاستضافة مؤسسات بحثية أو استقطاب باحثين ستوفر لهم البنية والاحتياجات الضرورية لإجراء بحوثهم.
وتمت إتاحة الفرصة لتقديم أربعة عروض حول وزارة التعليم العالي، وزارة التربية والتعليم، مجلس البحث العلمي وجامعة السلطان قابوس.

التعليم في السلطنة

وقدم مدير عام البحوث والدراسات بوزارة التربية والتعليم د. محمد العلوي عرضا مرئيا عن تطور التعليم العام في السلطنة، وألقى الضوء فيه على تاريخ التعليم وأهم الباحثين والعلماء العمانيين في شتى المجالات كالفلك والطب والملاحة وغيرها من المجالات الأكاديمية والحياتية. بعد ذلك تحدث عن انبثاق التعليم النظامي في السلطنة منذ السبعينيات وكيف توسع التعليم ليصل عدد الطلاب في مراحل التعليم قبل الجامعي إلى 517053 طالبا و51811 معلما موزعين على 1042 مدرسة في مختلف محافظات السلطنة، كما تحدث عن مراحل تطور التعليم في السلطنة وأهم سمات هذه المراحل من حيث جودة التعليم وشموليته والمساواة في الحصول على التعليم.
وأشار إلى منهجية الوزارة في بناء الكفاءات والكوادر المؤهلة وذلك عبر الاستعانة بخبرات عالمية مؤهلة وسياسات الوزارة في تقييم المناهج وسياسات التعليم وخطط ورؤى الوزارة المستقبلية المؤملة تحقيقها عبر استراتيجية التعليم 2040.

التعليم العالي

وقدمت د.حليمة بنت صالح البدواوي مدير عام مساعد للشؤون الأكاديمية بالمديرية العامة لكليات العلوم التطبيقية عرضا مرئياً عن التعليم العالي في السلطنة، تحدثت في بدايته عن الجهات التي تشرف على قطاع التعليم العالي في السلطنة حيث أشارت إلى أن مجلس التعليم هو المظلة الأكبر لكافة مؤسسات التعليم العالي والوحدات والجهات الحكومية المعنية بالتعليم العالي حيث يختص برسم السياسات العامة للتعليم بالسلطنة، وتندرج وزارة التعليم العالي تحت مظلته حيث تختص الوزارة بتطبيق السياسات التي يرسمها مجلس التعليم في مجال التعليم العالي، كما تُعنى بإدارة والإشراف على البعثات الداخلية والخارجية وكليات العلوم التطبيقية والجامعات والكليات الخاصة بالسلطنة.
كما أشارت إلى زيادة نسبة الاستيعاب في مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة وكذلك عدد البعثات التي تقدمها الوزارة لمخرجات دبلوم التعليم العام حيث وصلت نسبة استيعاب الناجحين من خريجي دبلوم التعليم العام 90%. وبلغت عدد البعثات الخارجية 1643 بعثة خارجية سنوية في مختلف دول العالم، بينما بلغت عدد البعثات الداخلية 9758 بعثة، بالإضافة إلى 86 منحة دراسية مقدمة للطلبة العمانيين من عدة دول و200 بعثة دراسية سنوية تمولها الوزارة لطلبة الدراسات العليا.
كما قدمت د.حليمة بنت صالح البدواوي نبذة عن كليات العلوم التطبيقية وأهم التخصصات التي تطرحها والتي تتقاطع مع بعض التخصصات التي تطرحها مؤسسات التعليم العالي السويدية لاسيما تلك التي تدرس باللغة الإنجليزية للنظر في إمكانية الاستفادة من خبرة هذه المؤسسات في البرامج المشتركة بينها. وأشارت في معرض حديثها عن الكليات الى أهم جوانب التعاون الدولي بين هذه الكليات والعديد من الجامعات العالمية في مختلف دول العالم.
كما تحدثت عن مؤسسات التعليم العالي الخاصة والدعم الذي تحظى به هذه المؤسسات من قبل الحكومة والذي يتمثل في توفير البعثات الدراسية والأراضي الممنوحة لها حتى تتمكن من انشاء حرمها الجامعي بالإضافة إلى الدعم المالي، والاشتراطات التي تضعها الوزارة من أجل ترخيص هذه المؤسسات والتي من بينها ضرورة ارتباط مؤسسات التعليم العالي بمؤسسات تعليم عالي دولية عريقة لضمان جودة التعليم فيها.
وتحدثت عن مركز القبول الموحد باعتباره المركز الأساسي والوحيد المسؤول عن قبول الطلاب في مختلف مؤسسات التعليم العالي داخل وخارج السلطنة، وفق الاشتراطات التي تضعها المؤسسات لكل برامجها المطروحة عبر نظام الكتروني موحد بحيث تتحقق المساواة والشفافية في قبول الطلاب حسب معدلاتهم التنافسية. وأبدت وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي السويدية رغبتها في التعرف أكثر إلى آلية هذا النظام والاستفادة من تجربة القبول الموحد في تنظيم عملية قبول الطلاب.
واختتمت د.حليمة بنت صالح البدواوي عرضها بنبذة قصيرة عن تجربة السلطنة في الاعتماد والتدقيق عبر الهيئة العمانية للاعتماد الاكاديمي والشبكة العمانية لضمان الجودة والإطار الوطني للمؤهلات.

جامعة السلطان قابوس

وقدم رئيس جامعة السلطان قابوس سعادة د.علي بن سعود البيماني مقطعا مرئيا عن جامعة السلطان قابوس، استعرض تاريخ الجامعة وأهم التخصصات في كافة المراحل الجامعية والدراسات العليا وجوانب التبادل والتعاون الدولي بين الجامعة والعديد من الجامعات العالمية العريقة وأهم المراكز العلمية والبحثية التي تحتضنها الجامعة وأهم المؤتمرات والمحافل العلمية التي مثلت بها الجامعة السلطنة دوليا. كما أشار إلى جوانب التعاون بين الجامعة وبعض المؤسسات التعليمية والبحثية السويدية.
واختتمت الجلسة بعرض مرئي قدمه الأمين العام المساعد لمجلس البحث العلمي للبرامج والبحث العلمي د.سيف بن عبدالله الهادياستعرض فيه سياسات المجلس في تمويل الدراسات والبحوث والبرامج البحثية الأكاديمية والمجتمعية.
كما استعرض استراتيجية المجلس في تطوير البحث العلمي بالسلطنة وأهم اشتراطات وضوابط تمويل الأبحاث العلمية في القطاعات المختلفة.

زيارة دار الأوبرا

على صعيد متصل، زارت معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي السويدية دار الأوبرا السلطانية مسقط في إطار زيارتها الحالية للسلطنة.
وقد استمعت معاليها خلال الزيارة إلى موجز عن الدار والمرافق التابعة لها وطبيعة العروض التي تقدمها وبرنامجها على مدار العام والتجهيزات الحديثة المستخدمة لعروض الموسيقى العالمية.
وتعرفت معالي وزيرة التعليم العالي السويدية خلال تجوالها في مسرح الدار والمرافق الأخرى على الثراء المعماري الذي تتميز به دار الأوبرا السلطانية مسقط وقدرتها على المزج المتناغم بين الإرث الثقافي المعماري العماني والثقافة المعمارية من قارات العالم المختلفة.
واطلعت معاليها على الدور التي تقوم به دار الاوبرا السلطانية مسقط في المجال الثقافي وما تقدمه من فنون كلاسيكية عالية المستوى.