قدّمت اللجنة الأولمبية العُمانية نفسها مؤخراً، بصوت مسموع فيه الكثير من المؤشرات والخطوات المحلية والقارية والدولية رغم معرفتنا بسياسة الهدوء التي تتبعها الأولمبية العُمانية وتنتهجها منذ سنوات، إلا أنها أعلنت ونفّذت عدداً من المشاريع التي تعطي مؤشراً بارزاً إيجابياً في عملها الذي عادة يُطبخ على نار هادئة جداً بعيداً عن الأضواء.
الأولمبية العُمانية استضافة اجتماعاً لهيئة التحكيم لمحكمة كاس الدولية وهو حدث دولي شد الأنظار الداخلية والخارجية والذي حضرت فيه شخصيات عالمية من العيار الثقيل في خطوة محسوبة بدقة متناهية خاصة في هذا التوقيت، ويبرز بقوة مشروع أن تكون السلطنة مقراً لمحكمة كاس على مستوى القارة الآسيوية وهي خطوة متقدمة جداً تبحث عنها باقي الدول، والتي ستجعل السلطنة واجهة بارزة في التحكيم الرياضي. الأولمبية العُمانية أكملت الملف المهم جداً الذي يحمل مشروع “بناء البطل الأولمبي” من خلال لجنة التخطيط والمتابعة، والتي تضع فيه أهدافاً واضحة للمشاركات الأولمبية أو الآسيوية والعربية وذلك من خلال ربط المشروع بعدة جهات أبرزها وزارة الشؤون الرياضية والاتحادات الرياضية وصندوق دعم الشباب والتربية والتعليم، وتشير الدراسات والخطوات التي تقوم بها الأولمبية العُمانية إلى أنها أمام مشروع ضخم يحتاج إلى كثير من العناصر لإنجاحه.
الأولمبية العُمانية نظّمت تحت قبة البرلمان بمجلس الشورى ندوة الرياضة والمجتمع بحضور أكاديمي ومختصين وشخصيات رياضية، وهي الندوة التي وضعت خريطة للطريق في دعم رياضة المجتمع بعيداً عن الرياضة التنافسية.
الندوة التي شهدت تغطية إعلامية بارزة وتنظيماً محكماً وطرحاً علمياً دقيقاً يستند إلى إحصائيات ودراسات أكاديمية وتجارب دولية ناجحة أعطت مؤشراً نحو تنفيذ المشروع الرياضي للمجتمع من خلال عدة جهات منها مجلس الشورى ووزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والإعلام حتى يصل إلى أوسع قاعدة بالسلطنة.
الأولمبية العُمانية قدّمت وأعلنت عن “الأكاديمية الأولمبية” التي تعمل بنهج التدريب والتأهيل للكوادر الإدارية والفنية لدعم العمل الفني الذي تقوم به الاتحادات الرياضية وهي خطوة مهمة نحو تحويل العمل الرياضي إلى منهج وعلم، بجوار ملف التسويق الاحترافي الذي تقوم به اللجنة الأولمبية العُمانية.
مع هذا العدد.. والخطوات الدقيقة والمحسوبة ننتظر في المستقبل القريب وعلى مستوى المستقبل الطويل لنلمس تحوُّلاً في بناء رياضينا نحو البطولات الأولمبية والآسيوية والعربية والخليجية، بجوار أن تتحوَّل السلطنة قبلة قارية مهمة على مستوى آسيا.