«نزوى» مدينة القلاع والبيوت العتيقة

مزاج الاثنين ٣٠/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٤٤ ص
«نزوى»

مدينة القلاع والبيوت العتيقة

مسقط - خالد عرابي

تعد «نزوى» واحدة من أشهر الولايات العمانية بتراثها الغني، وعاداتها وتقاليدها الرصينة، علاوة على ما تزخر به من معالم تاريخية وثقافية وطبيعية، ولذا فهي تتربع على رأس خريطة السياحة العمانية، وهي واحدة من الولايات التي تحظى بزيارة السياح والوفود القادمة إلى السلطنة وخاصة معالمها الأبرز مثل: قلعة وحصن نزوى وسوقها القديم وأفلاجها، بالإضافة إلى حاراتها وبيوتها العتيقة وغيرها. مدير التسويق بإحدى شركات السياحة، محمد هاشم رشحها لنا كواحدة من أهم الوجهات والمدن السياحية في السلطنة، وحدثنا عنها.

في البداية قال هاشم: «إن «نزوى» تحظى بجانب شهرتها السياحية بأنها لا تبعد عن العاصمة مسقط كثيراً، إذ تبعد حوالي 165 كلم، أي ما بين ساعة ونصف إلى ساعتين بالسيارة، وهذا ما جعلها تحظى بزيارة العديد من الوفود الرسمية القادمة إلى السلطنة بعد العاصمة مسقط، وتشتهر نزوى بأنها مدينة دينية وروحانية، وقد اختيرت من قبل كعاصمة للثقافة الإسلامية، كما أنها كانت بالفعل عاصمة سياسية للسلطنة في حقبة تاريخية فائتة».

وعن أبرز الأماكن السياحية التي يجب زيارتها بالولاية قال: «لا بد للزائر أن يرى قلعة نزوى، فمن لم يزرها، يعد وكأنه لم يزر الولاية، إذ إنها من أهم معالم الولاية هي وسوقها القديم، كما أنها من أقدم القلاع في السلطنة، وتعد من أروع وأضخم المعالم الحضارية والتاريخية في عمان، وأكبر قلعة في شبه الجزيرة العربية، وتتميز بشكل بنائها الفريد من نوعه، وببرجها الدائري الضخم ومساحتها الواسعة وانتشار المدافع فيها، ويصل قطرها الخارجي إلى نحو 43 متراً، بينما يبلغ ارتفاعها 24 متراً. وتعرف هذه القلعة باسم «الشهباء»، وقد بناها الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي، واستغرق بناؤها 12 عاماً خلال الفترة ما بين: 1668م - 1680م. وتضم القلعة العديد من الغرف والقاعات التي تعرض التراث العماني القديم، وفي غرفها توجد المستلزمات، كالأَسرة والمطابخ والمخازن، وفي القاعات تُعرض الحلي والمجوهرات، والملابس الرجالية والنسائية، والأسلحة المختلفة والأواني الفضية. وقد كانت «القلعة» مقراً للحكم في فترة من الفترات، وتضم في جنباتها فتحات قتالية في سورها وسبعة آبار توفر لها المياه، ويمكن الصعود إلى برجها عن طريق سلالم، ومن أعلاه يمكن مشاهدة معالم المدينة المختلفة وفنها المعماري الذي تزخر به».
وأضاف هاشم قائلاً: «من الأماكن المهمة للزيارة بالولاية ولا يبعد كثيراً عن القلعة إذ إنه ملاصق لها «حصن نزوى»، وقد شُيد في العام 845م، ويقال إن الذي بناه هو الإمام الصلت بن مالك الخروصي، وعُرف بأنه المقر الرئيسي للإمامه قديماً، وقد ظل مقراً دائماً للوالي لفترة طويلة امتدت حتى منتصف السبعينات من القرن الفائت، ولا يعد «نزوى» هو الحصن الوحيد في الولاية فهناك عدد آخر من الحصون الأخرى، وإن كانت خارج مدينة نزوى نفسها، فهناك حصن «تنوف» الواقع في قرية تنوف، وحصن الرديدة الذي يقع في نيابة بركة الموز، وحصن بيت سليط».
وقال إنه إذا كان السائح مسافراً إلى نزوى يوم الجمعة فإنه من المحظوظين إذ يمكنه مشاهدة «سوق المواشي» الذي يقع في الجهة الجنوبية من السوق، وهو واحد من أكبر أسواق المواشي الخاصة بالأغنام والأبقار في المنطقة، وفي سوق الماشية يمكنه الاستمتاع برؤية عادة عمانية قديمة هناك وما زال الحفاظ عليها مستمراً حتى الآن، وهي طريقة البيع والشراء للماشية، والتي تعتمد على «المناداة» أي بطريقة المزاد العلني ومزايدة الراغبين بالشراء في السعر، وكذلك وجود الوسطاء بين المشترين والبائعين أو ما يعرفون بـ «الدلالين»، وهذا ما يجعل منه متعة للسائحين خاصة الأجانب. غير أنه ليس السوق الوحيد في الولاية، فهناك سوق السمك واللحوم وسوق الخضار وسوق البهارات، وهناك سوق الحرف اليدوية وهو المكان الأفضل لشراء الهدايا والأشياء التذكارية.
وأشار هاشم إلى أن ولاية نزوى تشتهر بثرائها التقليدي خاصة الصناعات والحرف التقليدية، ومنها: صناعة الحلوى العمانية، وصياغة الذهب والفضة وصناعة النحاس، وصناعة الخوصيات ودباغة الجلود، واستخلاص وتقطير ماء الورد الذي يشتهر به أهالي الجبل الأخضر، وصناعة السكر الأحمر القائمة على قصب السكر.
وأكد هاشم على أن نزوى عُرفت كمدينة إسلامية، وقد اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية من قبل، وذلك لوجود عدد كبير من المساجد بها، ومنها: جامع السلطان قابوس، ومن المساجد القديمة مسجد الشيخ الذي بناه الشيخ بشر بن المنذر في حارة العقر، ومسجد الشواذنة الذي يقال إنه أول مسجد بني بنزوى، وجامع سعال الذي بني في السنة الثامنة من الهجرة، بالإضافة إلى عدد كبير من المساجد القديمة منها: مسجد الفرضة، ومسجد الشرجة، ومسجد العين، ومسجد الشرع بقرية تنوف، وغيرها الكثير من المساجد ما بين قديمة وحديثة ومجددة.
وعن أبرز المعالم العمانية الأخرى بالولاية قال هاشم: «توجد الأفلاج، وهي منتشرة في ربوع الولاية كافة، ومن أشهرها فلج «دارس» الذي يقال إنه من أكبر أفلاج السلطنة ويتميز بمياهه الجارية العذبة وباتساعه وامتداده الشاسع، كما توجد العديد من الأفلاج الأخرى منها: الخوبي، والسعالي، وضوت».