قيس باتميـرا: أخفيت شغفي بـ «الكاميرا»

مزاج الأحد ٢٩/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٥٩ ص
قيس باتميـرا: 

أخفيت شغفي بـ «الكاميرا»

ظفار - عادل بن سعيد اليافعي

بدأ شغف «قيس بن أحمد صباح باتميرا» بالتصوير يظهر مذ كان طفلاً في التاسعة من عمره، وعندما أصبح شاباً ومع أول راتب استلمه من عمله قرر شراء كاميرا احترافية لتبدأ رحلته في أحضان الطبيعة الخلابة، ناقلاً وموثقاً مشاهد رائعة تفرح العين والقلب.

مشوار قيس الضوئي وخطواته المستقبلية في السطور الآتية:

البدايات الأولى

عندما تمتلك موهبة حقيقة لا بد أن تظهر علاماتها منذ الطفولة، وهذا فعلاً ما ميَّز طفولة قيس، وحول ذلك يقول: «عندما كنت صغيراً في التاسعة من عمري تقريباً، كنت شغوفاً بالكاميرا وأحب مشاهدة الأفلام المتعلقة بالطبيعة والاكتشافات العلمية البرية والبحرية الجميلة من خلال بعض القنوات والمجلات، وكنت أتوقف عند بعض الصور التي تشد الانتباه سواء من ناحية جمالية الصورة أو الزاوية وهكذا. هذا الحب الذي تولد عندي منذ الصغر، تركته جانباً لتركيزي على الدراسة أولاً ثم العمل، ولما التحقت بالعمل واستلمت أول راتب قررت شراء كاميرا خاصة بي لتبدأ مرحلة العشق الأول وتحقيق الحلم ولأصبح مصوراً هاوياً». يضيف: «لا أخفيكم سراً، أنني عندما كنت صغيراً كنت أستخدم كاميرا والدي وأصور الأحياء القديمة وكبار السن الذين يجلسون ويتسامرون في المجالس، كما أن السفر والرحلات كان لها الأثر الكبير والدافع في اتجاهي نحو التصوير والتعمق به».

الطبيعة تلهمني

يحب قيس التصوير الفوتوغرافي خاصة المتعلق بجمال الطبيعة والمناظر الجميلة والغروب والشروق، وما يتعلق بالتراث والأزياء والفنون. حول ذلك يقول: «أهوى كل شيء جميل، أحياناً أوقف سيارتي وأترجل لأخذ صورة معينة أو لتصوير منظر لقطيع من الأغنام أو الجمال أو لزهرة أو حتى مجرى مياه. فالصورة الجميلة تفرض نفسها على المصور».
وأضاف باتميرا حول مشاركاته: «لدي توجه مع بعض الأصدقاء لإقامة معرض للصور الفوتوغرافية لإبراز جمال الطبيعة والمناظر في محافظة ظفار؛ خاصة أننا نملك صوراً جميلة ومميزة للمحافظة بشكل خاص وللسلطنة بشكل عام».

دور الأسرة

حصل قيس على دعم كبير لتطوير موهبته من الأسرة والأصدقاء، وعن ذلك يقول: «لا أخفى سراً أن الأسرة داعمة لي في هذا الطريق الذي اخترته لأنني الوحيد الذي خرج عن النص وأصبحت لديه هواية يمارسها، وهم يعتبرونها من الهوايات الجميلة».
وعن الدور الذي لعبته جمعية التصوير الضوئي في دعم موهبته يقول قيس: «الجمعيات تدعم المصورين الشباب وتحتضنهم وتنظم معارض داخلية وخارجية لهم، ورغم ذلك إلا أنني لم أتجه إليها بعد، ولكن في اعتقادي أنها لن تدخر جهداً معنا، وستقف بجانبنا، فهي جمعية أوجدت لدعم الشباب واحتضانهم ومساعدتهم ومساندتهم ليقفوا على أرجهم، وتعمل على إبراز صورهم الجميلة. ونحن نتطلع لدعمهم والوقوف بجانبنا وإقامة ورش وحلقات عمل للهواة والمبتدئين، وهذا ما نأمله خاصة أن دورها كبير في هذا المجال، وفرع الجمعية في محافظة ظفار يقدم أنشطة عدة، ونأمل منه المزيد في المرحلة المقبلة».

كسر العقبات

يؤمن قيس أن كل بداية لا بد أن تواجهها بعض العقبات، وبالنسبة له فإن أكبر صعوباته كانت في عدم تمكنه من إظهار موهبته بالشكل الكافي أوالتعبير عنها، وحول ذلك يقول: «في البداية لم أتمكن من شراء كاميرا خاصة بي من النوعية الممتازة لاهتمامي بالدراسة، فأجلت الفكرة حتى لا أغضب أهلي، فكما تعرفون تهتم الأسر بدراسة أبنائها أكثر، ولهذا تركت الأمر سرياً حتى كبرت وتوظفت مع يقيني بأنني لو طرحت الفكرة على الوالد لشجعني وساندني ولكني أحببت تأجيل الأمر آنذاك والتفرغ للدراسة والتصوير بالكاميرات العادية، ثم عن طريق الهاتف، وهذه الصعوبات الآن تلاشت وأصبحت لدي كاميرا حديثة وسيارة أتنقل بها في ولايات ومحافظات السلطنة كافة باحثاً عن مشهد جميل».
يتميز قيس بأنه شاب مجتهد وطموح، وحول ذلك يقول: «طموحي يتعدى المشاركة في المعارض المحلية في ظفار، فهدفي الكبير هو أن أتمكن من إقامة معرض متخصص لي في العاصمة مسقط، ثم في إحدى دول الخليج، وبعدها في إحدى العواصم العربية أو الأوروبية، طبعاً في حال وجدت من يرعى هذه الخطوة ويدعمني ويقف بجانبي، فأنا أريد إيصال رسالة للعالم كله، مفادها أن سلطنة عُمان بلد السلام والوئام والمحبة، وبها معالم سياحية جميلة وطبيعة خلابة ومواقع ومشاهد لن تشاهدها إلا فيها».

رسالتي هي..

يقول قيس: «لدي ثلاث رسائل، الأولى: أوجهها للجان المنظمة للمهرجانات السياحية في صلالة ومسقط وأدعوهم للاهتمام بالمصورين الهواة، وإعطائهم الفرصة لإبراز وعرض صورهم في هذه المهرجانات التي تستقطب أعداداً كبيرة من الزوار والسياح.
والرسالة الثانية: لجمعية التصوير الضوئي، أدعوهم فيها لتنظيم مسابقات ومعارض للمصورين الهواة لتشجيعهم وتكريمهم وتحفيزهم من خلال هذه المعارض والمسابقات.
والرسالة الثالثة: أدعو فيها وسائل الإعلام المحلية الورقية والمرئية لإبراز صور المصورين الممتازة، وإلقاء الضوء عليها من خلال نشرها مع اسم المصور، فهذا يساعد في بيع هذه الصور لاحقاً لمن يرغب بشرائها عبر موقع هذه الصحف».
ويختم قيس: «أخيراً، أود أن أعلن عبر صحيفتكم وعبر هذا اللقاء الذي أشكركم عليه عن إنشاء فريق يسمى «فريق طبيعة ظفار:، يضم عدداً من المصورين المميزين في تصوير الطبيعة والحياة الفطرية في المحافظة، وكذلك لدينا نيه وفكرة لإطلاق نادٍ أو جمعية خاصة لتصوير الحياة الفطرية في السلطنة، وأتمنى أن تروا أعماله قريباً».