مسقط - ش
نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية هو ثاني أكبر أنهار العالم من حيث الحجم والعمق بعد نهر النيل، ويزداد اتساع أجزاء من الأمازون عن 190 كم خلال موسم الأمطار، والجزء الأكبر منه يتدفق عبر الغابات الاستوائية، ولذلك لا زال العلماء يبحثون حول أجزاءه المنتشرة وأسرارها حتى اليوم، ومنها أفرع النهر في غابات بيرو والتي تم الكشف مؤخراً أن أحدها تجري فيه مياه ساخنة تصل إلى درجة الغليان من شدة حرارتها ، بل ويؤكدون أن درجة حرارة المياه والتي قد تتعدى 100 درجة مئوية يمكنها صنع الشاي أو طبخ مأكولات من اللحوم.
وحسب تقرير صحيفة " دايلي ميل " البريطانية، فإن الأساطير القديمة كانت تشير لوجود هذا النهر، وهو مشهور بين أهالي الغابات باسم "نهر الغليان"، وحسب قصة قديمة يرويها السكان هناك فإن الجيوش الإسبانية بعدما قامت بغزو بيرو وقتل آخر إمبراطور لحضارة الأنكا استمروا في طريقهم داخل غابات الأمازون بحثا عن الكنوز والذهب ولكن كثيرين منهم قتلوا في ظروف غامضة، وطبقاً لشهادات الناجين فإنهم مروا بأحداث غريبة من بينها النهر الذي تصل مياهه لدرجة الغليان.
ويقول عالم الجيولوجيا أندريس روزو والذي استكشف مجرى النهر بنفسه في منطقة "مايانتوياكو" في بيرو، أن حرارة الهواء القادمة من النهر مكثفة بحيث تشعرك وكأنها تحرق أنفك ورئتيك، بل إن الوقوف على شاطئ النهر لفترة طويلة كفيل بالإصابة بالحروق، كما أنه شاهد بنفسه طيوراً وزواحف تبتعد عن النهر لأن مجرد ملامستها لمياهه يعني هلاكها.
ويصل عمق فرع النهر إلى 6 أمتار كاملة، وبالطبع لا يسبح أي شخص في مياهه الحارقة وإلا لتعرض للسلخ والموت المحقق، ولكن يسمح بالسباحة فيه خلال أيام محددة في فصل الشتاء عندما تنخفض درجة حرارته، وحتى الآن يعتبر هذا النهر ضمن "عجائب الدنيا" الغامضة حيث لا يوجد تفسير علمي لسبب ارتفاع درجة حرارة مياهه، فبالرغم من أن بعض النظريات تفسر ارتفاع درجة حرارة مياه بعض الأنهار بوجود براكين بجوارها، ولكن الغريب أن أقرب بركان نشط لنهر بيرو المغلي يقع على مسافة 400 ميل، والطريف أن السلطات الرسمية في بيرو تعتبر النهر "نصباً تذكارياً وطنياً" وقررت الحد من استخدام الغابات المحيطة به، خاصة بعدما أصبح مقصداً للكثير من السائحين، حيث يأتون إلي بيرو فقط لمشاهدة هذا النهر العجيب.
**media[760889]**