القاهرة- خالد البحيري
دعا الفنان المصري أحمد شاكر الفنانين إلى احترام الفن والجمهور وتاريخ البلد التي ينتمي إليها ويعبر عنها من خلال أعماله، وقال إنه على مدار تاريخه الفني المتواضع قدم العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية تحمل قيمة فنية وذات مضامين وطنية، واجتماعية، وتاريخية، ومن خلالها تم إبراز العديد من الأشياء الجميلة التي يحفل بها المجتمع المصري.
وقال شاكر في حوار خاص لـ"الشبيبة": في الفترة الأخيرة ظهرت أعمال فنية تدعو إلى سلوكيات سلبية وتظهر أسوأ ما في المجتمع و"تنشر غسيلنا الوِحشْ" أما العالم فكانت النتيجة أن تضررت مصر اقتصاديا ولم تعد تأتينا سياحة، نتيجة ما تبثه الأفلام عن البلطجة والإجرام في الشارع المصري، حتى المستثمرين، يكونون رؤية سلبية عن الشعب المصري من خلال فنه (أفلام ومسلسلات) وأن أبناء هذا المجتمع غير جادين في العمل.
وأضاف: هذه الصورة السلبية يجب أن تتغير لأن شعب مصر بهذه الصورة التي تظهر في السينما هو أرقى من ذلك بكثير، كنا أن "الكرة" الأن في ملعب الفنانين الجادين والكتاب والمنتجين الذين يمكنهم الارتقاء وتحسين صورة مصر واستعادة مكانتها مرة أخرى من خلال الدراما والأفلام، لتعزيز دور المنظومة الثقافية في المساهمة جنبا إلى جنب مع الإصلاح السياسي والاقتصادي.
وشدد على ضرورة سرعة إنقاذ صناعة السينما في مصر وتقديم فن حقيقي يحاكى الواقع الفعلي، ويقدم القضايا الإنسانية
واستشهد بحوار دار بينه وبين المنتج السينمائي محمد السبكي قائلا: "دار من قبل حوار بيني وبين أحد المنتجين حول مستوى الأفلام التي ينتجها فقال لي: "الشباب الذي يدفع ثمن التذكرة يريد هذه النوعية من الأفلام" فقلت له، أنت تشجع الشباب على البلطجة والإجرام وتقدم لهم نماذج مشوهة من المجتمع، وهذا ربما يؤثر على أولادك أنت أيضا؛ فقال، أنا أولادي يدرسون في مدارس أجنبية وأربيهم أفضل تربية ويسافرون بالخارج، فقلت له، ولكنك تتلف جيلا كاملا بهذه الأفلام".
وتابع: يجب أن ندرك جيدا ما الذي نملأ به عقول الناس من مصر وخارجها، وما هو الذي نشجع عليه الشباب، وبدلا من أن تكون رسالتنا لهم حمل السلاح والبلطجة وتعاطي المخدرات والتماس الأعذار لهم أن من حقهم الانحراف لأنهم ولدوا فقراء، ستكون الرسالة: فكر، طور نفسك، اعتمد على مجهودك، واستفد من خبرات من سبقوك، وحاول أن تكون أفضل وتتغلب على ظروفك.
وقال شاكر: الفن يجب أن يدفع الناس للمنحى الإيجابي، وحاليا ألمس روحا طيبة في الوسط الفني من خلال نقابة الممثلين، وعودة الممثلين الجادين لأداء رسالتهم، وأنا واحد من أولئك الذين ابتعدوا لفترة لسوء المناخ الفني، فالفن المصري يعبر عن الشخصية المصرية، ويجب أن يقدم مصر بالشكل الإيجابي الذي تستحقه.
وعن توجه العديد من الفنانين للعمل بالسياسة أوضح أن هذا أمر حادث بالفعل، لكن كل فنان لا يصلح أن يكون رجل سياسة، فهي مزيج من أشياء كثيرة قد لا تتوافر في الممثل، لكن البعض ينظر للسياسة على أنها بوابة للشهرة، والحصول على أصوات المحبين لفنه، لكن وقت التصويت الأمر يكون مختلفا، فليس معنى أنني أحب فنانا أن امنحه صوتي في البرلمان مثلا.
واستطرد: لدينا فنانين كبار استطاعوا من خلال فنهم الاشتغال بالسياسة دون أن ينخرطوا في العمل السياسي، وقدموا لمصر أشياء عظيمة جدا مثل أم كلثوم التي كان عائد حفلاتها يذهب للمجهود الحربي وتسليح الجيش المصري، كما أن صوتها وفنها وكبرياءها وشموخها كان يجعل العالم كله ينظر إلى مصر والمصريين بتقدير واحترام، وكذلك فعل كبار الممثلين والموسيقيين والكتاب والأدباء، فقد كانوا واجهة إيجابية لمصر، وهذا بحد ذاته سياسة.
ولد الفنان أحمد شاكر في أسره فنيه، فوالده المخرج شاكر عبد اللطيف وعمه المخرج شريف عبد اللطيف، ورغم ذلك لم يستغل وجودهم في الساحة الفنية وعمل بمبدأ إثبات الذات، ينتمي لمدرسه أحمد زكى في التقمص، ويسير ببطء من أجل العمل الفني الجاد والهادف.
وعن أدواره التي يقدمها على الشاشة وكيفية اختياره لها قال شاكر: أحرص على أن يكون هناك تنوع في الشخصيات التي أقدمها حتى لا أكون نمطيا في أدواري. ولهذا قدمت شخصيات مختلفة بعضه لشخصيات تاريخية حقيقية وبعضها شخصيات خيالية من خيال المؤلف، ولكنها ترتبط بالواقع وبما يحدث فيه، والقاسم المشترك بينها جميعا هي الدور الجيد الذي يخدم المجتمع، ولا يسئ لثقافته.
وعن تعامله مع نجوم كبار في اعماله الفنية وابتعاده عن جيل الشباب الذي ينتمي إليه أضاف: العمل مع فنانين في حجم يوسف شعبان وسميرة أحمد يعتبر أمنية لأي فنان شاب، وقد لمست منهما خلال العمل مدى الالتزام وتعلمت منهما أهمية احترام المواعيد والالتزام الفني.
واستطرد: العمل مع النجوم الكبار يمنحني مزيدا من الخبرة، وهم لا يشعرون بأن الفنان الشاب منافسا لهم، بل يتعاملون معه باحترام وتشجيع، وهى روح طيبة شجعتني على تطوير وتحسين أدائي.
واختتم بالقول: السينما فن راق ووسيلة للتواصل مع الآخر ووسيلة لفهم الآخر وجعله يفهمك وأنت تفهم نفسك ومجتمعك وتنقل ثقافتك للآخر، وهذا كان موجودا في السينما المصرية في الماضي، لكن بعض صناع السينما حاليا يلعبون على الغرائز ويجرون وراء سلوك الشارع فهناك سينما تبنى وهناك سينما تهدم.