واشنطن - ستوري هينكلي - ترجمة: أحمد بدوي
عندما يكون القمر فوقنا مباشرة تسقط كميات أقل من الأمطار، هذا ما اكتشفه مؤخرا علماء من جامعة واشنطن. وكان تسوباسا كوهياما طالب الدكتوراه في علوم الغلاف الجوي قد طرح فكرة وجود علاقة بين موجات الغلاف الجوي وتذبذب الضغط الجوي، وبدأ مع أستاذه في علوم الغلاف الجوي البروفيسور جون والاس في دراسة البيانات التي تم جمعها على مدى سنوات.
وكانت نتيجة تحليل البيانات التي جمعتها وكالة ناسا وبعثة هطول الأمطار المدارية التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية على مدى 15 سنة من 1998-2012 تأكيد فرضية كوهياما أن الأمطار التي تسقط على الأرض ترتبط بالقمر. فعندما يكون القمر في الجهة العلوية أو الجهة السفلية يرتفع ضغط الهواء ما يسمح بمزيد من الرطوبة، فيما يشبهه الحاوية التي يزيد حجمها تحت تأثير الضغط المرتفع كما يشرح كوهياما. وبعبارة أخرى، عندما يكون القمر مرتفعا في الجهة العلوية أو في ذروته، فإن جاذبيته تتسبب في انتفاخ الغلاف الجوي للأرض باتجاهه مع زيادة الضغط الجوي في نفس الوقت، ويؤدي الضغط العالي إلى زيادة درجة حرارة الهواء، ومن ثم يمكن للهواء الأكثر دفئا أن يحتفظ بالمزيد من الرطوبة ما يجعله أقل عرضة لتفريغ محتوياته من الرطوبة.
وكانت دراسة سابقة أجراها كوهياما ووالاس ونشرت في العام 2014 قد أكدت أن ضغط الهواء على سطح الأرض قد سجل ارتفاعا خلال مراحل معينة للقمر، وتحديدا عندما يكون في الجهة العلوية أو السفلية مباشرة.
ولكن الدراسة الحديثة التي نشرت الأسبوع الفائت في مجلة الأبحاث الجيوفيزيقية Geophysical Research Letters تعد الأولى من نوعها. يقول كوهياما إن هذه هي أول دراسة تقدم ربطا مقنعا بين قوة المد والجزر للقمر مع هطول الأمطار.
بيد أن الاكتشاف الأخير قد يكون أكثر ارتباطا بالأكاديميين في المجال، فالشخص العادي قد لا يلاحظ الفرق، كما أن التغير في نسبة هطول الأمطار جراء تأثير القمر يعادل حوالي واحدا في المئة من إجمالي الاختلاف في هطول الأمطار. وفي لقائه مع مجلة تك تايمز Tech Times قال كوهاياما «بالطبع لا يجب أن نتوقع الأمطار لمجرد أن القمر يرتفع في السماء فوقنا، ولكن علماء الغلاف الجوي يمكنهم استخدام البيانات لاختبار النماذج المناخية».