حطام سفينة قبالة سواحل عُمان يكشف أسرار جهاز للملاحة يبلغ عمره 500 سنة

بلادنا الثلاثاء ٢٤/أكتوبر/٢٠١٧ ٢٢:١٨ م

نيوزويك – كالوم باتون
كشف فريق من خبراء التنقيب على أقدم جهاز يستخدم للملاحة البحرية على الإطلاق، وذلك خلال استكشاف إحدى السفن قبالة سواحل عُمان.
وكشف علماء الآثار البحرية أن القطعة الأثرية تعود لسفينة من أخوار القرن الخامس عشر الميلادي، ويطلق عليها "إزميرالدا"، وأوضحوا أن الجسم المعدني المستدير عبارة عن اسطرلاب، وهو أداة كان يستخدمها ملاحو عصر النهضة لقياس ارتفاع الشمس.
وذكرت إذاعة بي بي سي أن هذا الجسم تم انتشاله من سفينة غارقة كانت جزءا من أسطول يقوده المستكشف البرتغالي فاسكو دي جاما، وهو أول شخص يبحر مباشرة من أوروبا إلى الهند.
من جانبه أشار قائد عملية التنقيب عن حفريات السفينة الغارقة، ديفيد ميرنس إلى أنه يشعر بالفخر لمشاركته في الاكتشاف، وأضاف: "إنه أمر عظيم جدًا أن نجد شيئا بهذه الندرة، وهذه الأهمية التاريخية، وشيئا سيدرسه علماء الآثار وسيسد فجوة في هذا العلم".
ويعتبر الجهاز الذي تم العثور عليه وأحدًا من 3000 قطعة أخرى تم استعادتها من قاع البحر على أيدي فريق من الخبراء في عام 2014. وهو عبارة عن قرص برونزي مزخرف ببعض الرموز يبلغ قطره 6.8 بوصة.
وفي تعليقه عن الجهاز قال ديفيد ميرنس: "هذا الجهاز لا يشبه أي شيء آخر رأيناه من قبل، وعرفت على الفور أنه شيء مهم جدا بسبب الرمزين المرسومين عليه، فقد تعرفت على أحدها على الفور وهو شعار النبالة البرتغالية، والرمز الآخر اكتشفنا في وقت لاحق أنه رمز شخصي لملك البرتغال في ذلك الوقت، الدون مانويل الأول".
وبين تحليل المسح بالليزر الذي تم إجراؤه على القطعة الأثرية من قبل بعض الخبراء وجود أخاديد صغيرة عميقة حول القرص يفصل بين كل منها خمس درجات، ويبدو أن البحارة كانوا يستخدمون هذه الأخاديد لقياس ارتفاع الشمس فوق الأفق. فباستخدام القياس كانوا يستطيعون التأكد من موقعهم أثناء الرحلات الطويلة.
الجدير بالذكر أن أجهزة الأسطرلاب من هذا النوع الذي تم اكتشافه نادرة جدا، حيث هناك 108 جهازا منها فقط معروفة لمؤرخي العصر الحديث، وهذا الجهاز بصفة خاصة يبدو أنه أقدم من باقي الأجهزة بنحو عقدين من الزمان.
قال ديفيد ميرنس: "نحن نعلم أنه لابد وأنه قد صُنع قبل عام 1502، لأن هذا هو الزمن الذي غادرت فيه السفينة لشبونة، والدون مانويل لم يصبح ملكا حتى عام 1495، وما كان هذا الأسطرلاب ليحمل رمز الملك إلا بعد أن يصبح ملكا".
"أعتقد أنه من المعقول إلى حد ما أن نقول إن تاريخه يرجع إلى ما بين عامي 1495 و 1500. ولكن أي سنة بالتحديد، لا نعرف – ولكنه يقع في تلك الفترة القصيرة".