ما هو أصل ألوان إشارات المرور؟

مزاج الثلاثاء ٢٤/أكتوبر/٢٠١٧ ١٧:٤٨ م
ما هو أصل ألوان إشارات المرور؟

خاص - ش
نقف كل يوم أمام إشارات المرور حين تكون حمراء ونسير حين تصبح خضراء لكن هل سألتم أنفسكم لماذا وكيف جاءت هذه الإشارات؟
من المعروف تاريخيا أن هذا النظام اللوني لإشارات المرور مستمد من نظام كان مستخدما في صناعة السكك الحديدية منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت، قامت شركات السكك الحديدية بتطوير وسيلة ضوئية تسمح لمهندسي القطارات تحديد متى تقف القطارات ومتى تسير، وذلك باستخدام ألوان ضوئية مختلفة تمثل أوضاعا مختلفة.
فقد اختاروا اللون الأحمر كإشارة على ضرورة التوقف، ويعتقد أن السبب في ذلك هو أن اللون الأحمر كان مستخدما على مدى قرون للإشارة إلى الخطر، أما بالنسبة للألوان الأخرى، فقد اختاروا الأبيض كإشارة على السماح بالسير والأخضر كإشارة لأخذ الحذر.
ولكن اختيار الضوء الأبيض كإشارة للسماح بالسير قد سبب الكثير من المشاكل.
على سبيل المثال، في حادث وقع عام 1914 سقطت لمبة حمراء عن حاملها تاركة الضوء الأبيض مكشوفا خلفها مما أدى إلى تصادم بين قطارين، ولذلك قررت السكك الحديدية تغيير النظام الضوئي ليصبح اللون الأخضر يدل على السماح بالسير والأصفر على أخذ الحذر وذلك لأنه متميز عن اللونين الآخرين المستخدمين.
إذن، كيف انتقل هذا النظام من السكك الحديدية إلى الطريق؟ في لندن عام 1865 كان هناك قلق متزايد بسبب القدر الكبير من حركة مرور العربات التي تجرها الخيل التي تسبب خطرا على المارة الذين يحاولون عبور الطريق، وكان هناك مهندس بالسكك الحديدية يدعى جون بيك نايت، متخصص في تصميم أنظمة الإشارات الضوئية للسكك الحديدية البريطانية. تواصل نايت مع شرطة العاصمة مقترحا عليهم فكرة استخدام نظام السيمافور / الإشارات الضوئية المستخدمة في السكك الحديدية لحركة المرور في الطريق في أثناء النهار، كانت طريقة السيمافور تستخدم ذراع أو ذراعين يتم رفعهما أو خفضهما بواسطة شرطي، لإشعار العربات بوجوب التوقف عندما يكون ذراع السيمافور مرفوعا بشكل أفقي. وفي الليل، كان النظام يستخدم اللونين الأحمر والأخضر للدلالة على التوقف والسير.
وقد تم قبول نظام نايت في العام 1868 وتم وضع هذا النظام عند تقاطع جريت جورج وبريدج ستريت في لندن، بالقرب من البرلمان. وقد ظل النظام يعمل بشكل جيد للغاية لمدة شهر تقريبا، حيث بدأ بعدها أحد خطوط الغاز التي تزود المصابيح بالوقود في التسريب. وللأسف لم ينتبه الشرطي الذي يعمل على الذراع إلى هذا التسريب وانتهى الأمر به مصابا بحروق شديدة عندما انفجر المصباح، ولذلك فعلى الرغم من أنه كان نجاحا مبكرا، فقد تم إلغاء نظام السيمافور فورا في إنجلترا.

وفي أواخر العشرينيات من القرن الفائت اختُرعت إشارات المرور الآلية، لكن كان عيبها أنها تعمل وفق نظام وقتي محدد، والتي كانت تؤدي إلى وقف المركبات في الوقت الذي لا تكون فيه سيارات متجهة إلى الجانب الآخر. وقام “تشارلز آلدر” بحل المشكلة باستخدامه نظامًا يكشف عن وجود السيارات في الشارع عبر صوت أبواقها، فتم تركيب ميكروفون، وكل ما على السائق فعله إطلاق بوق السيارة ليتم تغيير لون الإشارة، لكن ذلك كان نظامًا مزعجًا للناس.

وبعد ذلك جاء “هنري إيه هوف” بنظام أقل إزعاجًا، والذي يتم فيه استخدام قطعتين معدنيتين تستشعران الضغط، فحين تمر السيارة وتدفع هاتين القطعتين، فيتغير لون الإشارة ما يسمح للسيارة بالمرور. كل تلك الأنظمة واختلافها أحدثت مشاكل كبيرة، لذلك وضعت الإدارة الفيدرالية للطرق السريعة عام 1935 معايير موحدة لإشارات المرور.