عصرالتلفزيون هل انتهى؟

مؤشر الأحد ٢٢/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٣٦ ص

مسقط-

كشفت دراسة Consumer Lab من «إريكسون» بأن مشاهدة البرامج التلفزيونية المجدولة ستتساوى مع مشاهدة المحتويات حسب الطلب خلال 3 سنوات فقط، وستتم مشاهدة 50 % من المحتويات باستخدام الشاشات المتنقلة، وستتم مشاهدة نصفها باستخدام الهواتف الذكية. كشفت «إريكسون» النقاب عن الطبعة الثامنة من تقريرها السنويConsumer Lab للتلفزيون والإعلام الذي يتطرق لتفاصيل النمو الهائل في العرض التلفزيوني والفيديو، والتحول المستمر في الطريقة التي يشاهد بها المستهلكون المحتوى.

يتوقع التقرير اعتمادا على ثماني سنوات من الرؤى الواسعة في مجال الإعلام، ارتفاعاً في الإقبال على مشاهدة المحتويات حسب الطلب حتى العام 2020، لتشكل ما يقرب من نصف مجموع المشاهدة. حيث ستتم مشاهدة 50 % من محتويات التلفزيون والفيديو على شاشات الأجهزة المتنقلة، بزيادة قدرها 85 % منذ العام 2010، وتنفرد الهواتف الذكية وحدها بنسبة الربع من هذه المحتويات (بزيادة قدرها حوالي 160 % منذ العام 2010). بالإضافة إلى ذلك، ستكون أجهزة الواقع الافتراضي مهيمنة، حيث سيتم استخدامها من قبل 1 من أصل 3 مستهلكين بحلول العام 2020.

وتعليقاً على هذه الحقائق قال أندرس إرلاندسون، كبير مستشاري إريكسون Consumer Lab: «يمكننا الملاحظة بأن المستهلكين لا يشاهدون المزيد من مقاطع الفيديو فحسب، بل يغيرون من نمط مشاهدتهم أيضاً. ويظهر ذلك عبر النمو المستمر للمشاهدة عبر الأجهزة المتنقلة، وهو الاتجاه المزدهر منذ العام 2010. كما يمثل هذا العام نقلة نوعية حيث اكتشفنا بأن مستوى ازدياد اهتمام المستهلكين بالواقع الافتراضي، تزامناً مع ازدياد استهلاك المحتويات الإعلامية. يمتلك الواقع الافتراضي القدرة على جمع الناس من جميع أنحاء العالم وإيجاد محتويات أكثر عمقا وتخصيصا، وأكثر تكاملا مع الخبرات الإعلامية. مع استمرار التوقعات بارتفاع الإقبال على المحتويات بحسب الطلب، فعلى قطاع التلفزيون والإعلام التركيز على تقديم خدمات شخصية للغاية بأفضل نوعية ممكنة».

ارتفاع مستوى المشاهدة

وصل الوقت الذي يقضيه الشخص في مشاهدة التلفزيون، ومحتويات الفيديو إلى أعلى مستوياته ليبلغ 30 ساعة في الأسبوع، بما في ذلك البرامج التلفزيونية المجدولة، خدمات الإنترنت المباشرة وعند الطلب، وتحميل المحتويات وتسجيلها، إضافة إلى المحتويات التي نشاهدها على الدي في دي والبلوراي. ومع ذلك، فإن ما يقارب 60% من المشاهدين يفضلون متابعة المحتويات حسب الطلب على مشاهدة برامج التلفزيون المجدولة، بزيادة قدرها حوالي 50 % منذ العام 2010. ارتفع متوسط عدد الخدمات عند الطلب من 1.6 في العام 2012 إلى 3.8 خدمة في العام 2017 لكل شخص، حيث يدفع 2 من أصل 5 مستهلكين المال لقاء الحصول على خدمات التلفزيون والفيديو حسب الطلب.

كما صرح الثلث تقريبا ثلث (32 %) عن رغبتهم في زيادة مستوى الإنفاق لقاء الحصول على هذه الخدمات خلال الستة إلى 12 شهرا المقبلة، إضافة إلى ارتــــفاع التوقعات الذي بات عاملاً مؤكداً على تزايد أهمية هذا النوع من المحتوى وذلك مع وصول عدد المستهلكين الراغبين في الوصول إلى المحتوى بينما يكونون في الخارج إلى الثلث.

كما يستمر عرض المحتويات على الهاتف الذكي بالحصول على المزيد من المكتسبات، حيث تضاعف عدد المستهلكين الذين يشاهدون المحتوى على الهاتف الذكي منذ العام 2012 لتبلغ نسبتهم 70%، ما يشكل خمس مجموع مشاهدات التلفزيون ومقاطع الفيديو.
يقضي الشباب في سن 16-19 عاماً حوالي 33 ساعة أسبوعياً في مشاهدة المحتويات، أي بزيادة قدرها 10 ساعات تقريبا في الأسبوع منذ العام 2010. ومع ذلك، فإن أكثر من نصف هذه الفئة العمرية تقضي وقتها في مشاهدة المحتوى حسب الطلب، ويتم قضاء 60 % من ساعات المشاهدة على الهواتف الذكية.
التحديات القائمة على صعيد المحتوى
تظهر النتائج أنه وعلى الرغم من نفاذ المستهلكين إلى خدمات التلفزيون والفيديو بشكل أسهل من أي وقت مضى، إلا أن متوسط الوقت الذي يقضيه البحث عن المحتوى ارتفع إلى حوالي ساعة تقريبا في اليوم، أي بزيادة قدرها 13% منذ العام الماضي. في الواقع، يعتقد 1 من أصل 8 مستهلكين بأن الكمية الهائلة من المحتوى المتاح في المستقبل ستسبب في ضياعهم لتصبح بالتالي أكثر صعوبة وتعقيداً.
ومع أن تجربة المستخدم أصبحت مجزأة أكثر من أي وقت مضى، فإن 6 من كل 10 مستهلكين يعتقدون بأن اكتشاف المحتوى أمر «مهم جدا» عند الاشتراك في خدمة جديدة، في حين أن 70% يفضلون البحث الشامل عن محتويات التلفزيون والفيديو.

مسألة الخبرات

إن الجودة الاجتماعية والغامرة لتكنولوجيا الواقع الافتراضي تساعد على إضافة بعد جديد وقيمٍ مميزة لتجربة المشاهدة، حيث يتوقع ارتفاع نسبة المستهلكين المتوقع استخدامهم للواقع الافتراضي بنسبة الثلث بحلول العام 2020، ومن المتوقع أن تلعب هذه التكنولوجيا دوراً حيوياً في مستقبل التلفزيون والفيديو.

ما يعني بأن ازدياد اهتمام المستهلكين باستخدام الواقع الافتراضي فإن العديد من الأمور يجب أن تتغير. حيث يعتقد 55 % من المستهلكين الذين يخططون للحصول على أجهزة الواقع الافتراضي أن تكون أسعار السماعات أكثر انخفاضاً فيما يتوقع النصف تقريبا توافر المحتوى الغامر والأكثر متعة، فيما صرحت نسبة الثلث عن اهتمامها باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في حال حصولها على حزمة الواقع الافتراضي من مزودي محتويات التلفزيون والفيديو.
كما يقدر المستهلكون حصولهم على تجربة مشاهدة عالية الجودة فضلا عن التجارب الغامرة. ويقول ما يقرب من ربع المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع بأنهم يمتلكون شاشة تلفزيون 4K UHD بينما يخطط ثلثهم لشراء مثل هذه الشاشات.