الذكاء الصناعي.. خطر يتهدد الوظائف

مؤشر الخميس ١٩/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٠٣ ص
الذكاء الصناعي.. خطر يتهدد الوظائف

مسقط -
إن الذكاء الصناعي ما زال في مراحله المبكرة، تظهر دراسة حديثة أن غالبية الشركات الأوروبية، تخشى من أن يشكّل هذا الذكاء مشكلة كبرى بالنسبة للوظائف، لاسيما مع تطور أنظمة الأتمتة والروبوتات.

اعتبر %55 من المشاركين في دراسة استقصائية حديثة أجرتها «ساس» -الشركة الرائدة في مجال التحليلات- أن التحدي الأكبر يتمثل في النطاق المتغيّر لفرص العمل البشرية. ويشمل هذا التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على الوظائف فقدان العمل وتطوير فرص عمل جديدة تتطلب مهارات جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي.

تدور الكثير من الحوارات والنقاشات بخصوص الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، أشارت معظم الشركات الأوروبية المشاركة في الدراسة إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي ما يزال في مراحله المبكرة، ويمكننا القول بأنه ما زال في مرحلة التخطيط. لكن الجانب الإيجابي أن الغالبية العظمى من المؤسسات بدأت بالحديث عن الذكاء الاصطناعي، حتى أن بعضها بدأ بتنفيذ المشاريع المناسبة. وهناك قدر كبير من التفاؤل بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي، رغم ضعف ثقة البعض باستعداد مؤسساتهم للاستفادة من تلك الإمكانات.

ولا يعدّ نقص التكنولوجيا المتاحة العامل الوحيد في إبطاء وتيرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي؛ حيث أشارت معظم الشركات المشاركة في الدراسة إلى توفر العديد من خيارات التكنولوجيا. وفي أغلب الأحيان، تتمثل التحديات في نقص مهارات علوم البيانات لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة، والعقبات المؤسسية والمجتمعية الأعمق لاعتماد الذكاء الاصطناعي.

ظهرت هذه النتائج ضمن دراسة تعهدات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات، وهي دراسة استقصائية عبر الهاتف شارك فيها مسؤولون تنفيذيون من 100 مؤسسة وشركة في مختلف أرجاء أوروبا في قطاع المصارف والتأمين والتصنيع والتجزئة والقطاع الحكومي وغيرها. وأجريت دراسة ’ساس‘ في أغسطس لقياس رد فعل رجال الأعمال تجاه إمكانات الذكاء الاصطناعي، وكيف يستخدمونه اليوم، وخططهم لاستخدامه في المستقبل، وما هي التحديات التي يواجهونها.

التحديات المجتمعية

وتمت الإشارة إلى أخلاقيات العمل باعتبارها ثاني أكبر التحديات، بحيث أثار %41 من المشاركين تساؤلات بخصوص ما إذا كان ينبغي على الروبوتات ونظم الذكاء الاصطناعي العمل ’لخير البشرية‘ بدلاً من العمل لصالح شركة مفردة، والسبل الكفيلة برعاية أولئك الذين خسروا وظائفهم بعد طرح نظم الذكاء الاصطناعي.

فريق علوم البيانات والاستعداد المؤسسي

هل استعد علماء البيانات في المؤسسات لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي الناشئة؟ اعتبر فقط 20% بأن فرقهم المتخصصة بعلوم البيانات كانت مستعدة، فيما لم يملك %19 من المشاركين أي فرق لعلوم البيانات على الإطلاق. وكان توظيف علماء البيانات لبناء المهارات التنظيمية الخطة التي اعتمدها %28 من المشاركين، فيما أشار %32 إلى أنهم قد يلجؤون إلى تعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي في فرقهم القائمة المتخصصة بالتحليل عبر التدريب والمؤتمرات وورش العمل.

وبالإضافة إلى ذلك، برزت الثقة باعتبارها التحدي الأساسي للعديد من المؤسسات. وذكر نصف المشاركين في الدراسة (%49) تقريباً مسألة التحديات الثقافية الناجمة عن انعدام الثقة بإنتاج الذكاء الاصطناعي وعلى نطاق أوسع، عدم الثقة في نتائج ما يُسمى بحلول ’الصندوق الأسود‘.

مدى استعداد المنصة

سعت الدراسة لتقييم مدى استعداد الذكاء الاصطناعي من حيث البنية الأساسية المطلوبة. ولاحظت الدراسة تبايناً واضحاً بين المشاركين ممن شعروا بأنهم يمتلكون البنية الأساسية المناسبة فيما يخص الذكاء الاصطناعي (%24)، وأولئك الذين شعروا بأنهم بحاجة لتحديث وتكييف منصتهم الحالية ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي (%24) أو لم تكن لديهم منصة محددة ذات صلة بالذكاء الاصطناعي (%29).

وبهذه المناسبة، قال نائب الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لدى ’ساس‘، أوليفر شابينبرجر: شهدنا مسيرة تقدم متميّزة لدفع الخوارزميات نحو إنجاز مهمات يمكن للإنسان القيام بها، وبدقة رائعة. ومن المدهش أن نشهد تفوّق الخوارزمية على أفضل لاعبي ’الجُو‘ في العالم. وكنا نعتقد بأن لعبة ’الجُو‘ عصية على الحوسبة البشرية؛ ولكن الآلة نجحت بذلك بالنيابة عنّا. وبمجرد أن أدرك النظام القواعد، تعلم طريقة اللعب، ولعب أفضل من أفضل اللاعبين البشر.

وبإمكاننا استخدام هذه المعرفة في بناء النظم التي تحل مشاكل الشركات، أو التي تتفوّق على النظم الثابتة المستخدمة اليوم. كما نستطيع بناء النظم التي تتعلم قوانين الشركات، ومن ثم تتعلم اللعب بحسب القوانين، ويتم تصميمها لإجراء عمليات تحسينات لاحقة. وهذا ما تعمل عليه ’ساس‘ في الوقت الراهن.