هل تؤثر ضغوط العمل في الإنتاجية؟

مؤشر الخميس ١٩/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٠٣ ص
هل تؤثر ضغوط العمل في الإنتاجية؟

د.محمد رياض حمزة

يعاني الكثير من العاملين وفي مختلف المواقع الوظيفية، وبالذات الوظائف القيادية من ضغوط خلال مزاولة عملهم اليومي.
وعادة ما تكون النتيجة شعوراً بالإرهاق والإحساس بالملل.
وإن تكررت الضغوط وصارت متلازمة للأداء اليومي للعمل فإن نتائجها مشاكل صحية عضوية ونفسية.
وبتواصل الضغوط فإن إنتاجية العمل تتأثر وتتراجع.
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى ضغوط العمل يصعب حصرها، ويمكن القول بأن مدخلات العمل كافة قد تكون مصدراً للتوتر والقلق والشعور بالإحباط وعدم الرغبة في مواصلة العمل.
ومنها طبيعة العمل ومتطلباته فقد يواجه الموظف/ العامل المستجد عدم التناسب بين رغبته وتخصصه وخبرته وبين طبيعة العمل المناط به ومتطلباته من المهارة والخبرة.
وقد تكون مطالب العمل أكبر من المهارات الشخصية للفرد وهذه الأشياء كلها تجعل الفرد في حالة من الرفض الذي قد يبوح به فتتوتر العلاقة مع مرؤوسيه أو أن يكتمه فيعتل نفسياً.
كذلك فإن عدم وضوح أسلوب أداء العمل وحرفته بسبب غياب ما يعرف بالوثائق الخاصة بوصف العمل ومتطلباته الذي لا توفره المؤسسة (المديرية أو القسم)، فقد يُعين الموظف وتوكل له وظيفة ليست من اختصاصه وليس له خبرة في أدائها ويؤدي هذا الأمر إلى الشعور بعدم سيطرته على عمله مما يزيده نفوراً من العمل وشعوراً بالضغط النفسي.
ولبيئة العمل غير المناسبة وغير السليمة حسب متطلبات شروط الصحة والسلامة المهنية سبب مباشر في تصاعد الضغوط التي تؤثر سلبيا على الأداء، فإن لم تتوفر بيئة عمل تتناسب مع طبيعة العمل ومتطلباته كالإضاءة، الحرارة، الرطوبة، الضوضاء، وترتيب المكان وغيرها من مكونات بيئة العمل فإن نقص أي من تلك المستلزمات ستؤدي إلى شعور الفرد بعدم الراحة في الأداء والنفور من العمل. كذلك فإن لعلاقات العمل سبب في تنامي الضغوط.
إذ يفترض أن تسود بيئة العمل علاقات سليمة إنسانية بين مختلف المستويات الإدارية والوظيفية، فإن حدث أن تكون هناك علاقات عمل متوترة بسبب طبيعة الأشخاص في الوظائف القيادية أو الوضع المالي للمؤسسة.
أو لأي سبب ويحدث الخلل في العلاقات فإن الموظفين جميعاً في حالة من التوتر فتتضاعف الضغوط.