المرأة تثبت قدراتها الاستثمارية

مؤشر الأربعاء ١٨/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٤:٠٤ ص
المرأة تثبت قدراتها الاستثمارية

مسقط- محمد سليمان

خلال السنوات الأخيرة استطاعات المرأة العمانية أن تسجل حضورا قويا في خريطة الاستثمار العماني عن طريق رائدات وصاحبات الأعمال، فبعضهن تركن وظيفتهن من أجل مشروعهن الخاص، وبعضهن خضن تحديات عدة ليثبتن جدارتهن في الريادة.. «الشبيبة» تروي بعض القصص الناجحة لصاحبات الأعمال وكيف تغلبن على التحديات وأن يسطرن قصصاً تُروى للأجيال المقبلة.

صاحبات أعمال تركن وظيفتهن على الرغم من أن بعضهن كان يعمل في وظائف مرموقة في قطاعات حكومية وخاصة، لكن الرغبة في الاستثمار، وفي أن يكون لهن المشروع الخاص بهن، كان الدافع لخوض غمار تحديات السوق والاقتصاد.

حضور قوي

في البداية تقول صاحبة مشاريع عبري التجارية، ورئيسة لجنة صاحبات الأعمال وعضوة مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة الظاهرة موزة بنت عامر العبرية: «بدأت بالتجارة وأنا طالبة، ومارستها سنوات عدة، وذلك مع عملي في القطاع حكومي لمدة جاوزت 10 سنوات حتى خرجت من العمل الحكومي لاستكمال طريقي في القطاع الخاص. وكان أحد أكبر التحديات عندما خسرت مبلغاً كبيراً في سوق الأوراق المالية ما هدّد مسيرتي، لكنني تغلبت على ذلك، بل كان دافعا أكبر للاستمرار وتحقيق المزيد من النجاحات والعودة بقوة حتى أصبحت أمتلك الآن محطة وقود، بالإضافة إلى مشاريع أخرى عقارية مثل الملابس والعطور.
وأضافت: هناك الكثير من النساء يعملن الآن، ولهن بصمة في الاقتصاد العماني، حتى إن بعضهن يعملن من المنزل ليسجلن حضورهن بقوة».
سارة بن خميس الكيومي صاحبة مشروع «واو كيدز»: «لم يكن طموحي منذ البداية أن أكون موظفة لدى أي جهة سواء قطاع خاص أو حكومي، وكنت دائما أتطلع أن يكون لي المشروع الخاص بي، بدأت العمل في إحدى الأسواق التجارية من أجل اكتساب خبرة قبل أن أبدأ مشروعي، وبعد 5 أعوام استقلت من وظيفي لافتتاح مشروع لصالة ألعاب بالسلطنة، استهدفت من خلال المشروع توفير فرص ترفيهية فريدة من نوعها للعوائل العمانية بدلا من الجلوس بالمطاعم، وبالفعل نجحت في استقطاب عدد كبير وبات المشروع منافسا لغيره من المشاريع التي تعمل في نفس المجال».

تحديات وصعوبات

أماني بنت خمس الغافرية صاحبة مؤسسة الأماني للمشاريع الرائدة تقول: «لدي مشروع للعبايات النسائية، بدأت طريقي في الاستثمار عن طريق صندوق الرفد، وبالفعل أنشأت المشروع بمحافظة الظاهرة في ولاية عبري. جاءت الفكرة بعد أن وجدت حاجة المجتمع إلى إنشاء كيان عماني يمكنه أن يبيع كل ما تحتاجه النساء، في البداية واجهتني صعوبات كثيرة مع الأسواق لكنني في النهاية استطعت النجاح وأن أسجل اسم شركتي بين كبرى المحلات، عبر إقبال عدد كبير من الزبائن الذين اعجبوا بما نقدمه.
أعود بالذاكرة لأتذكر كيف دخلت عالم ريادة الأعمال الواسع المليء بالصعوبات والتحديات، بينما أقف الآن على أرض صلبة لم تأت من فراغ وإنما من صبر وتطوير للذات والأعمال حتى يمكنها مواكبة السوق ومعرفة سيكولوجية الزبائن التي تختلف من شخص لآخر».

مجال مختلف

نساء كثيرات قررن أن يكن لهن مشاريع خاصة بهن مثل العطور والملابس وألعاب الأطفال، لكن رائدة البهلاني كان لها توجه مختلف، بعد أن افتتحت مشروعها في مجال عناية السيارات، وتركت كبرى الشركات الخاصة التي كانت تعمل بها موظفة براتب جيد..لكن هذا الأمر لم يمنعها من إقامة مشروع «بوينت أوتو كير» الخاص بها في جراند مول تقول لـ«الشبيبة»: «في البدايات تعجب الكثير من المشروع الذي أردت أن أقيمه لاسيما وأنه لا توجد نساء تعمل في مجال السيارات، والآن بعد 3 أعوام استطعت النجاح وسافرت العديد من الدول لجلب منتجات أكون أن الوكيل الوحيد لها بالسلطنة وبالفعل نجحت كثيرا».

ناشطات مجتمع

رئيسة جمعية المرأة العمانية بعبري تقول: «يأتي شعار يوم المرأة العمانية لهذا العــام بعنوان «المرأة والاقتصاد»، وقد خاضــت المرأة العمانية خلال السنوات الأخيرة مجالات مختلفة بفضل توجيهات حضــرة صــاحب الجلالة ونجحت أن يكون لها دورا في الاقتصـــاد وخاضت الأعمال والمشاريع التجـــارية والصناعية، والآن يمكننا القــول إنها تسير في الاتجاه الصحيح».
ومن جانبها تقول بدرية العامرية مسؤول المالية بجمعية المرأة العمانية بإزكي: «ساهمت المرأة في النهوض بالاقتصاد العماني عبر دخولها ساحات الاستثمار، وذلك ليس في محافظة مسقط فقط وإنما في جميع محافظات وولايات السلطنة، وباتت تترأس شركات كبيرة تعمل محليا وخليجيا، وهذا كله يؤكد على نجاحها في حمل الرسالة وقدرتها على العطاء وتعتبر مشاركة المرأة العمانية في المجالات الاقتصادية من الأمور المهمة وذات مساهمة فاعلة في المجتمع، حيث شهد سوق العمل العماني إسهاماً متزايداً للمرأة العمانية في النشاط الاقتصادي والقوى العاملة خلال السنوات الأخيرة، فالعمل المرتكز إلى جهود المرأة والرجل هو أساس الثروة ويتحقق به بناء الاقتصاد الحديث وإقامة المجتمع العصري الذي يعتبر الإنسان فيه أساس النماء في الحاضر والمستقبل، حيث تتمتع المرأة في مجال العمل بنفس فرص التوظيف التي يتمتع بها الرجل، فهي تتساوى معه في الأجر عن نفس العمل فضلاً عن المساواة في جميع المزايا الوظيفية وأيام الإجازات ويشمل هذا الوضع جميع الوظائف بما فيها الوظائف العليا ليؤكد كل ذلك على الفرص المتاحة لها للنجاح في السلطنة».