خلال محاضرة ألقاها في جامعة السلطان قابوس المفتي: الاستبصار بالقرآن الكريم علاج لـ «الإلحاد»

بلادنا الأربعاء ١٨/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:١٧ ص
خلال محاضرة ألقاها في جامعة السلطان قابوس

المفتي: الاستبصار بالقرآن الكريم علاج لـ «الإلحاد»

مسقط -
أجابت محاضرة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة على ثلاثة أسئلة رئيسية مهمة وجاءت بعنوان «الشباب بين براهين الدين وشبهات الإلحاد»، حيث استضافت جامعة السلطان قابوس ممثلة بجماعة الثقافة الإسلامية سماحة الشيخ الخليلي لإلقاء هذه المحاضرة مساء الاثنين الفائت، وذلك بالقاعة الكبرى لمركز الجامعة الثقافي.

ماهية الإلحاد

السؤال الأول ارتبط بماهية الإلحاد وعرّفه سماحة الشيخ بالميل والانحراف عن قصد السبيل وذكر أن الإلحاد يكون في المعتقدات والأفكار والأعمال والأخلاق، ثم عدد سماحته مواضع الإلحاد في القرآن الكريم، وهي في 3 مواضع أولها في الأسماء الحسنى يقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وثانيها الإلحاد في آيات الله {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} فيعرضون عنها ويغطون على هداها ويصرفون العقول عنها، وأخيرًا الإلحاد الدال على العمل {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} فهنا انتهاك لحرمة البيت كالقتل والشرك.

سبب انتشار الإلحاد

طرح المحاور سؤالا ثانيا، وهو توضيح سبب انتشار الإلحاد في الغرب والعالم الإسلامي وأجاب الشيخ الخليلي أن هذا الأمر بسبب المفاهيم التي لا تتفق مع العقل والعلم . وأضاف سماحة الشيخ أن أسباب الإلحاد في العالم الإسلامي، أولها المكابرة وحب الظهور والاعتداد بالغرب وهذا هو مركب النقص، فالعالم الإسلامي انبهر وقلّد الغرب فبهذا سيصل إلى ما وصل إليه الغرب، وثانيا هو البعد عن ثقافة القرآن وتأمله وتدبره فسمح هذا البعد بدخول معتقدات انحرفت بالأمة وطوحت بها إلى الضلال ومنها معتقد يوضح تشبيه الخالق بالخلق فيقولون إن الإنسان هو صورة الله، وتشبيه الخلق بالله، فالإنسان لديه القدرة للحفظ والتدبير وتنفيس الكربات والفرح، وهذا باطل. وأكد سماحته بطلان ذلك بقوله تعالى عندما يُخاطب النبي محمد ﷺ: {قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، فالنبي مُحمد ما خرج عن حدود البشرية ولا دخل في خصائص الألوهية. ويؤكد سماحته أنه لا يُلحد إلا المريض في النفس فقد عميت البصائر فلم تُفد الأبصار.

علاج الإلحاد

وأخيرًا ختم المُحاور الجلسة بطرق علاج مشكلة الإلحاد، حيث أكد سماحة الشيخ ضرورة الاستبصار بالقرآن بحيث يجمع ما بين نصوص القرآن والعلم.

وكعادة سماحته في تأكيد أقواله بحقائق علمية فقد ذكر أن عالم رياضيات اختبر مادة الذرّة، ليبين تكوّنها بذاتها وهي أبسط موجود في الكون، ولكنه تبيّن أنها تحتاج 3 عناصر لتتكون، فكيف بهذا الكون الواسع جدًا. كما أكد على أهمية نور القرآن لاكتشاف الكون لضبط النفس من أمراض القلوب. واختتم المحاضرة بمقولة: «عرفكَ المؤمن ولم يرك، وأنكركَ الجاحد ووجوده شاهدٌ على وجودك، كيف تَخفى والشّمسُ بعضُ آياتك؟ أم كيف تُدرك والروحُ بعضُ أسرارك؟».