الربط الخليجي يعزّز«الأمن الكهربائي»

مؤشر الثلاثاء ١٧/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٣٢ ص
الربط الخليجي يعزّز«الأمن الكهربائي»

كتب- محمد سليمان

أكد الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لنقل الكهرباء المهندس علي بن سعيد الهدابي لـ«الشبيبة» أهمية شبكة ربط موحدة بين دول مجلس التعاون لدورها في تعزيز القدرات في حالة الطوارئ وعند خروج أي محطات لإنتاج الكهرباء. وتعتبر خطوة تأمين للطاقة في حالات الطوارئ خطوة أساسية في تعزيز الأمن الكهربائي.

جاء تصريح الهدابي خلال انطلاق أعمال مؤتمر النسخة الثالثة عشرة من «مؤتمر كهرباء الخليج»، والمعرض الثاني والعشرين للمعدات الكهربائية، أمس، الذي نظمته اللجنة الإقليمية لنظم الطاقة الكهربائية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية «سيجري الخليج»، والتي من المقرر أن تستمر فعالياته على مدار أربع أيام متتالية حتى 18 أكتوبر الجاري برعاية معالي محمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية. يناقش المؤتمر خلال فعالياته هذا العام استخدام التقنيات الحديثة والربط الكهربائي الإقليمي، وإنشاء أسواق للطاقة الكهربائية، والشبكات الذكية، والطاقة المتجددة التي تسهم في رفع موثوقية وكفاءة أداء المنظومة الكهربائية، كما سيسلط الضوء على ترشيد الاستهلاك في الطاقة الكهربائية بدول مجلس التعاون الخليجي.

أرقام ونتائج

وقال لـ «الشبيبة» في تصريح على هامش المعرض: «تتواصل الإنجازات في قطاع الكهرباء بما انعكس على حجم الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، حيث تواصل النمو على مستوى إنتاج الكهرباء، وعلى مستوى نقلها، وكذلك على مستوى توزيعها.. ففي الوقت الجاري يتم إنشاء محطتين لتوليد الكهرباء بسعة ثلاثة آلاف ومائة ميجاوات، وهما «محطة عبري» والتي نتوقع افتتاحها الصيف القادم، أما «محطة صحار الثالثة» فستكون بعد افتتاح محطة عبري بعام وفقا للتوقعات المبدئية».

أما في شبكات النقل، فأوضح أن الشركة العمانية لنقل الكهرباء تواصل أعمالها في توسعة الشبكات، وقد بدأنا بإنشاء خطوط نقل 400 كيلو/‏ فولت مرتبطة بمحطة إنتاج الطاقة في عبري، ومحطة إنتاج الطاقة في صحار.

وفي عبري يتم إنشاء محطات محولات 400 كيلو/‏ فولت، وعمل خط ربط 260 كلم من جهد 400 كيلو/‏ فولت من محطة إنتاج الكهرباء بعبري إلى محطة المحولات في إزكي.
وأضاف: «بلغت قيمة الاستثمارات لشركة النقل العمانية المرتبطة بمحطة إنتاج الطاقة في عبري ما يقارب 60 مليون ريال عماني، أما في شمال الباطنة يتم إنشاء عدد ثلاث محطات بجهد 400 كيلو/‏فولت وعدد من الخطوط جهد 400 كيلو/‏ فولت مرتبطة بمحطة إنتاج الطاقة «صحار الثالثة»، وتقدر الاستثمارات في شمال الباطنة ما يقارب 150 مليون ريال عماني»، أي ما مجموعه 210 ملايين ريال عماني.

وعن شبكة نقل الكهرباء الخليجية قال الرئيس التنفيذي: «يوجد شبكة ربط موحدة بين دول مجلس التعاون تحت مظلة هيئة الربط الخليجي، والسلطنة عضوة في هيئة الربط، ويستفاد من شبكة الربط الخليجي في تعزيز القدرات في حالة الطوارئ وعند خروج أي محطات لإنتاج الكهرباء هذه الشبكات تدعم الطاقة الكهربائية في دول الخليج لحالات الطوارئ وبدأنا في الاستفادة منها خاصة في خروج محطات غير متوقعة تكون داعمة لاستقرارية الشبكة.
وقد صرح الرئيس التنفيذي خلال المؤتمر أنه سيشمل معرضا لمعدات شبكات النقل الكهربائية بمشاركة كبرى الشركات الرائدة والعالمية، حيث يحتوي على أكثر من 30 شركة راعية وعارضة تقدم تقنيات ومعدات حديثه في مجالات المنظومة الكهربائية. وأشار الهدابي إلى الأهمية الكبيرة التي تكتسبها المعرض من قبل المصنعين والعارضين العالميين والمحلين، إذ يتيح للزوار الاطلاع على أحدث التقنيات من المصنعين لقطاع الكهرباء بهدف معاينة المعدات والأجهزة الحديثة عن كثب، والتي توصل إليها العلم لتواكب الطفرة المعلوماتية الخاصة، وأيضا فرصة للالتقاء بكبرى الشركات المصنعة الرائدة في العالم إضافة إلى دعم عملية توطين الصناعات الكهربائية بإتاحة الفرصة لعدد من الشركات المحلية والشركات الخليجية لعرض منتجاتهم وخبراتهم.
وحول الأوراق المقدمة أوضح أن سيتم تقديم ما يزيد على 60 ورقة علمية تناقش دراسات وبحوث من هيئات وشركات الكهرباء الخليجية والعربية والعالمية وشركات مصنعة ومشغلة لشبكات ومحطات الكهرباء، بالإضافة إلى جهات أخرى من داخل وخارج المنطقة سيتم تمكينهم من عرض تجاربهم تتضمن أحدث الخدمات والتقنيات والحلول، مع أفض الممارسات المتعلقة بالطاقة الكهربائية.

ثقافة الاستهلاك

ومن جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة سيجري الخليج سعادة المهندس كمال عبدالصمد الشهابي أن المؤتمر سيتطرق أيضا لبحث تعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك والحد من الطاقة المهدرة، وسوف يكون هناك ما يزيد على 90 ورقة بحثية ستناقش سبل تطوير قطاع الطاقة الكهربائية بالسلطنة ودول الخليج.
وقال في تصريح خاص لـ»الشبيبة» قال إنه سيتطرق أيضا خلال أيام المؤتمر عبر الأوراق البحثية إلى شبكة الربط الكهربائي، مشيرا إلى أن قطاع الكهرباء يشهد نموا متزايدا.

أهداف متعددة

وقال الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية خليفة بن سعيد العبري إن المؤتمر يمثل لقاء مهما لبحث تطور قطاع الكهرباء في دول الخليج العربي، كما يسعى إلى تحقيق عديد الأهداف من خلال جلساته والأوراق العلمية التي ستطرح منها وضع الأسس العلمية الكفيلة بترشيد استهلاك الكهرباء للحفاظ على الموارد، ورفع معدلات كفاءة النظم الكهربائية وتخفيض تكاليف إنتاج الطاقة، بجانب الاهتمام بالبحوث العلمية وتوجيهها لتحسين الخدمة ورفع كفاءة الأداء والتشغيل والمحافظة على البيئة، متمنين أن تسهم مناقشاته وتوصياته المستخلصة في إطلاق مبادرات تُعِين المسؤولين عن الطاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مسيرة توطين التقنية ورفع كفاءة نظم الطاقة الكهربائية بهذه الدول.