«مصنع الأبراج» بسواعد عُمانية

مسقط - يوسف بن محمد البلوشي

في استثمار جديد في رحلة تنويع الاقتصاد الوطني، وفي خطوة تقلّص أكلاف الاستيراد والتركيب، أعلنت رون عمان عن تأسيس أول مصنع متخصص في تصنيع وبناء وتطوير أبراج الاتصالات والمنتجات ذات الصلة بها في السلطنة بتكلفة تتخطى 10 ملايين ريال عماني.

وأكد المدير التنفيذي للشركة م. طلال بن سيف الصبحي يف تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن المشروع سيعمل على تمكين القيمة المحلية المُضافة للمصنع، وذلك بتوظيف الشباب العُماني والكفاءات العُمانية، واستخدام المواد الخام والخدمات المتوفرة في السوق المحلية.
وأضاف الصبحي أن المصنع وكإسهام منه في توطين المعرفة بالسلطنة سيعمل على إنشاء برج متكامل بجميع أدواته والتقنيات المستخدمة للخدمات التدريبية ولتأهيل الشباب العُماني للعمل في تقنيات أبراج الاتصالات محليا وعالميا.
واعتبر صحبي أن الاتصالات «تعد أحد الجوانب المهمة في الأمن القومي لأي دولة، يعد نجاحنا في تصنيع هذه الأبراج محليا في السلطنة قصة نجاح كبيرة. كما أن هذا المشروع مثال جيد لما نطمح في أن نراه يتحقق على أرض عُمان».
من جانبه أوضح السفير الأمريكي المعتمد لدى السلطنة أن هذا المشروع يعد جزءا من الشراكة بين السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية خصوصا بعد توقيع البلدين اتفاقية التجارة الحرة والاتفاقية الأخيرة في مجال العلوم والتكنولوجيا.
وأضاف السفير الأمريكي أن هناك مباحثات دائمة لتنمية التعاون بين البلدين وهناك مجالات كبيرة يمكن أن تستفيد منها السلطنة من السوق الأمريكية وفي القطاعات المختلفة.
أعلنت رون عمان المرحلة الأولى من المشروع، الذي يعد الأول من نوعه في السلطنة، ستنتج 28 برجاً، على أن تتضاعف القدرة الإنتاجية في المرحلة الثانية بناء على مستويات الطلب في الأسواق، وذلك بحلول منتصف العام القادم. ويقوم المصنع على مساحة 39000 متر مربع تشمل مساحة تخزينية قدرها 10 آلاف متر مربع ويخدم جميع الأسواق المحلية، بالإضافة إلى الأسواق الخارجية مستفيدا من قربه من ميناء صحار، حيث يبعد عن الميناء قرابة خمس كيلومترات.
وقال روبرت ماكمكان رئيس مجلس الإدارة الشركة: «يسعدنا أن نعلن أنه ولأول مرة في سلطنة عمان، سيكون هناك مصنع متخصص في صناعة الأبراج بالكامل سيخدم منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الشرق الأقصى أيضا. وتتعدد القطاعات الاقتصادية المستهدفة لتشمل مجال الاتصالات وبث الراديو والتلفزيون والأغراض الأمنية، بالإضافة إلى الشركات الأخرى التي تحتاج إلى مثل هذه البنية الأساسية في عملها».
كما يشمل المصنع برنامجا تدريبيا لمجهزي الأبراج معتمدا من الجهات المختصة في الولايات المتحدة الأمريكية وسيتم الاستفادة منه في تأهيل وتدريب الكوادر العمانية وفق أعلى المعايير العالمية المعتمدة في المجال.
وذكر ستيفن يو المدير الهندسي للمصنع «نولي لجانب التعمين عبر تأهيل الكوادر العمانية اهتماما كبيرا، ومن هذا المنطلق قمنا بعمل نموذج لأحد الأبراج داخل المصنع، بحيث يكتسب المتدربين الخبرات العملية لصقل المعرفة النظرية لديهم. ولدينا برامج مستقبلية لتمكين المزيد من الشباب العماني من مختلف القطاعات من التدرب عبر برامج مركزة متخصصة في تركيب وصيانة الأبراج».