«بلدية مسقط» تواصل برامج مكافحة الآفات

بلادنا الثلاثاء ١٧/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٢:٥٥ ص
«بلدية مسقط» تواصل برامج مكافحة الآفات

مسقط -

تمثل مكافحة الآفات تحدياً بيئياً؛ بالنظر إلى تباين طبيعة الرقعة الجغرافية لمحافظة مسقط ما بين سهول وجبال وأودية وشواطئ، الأمر الذي يفرض أهمية وضع إستراتيجية مناسبة لتقديم الممارسات الصحية المثلى في طريقة المكافحة، وبما يواكب التطور العمراني والسياحي والصناعي السريع للمحافظة.

وقد أولت بلدية مسقط ممثلة في المديرية العامة للشؤون الصحية وبالتعاون مع أقسام مكافحة الآفات بالمديريات كافة اهتمامها بتقديم الجهود كافة للحفاظ على صحة المجتمع والبيئة المحيطة، وتطوير خطط عمل أقسام المكافحة بالمديريات من خلال تأهيل ودعم الكادر المؤهل علمياً، وتعمل أقسام المكافحة بشكل عام على تقديم أدوار متعددة، والمضي وفق الإجراءات المتبعة لتنفيذ برامج المكافحة المتكاملة للآفات (integrated Pest Management) والتي تُدمج فيها طرق متنوعة للمكافحة (طبيعية - بيولوجية - ميكانيكية - توعوية - كيميائية). ويعد انتشار الحــــــشرات والقوارض خطراً يهدد المحيط العام لبيئة الإنسان، من هنا تأتي أهمية وضــــع برامج المكافحة المبنية على نهج آمن بيئياً مع التقليل من المبيدات الكيميائية والاعتماد على المبيدات الطبيعية البديلة حفاظاً على التوازن البيئي.

جهود مشتركة

وحول جهود البلدية، أوضح مساعد مدير الشؤون الصحية المشرف على قسم مكافحة الآفات بالمديرية العامة للشؤون الصحية جمعة بن سيف العامري أن المديرية تقوم بعمل برامج لمكافحة الحشرات والآفات الناقلة للأمراض بالتنسيق مع باقي أقسام المكافحة بالمديريات التابعة لبلدية مسقط، بالإضافة إلى وضع برنامج عمل تم تصميمه وفق منهج علمي يراعي طبيعة المناطق وخصوصيتها ومواسم توالد الآفات، آخذاً في الاعتبار التوجهات البيئية من أجل التنمية المستدامة وفقاً لما ورد بالأمر المحلي رقم (1 /2006) في مادته رقم (45) والتي حددت الآفات التي تقوم البلدية بمكافحتها، وتشمل: (البعوض والذباب والقوارض والزواحف). بالإضافة إلى بعض الآفات التي جرى تضمينها في برامج العمل لخطورتها الشديدة وصعوبة التعامل معها (الثعابين وبق الفراش).

أساليب المكافحة

وحول أساليب مكافحة الآفات أوضح رئيس قسم مكافحة الآفات بالمديرية العامة بالسيب إسماعيل بن مسعود الراشدي أن هناك عدداً من الطرق التي يُمكن أن تمارس للتعامل الصحيح مع انتشار الحشرات والقوارض، فعلى سبيل المثال يمكن مكافحة انتشار البعوض بحصر البرك والمستنقعات، أو التعامل معها بالطرق الطبيعية كعمل قنوات لتصريفها واستخدام زيت السيلكون لمنع اليرقات من التنفس، ومن ثم استخدام المبيدات كخيار أخير للمكافحة.
وعن أهمية التركيز على الجانب التوعوي أشار إسماعيل الراشدي إلى أن المديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب ممثلة في قسم مكافحة الآفات قد قامت بعمل حملات ميدانية وتوعوية خلال الفترة من شهر يناير إلى شهر مايو 2017، تمثلت في حملة توعوية وميدانية بمسمى «بيئتنا مسؤوليتنا» من تاريخ 1 إلى 20 مايو الفائت، وقد استهدفت الحملة فئات متعددة من المجتمع وذلك لتعزيز مفهوم المسؤولية والشراكة المجتمعية من أجل بيئة صحية ونظيفة.

التخلص الآمن من الآفات

وحول الإمكانيات اللازمة للتخلص الآمن من الحشرات ومكافحتها أشار إسماعيل الراشدي إلى أن أعمال قسم مكافحة الآفات بالمديريات كافة تخضع للمقاييس الصحية والمهنية المعتمدة عالمياً، لاسيما في أعمال المكافحة الكيميائية واختيار المبيدات التي تجري وفقاً لمواصفات منظمة الصحة العالمية من خلال عدة معايير منها نوعية الآفــــــة المستهدفة، وأن يكون المـــــبيد ذا جرعــــــة قاتلة مرتفعة على الآفة (LD50)، وذا تأثير طفيف على البيئة والإنسان.

مخاطر انتشار الآفات

من جانبه أوضح مفتش الصحة في المديرية العامة لبلدية مسقط بالسيب حمد بن عبد الله المخيني أن هناك عدداً من المخاطر المترتبة على إهمال برامج مكافحة الآفات، والتي تؤدي إلى انتشار الحشرات والقوارض بمستويات قد ترفع احتمالية انتشار الأمراض، مثل مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة ومخاطر بيئية لها تأثير سلبي على التوازن البيئي نتيجة انتشار الآفات بأعداد كبيرة والتأثير على عناصر البيئة المحيطة ما يتسبب في خسائر اقتصادية مثل تلف الأغذية والمنتجات المخزنة في المخازن بفعل القوارض، وزيادة تكاليف علاج الأمراض والأوبئة، وتضرر الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى مخاطر غذائية تكمن في تلوث الغذاء من خلال نقل الملوثات.

أسلوب الوقاية

وأضاف المخيني أن أساليب الوقاية والمكافحة التي تتبعها أقسام المكافحة ببلدية مسقط بالسيب وغيرها من المديريات متنوعة، فهي تركز على رصد الآفة عن طريق البلاغات والمسح الميداني لآثار القوارض ومتابعة المحطات الثابتة والمصائد اللاصقة، وكذلك التنسيق بصورة مستمرة مع أقسام النظافة العامة في إزالة أي مسببات لتكون بؤر لتوالد هذه الآفة، مع تطبيق عمليات المكافحة في الصباح الباكر.
وكذلك إقامة حملات مكثفة على المناطق المتأثرة بها بناءً على عدد البلاغات الواردة، وبالتالي تنفيذ حملات بالمناطق الصناعية والأسواق والشواطئ والمناطق التجارية وحملات خاصة لتنظيف المقابر والبيوت المهجورة، ومتابعة المنازل قيد الإنشاء بشكل دوري لوضع آلية لمكافحة القوارض في شبكات الصرف الصحي بالتعاون مع شركة «حيا للمياه».

سلوكيات مؤثرة

وحول بعض السلوكيات التي تؤدي إلى انتشار الحشرات والقوارض، أشار المواطن سلطان بن خميس الشبيبي إلى أن هناك عدداً من الممارسات التي تؤثر في انتشار الآفات من بينها: تربية الأغنام والمواشي داخل المنازل السكنية (الحظائر داخل المنازل السكنية)، وتخزين مواد زائدة عن الحاجة في فناء المنزل بصورة غير مرتبة وغير صحية، بالإضافة إلى ريّ المزروعات بمياه الصرف الصحي غير المعالجة وتسرب مياه المجاري في السكنات والطرق فضلاً عن أساليب سكنات العمال في المنازل قيد التشييد التي تفتقد للنظافة الشخصية والسلامة البيئية مع قلة وعي المقاولين بالمخاطر الصحية والعقوبات القانونية المتعلقة بمشاريعهم الإنشائية، ورمي المخلفات الزراعية والأحراش والقمامة خارج الأماكن المخصصة لها بالحاويات، لذا وجب علينا أن نتعاون مع جهود البلدية في مكافحة هذه الآفات الضارة.

دور الشركة المجتمعية

وأشار رئيس قسم البرامج التوعوية بإدارة الإعلام والتوعية ببلدية مسقط فهد بن عبدالله العزري إلى أن بلدية مسقط تقوم وبالتعاون مع (قسم مكافحة الآفات) بدوائر الشؤون الصحية بالمديريات العامة لبلدية مسقط بالولايات -ضمن برامجها التوعوية- بتنفيذ العديد من الحملات التوعوية والإرشادية الخاصة بأهمية مكافحة الآفات وأثرها على صحة الإنسان التحديات والمعوقات، ومن أبرز التحديات التي تواجهها جهود بلدية مسقط في مجال مكافحة الآفات عدم التزام أصحاب الورش الصناعية بتطبيق نظام الصحة والسلامة المهنية، وكذلك المنازل القديمة والمهجورة التي أصبحت تشكل بؤراً لإيواء القوارض والحشرات، فضلاً عن المنازل المغلقة أو تلك الفئات الرافضة لأعمال المكافحة والتي تعد أحد أسباب عدم اكتمال خطط المكافحة.