مسقط –
نظَّمت وزارة الصحة ممثلة بقسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية صباح أمس الأحد حلقة عمل حول استراتيجيات التعامل مع أطفال طيف التوحد لأولياء الأمور، وتستمر على مدار يومين، برعاية وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط سعادة د.علي بن طالب الهنائي، في فندق مجان إنتركونتننتال - مسقط.
استهل المدير العام للرعاية الصحية الأولية د.سعيد بن حارب اللمكي الحلقة بكلمة جاء فيها: «كلنا نعلم أن «طيف التوحد» ليس مرضاً، وإنما هو اضطراب نمائي عصبي يُصاب به الطفل قبل سن الثالثة من العمر، وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن معدل الإصابة بالسلطنة يقدر بحوالي 1 إلى 68 طفلاً، وبلغ عدد الحالات التي جرى تشخيصها في كل من مستشفى المسرة 600 حالة، ومستشفى جامعة السلطان قابوس (800 - 1000) حالة».
وأضاف: «دور وزارة الصحة يكمن في دمج الخدمة ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية والاكتشاف المبكر للحالات، وحققت الوزارة ضمن الخطط الخمسية التاسعة برنامجاً متكاملاً للتعامل مع الحالات المكتشفة، وجرى تدريب العاملين الصحيين على برامج عدة تساعدهم في التشخيص وقياس ملاحظة تشخيص التوحد». كما قدمت رئيسة قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية د.أميرة الرعيدان عرضاً تعريفياً بالخدمات التشخيصية المقدمة للأطفال المصابين باضطراب «طيف التوحد».
وأكدت أن اللقاحات لا يمكن أن تسبب اضطراب «طيف التوحد»، ولكنها تقي أطفالنا من الكثير من الأمراض الخطيرة والمهددة للحياة.
وأضافت: «رغم أنه لا يوجد حتى يومنا هذا أي علاج للتوحد، إلا أن التدخل العلاجي السلوكي المبكر والمكثف يعطي نتائج إيجابية، لأنه يرسِّخ محتوى التدريبات والمهارات في ذهن الطفل بشكل مبكِّر».
بعدها قدم المدير التنفيذي للمركز الوطني للتوحد بمعهد ماي د.رالف سبيري، ورقة عمل قال فيها: «للمعهد خبرة لأكثر من نصف قرن في تشخيص وعلاج وتثقيف الأشخاص المصابين بالتوحد، وبإعاقات إنمائية وإصابات دماغية، ويعد معهد ماي أحد المراكز النشطة في مجال البحوث والتدريب، وهو يقدم خدمات استشارية لطلاب المدارس الذين يعانون من صعوبات في التعلم ومشاكل الانضباط».
ويظهر التوحد خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويستمر مدى الحياة، ويصيب الذكور أكثر من الإناث بمعدل 4 إلى 1، كما يصيب الأسر من جميع الطبقات الاجتماعية ومن جميع الأجناس والأعراق، كما توجد عوامل جينية أو وراثية يمكن أن تسهم في حدوث هذا الاضطراب، ولا يوجد سبب معروف في هذا الوقت، والتعامل مع أطفال «طيف التوحد» مهمة تحتاج لكثير من الدقة في معظم الأحيان.