القطاع الخاص وتوفير العمل

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١١/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٤:٠٩ ص
القطاع الخاص وتوفير العمل

فريد أحمد حسن

قرار مجلس الوزراء العماني عن توفير 25 ألف وظيفة للمواطنين الباحثين عن عمل لم يتحدث فقط عن العمل على توفير هذا الكم من الوظائف، ولكنه اهتم أيضا بالإشادة بتفهم المواطنين جميعاً وخصوصاً أصحاب الشركات والمؤسسات للتحديات الاقتصادية الراهنة في المنطقة، وكذلك ببيان إيلاء السلطنة موضوع التعمين الأولوية القصوى في المشروعات والبرامج.
"رعاية الشباب العُماني وتنمية قدراتهم والاستفادة من طاقاتهم للإسهام بفاعلية في مسيرة التنمية الشاملة التي تعيشها البلاد في هذا العهد الزاهر" عنوان ارتبط بعطاء صاحب الجلالة السلطان المعظم حيث صاغه كهدف منذ اللحظات الأولى لتولي جلالته مقاليد الحكم في السلطنة، وترجمه إلى واقع وظل مهتماً به في كل حين ومتابعا له بحرص وعناية، لهذا لم يكن مستغربا أبدا صدور هذا القرار وتأكيد مجلس الوزراء على أنه "ترجمة للحرص المتواصل الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لرعاية الشباب العُماني"، والعمانيون يعرفون دونما شك بأن قراراً يحقق رؤية صاحب الجلالة لا بد أن مجلس الوزراء قام بوضع الخطط والبرامج المعينة على تحقيق المطلوب، وعكف على إيجاد الظروف المناسبة لإنجاحه، وأخذ ما يحتاجه من وقت لضمان التنفيذ بدقة ونجاح.
ما ينبغي الإشارة إليه هو أن قرار توفير الـ25 ألف فرصة عمل للمواطنين ليس كل الموضوع وإنما هو "مرحلة أولى"، أي أنه ستعقبها مراحل تستفيد منها أعداد أخرى من الباحثين عن عمل كما أشار البيان، وما ينبغي الإشارة إليه أيضا هو أن القرار حرص على تنبيه القطاع الخاص إلى أهميته وأهمية مشاركته في تحمل المسؤولية، ذلك أن توفير الوظائف للمواطنين العمانيين ليس مسؤولية الحكومة فقط، ولا بد للقطاع الخاص من أن يكون له دور ملموس في هذا الخصوص، لذلك تضمن القرار عبارة "وإن مجلس الوزراء إذ يشيد بتفهم جميع المواطنين للتحديات الراهنة ليدعو جميع المؤسسات الخاصة إلى المبادرة وتحمل مسؤولياتها الوطنية في مجال التشغيل وتوفير بيئة العمل الجاذبة للعمانيين"، وكذلك عبارة: "كما يدعو المجلس تلك المؤسسات إلى إيلاء التعمين والإحلال الأولوية القصوى في برامجها ومشاريعها".
شهران يفصلان بين القرار وبدء تطبيقه، فترة كافية لكل المؤسسات المعنية في القطاعين العام والخاص لترتيب أمورها والتشارك في توظيف هذا العدد من الشباب الباحثين عن عمل والذي سيكون له التأثير الإيجابي المطلوب،
لعله من حسن الطالع أن يأتي قرار مجلس الوزراء لإيجاد وظائف لهذا العدد الكبير من المواطنين مباشرة بعد رؤية العمانيين لقائدهم "حفظه الله ورعاه" وهو يستقبل وزير خارجية إيران والوفد المرافق له وهو في صحة جيدة، الأمر الذي وفر إحساساً بأن مشكلة الباحثين عن عمل لن يتأخر حلها وأن قيادة هذا البلد تتابع هذا الموضوع وتعمل على توفير أسباب الفرح للعمانيين جميعاً. لهذا امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدات العمانيين الذين عبروا عن فرحتهم باطمئنانهم على صحة قائدهم وفرحتهم برؤية جلالته فكتبوا الكثير تحت عنوان "شكرا أبي قابوس"، وعبروا عن فرحتهم بقرب بدء إيجاد آلية التشغيل للباحثين عن عمل فكتبوا ما يؤكدون به أنه "مهما كتبنا من كلمات الشكر لأب معطاء فهي لن توفي حقه ولو بالقليل بقدر ما أسعد قلوبنا بالخبر.. اللهم أسعده كما أسعدنا".

• كاتب بحريني