الشيبانية: المعلم محرك أساسي للمنظومة التعليمية

بلادنا الخميس ٢٥/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٥٠ ص
الشيبانية:  المعلم محرك أساسي للمنظومة التعليمية

مسقط -
تحتفل السلطنة اليوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر فبراير بيوم المعلم العماني، الذي يأتي تأكيدا على الدور الفاعل الذي يقوم به المعلم في العملية التعليمية باعتباره المحرك الأساسي في هذه المنظومة، والقادر على إحداث التغيير الإيجابي الذي ينسجم مع الخطط التنموية للسلطنة.

وبهذه المناسبة وجهت وزيرة التربية والتعليم معالي د. مديحة بنت أحمد الشيبانية كلمة إلى الهيئة التدريسية والإدارية والعاملين في الحقل التربوي قالت فيها: يسرنِي في هذا اليوم وبمناسبة يوم المعلم أن أتقدم بالتهنئة الخالصة لجميع المعلمين والمعلمات في مدارس السلطنة بكافة مراحلها وحلقاتها المنتشرة على أرض هذا الوطن الغالي، مثمنة جهودكم المخلصة في أداء رسالتكم التربوية، وتفانيكم في تحمل مسؤولية تعليم أبنائنا الطلبة والطالبات، وإعدادهم الإعداد الأمثل للمشاركة الفاعلة في بناء «عمان» ورفعتها، فكل عام وأنتم جميعا بخير، وبلدنا ينعم بالأمن والأمان والتقدم والرخاء.
وأضافت: إن الدول تعتمد في النهوض باقتصادها وتنمية مجتمعاتها وبناء عقولها البشرية على التعليم الجيد، ويعد المعلم العنصر الأهم والمحرك الأساسي في المنظومة التعليمية، وإدارة التغيير وهندسته نحو الأفضل بما يحقق طموحات الدول وأهدافها المستقبلية. وإننا في السلطنة نعوّل عليكم أيها المعلمون والمعلمات في إحداث التغيير الإيجابي الذي ينسجم مع خطط السلطنة التنموية، من خلال تنمية مهارات الطلبة والطالبات وصقل مواهبهم، وتدريبهم على التفكير العلمي المنظم والتعلم مدى الحياة، وإنتاج المعرفة، وإذكاء روح التنافس فيما بينهم، جنبا إلى جنب مع تربيتهم تربية وطنية واجتماعية ونفسية وأخلاقية، بما يضمن إعداد المواطن الصالح الذي يسهم في بناء الوطن ونهضته.
واستطردت معاليها قائلة: هنيئا لكل معلم ترك بصمة في حياة طلابه، واستطاع أن يأخذ بأيديهم إلى غد مشرق ومستقبل أفضل، ويخلق لديهم الطموح وشغف التفوق والابتكار والإبداع، وهنيئا لكل معلم غرس في نفوس طلابه قيم المواطنة والتسامح وخدمة المجتمع، ووجههم إلى مسار إيجابي في خضم تحديات العولمة، ومخاطر التيارات الفكرية البعيدة عن ثوابت هذا المجتمع وعاداته، فنحن على ثقة تامة أنكم أهل لهذه الأمانة، والأقدر على الوفاء بها.
وتطرقت معاليها إلى برامج الإنماء المهني التي تقدم للمعلم، قائلة: تولي الوزارة اهتماما خاصا بكم في خططها وبرامجها التطويرية لا سيما ما يتعلق منها بالإنماء المهني الذي مرّ بمراحل متعددة وفق احتياجات كل مرحلة، وقد توّج هذا الاهتمام بالمباركة السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بإنشاء المركز التخصصيّ للتدريب المهني للمعلمين الذي يعد نقلة نوعية في مجال الإنماء المهني من خلال ما يقدمه من برامج متخصصة، ستسهم بعون الله في تجويد عمليتي التعليم والتعلم.

حجر الزاوية

وللتعرف أكثر على البرامج التدريبية والإنمائية التي تقدم للمعلم في الحقل التربوي قال المدير العام للمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بالوزارة د.بدر بن حمود الخروصي: المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، فهو القلب النابض في العمل التربوي والمحرك الأساسي لكافة جوانب العملية التعليمية، وهو مربي الأجيال الذين هم عماد الوطن وثروته، فانطلاقا من عظم المهمة والدور الكبير الملقى على عاتق المعلم في سبيل تحقيق متطلبات، وأهداف العملية التربوية، فإن الوزارة لم تأل جهدا في عملية الاهتمام به، والارتقاء به مهنيا، ووظيفيا إلى أعلى المراتب والمستويات، ومن أجل ذلك وضعت عددا من البرامج وخطط للإنماء تهدف إلى رفع كفاءة الأداء تربويا وإداريا وفنيا لموظفيها، بما يحقق أهدافها، وقد أعطت الوزارة المعلمين الأولوية في هذه البرامج بما ينعكس إيجابا على المستوى التحصيلي للطلبة.. وغيرها من الأهداف التي تصب في معين الارتقاء وتجويد العمل التربوي بشكل عام.
وتابع الخروصي قوله: تقوم الوزارة سنويا بإعداد خطة للإنماء المهني لجميع فئات العاملين بها، وذلك بناء على عدة أسس ومرتكزات علمية، فبالنسبة للمعلمين: فإنه يتم توظيف عدة أساليب لقياس وتحديد الاحتياجات الخاصة بهم، وذلك من خلال عدة أساليب منها: تحليل تقارير الكفاءة بناء على معايير متفق عليها، وتحليل نتائج الطلبة (بحسب النتائج في البوابة التعليمية)، والتغذية الراجعة من الزيارات الإشرافية والاجتماعات الدورية للعاملين في المادة، والتغذية الراجعة من تقارير نهاية العام الدراسي للمحافظات التعليمية، والتغذية الراجعة الشهرية من المشرفين الأوائل في جميع المحافظات، والاستعانة بتقارير الأداء الفني للمعلمين وتحليل نتائج مستوى أداء المعلمين، وتحليل نتائج مستوى أداء المعلمين، والذي يتم قياسه من خلال الكادر الإشرافي الذي يعنى بهذا الجانب.
وحول البرامج التدريبية التي تقدم للمعلمين أوضح الخروصي: بلغ عدد البرامج التدريبية للمعلمين المدرجة بخطة العام الفائت (880) برنامجا، منها (24) برنامجا مركزيا و(856) برنامجا لامركزيا نفذت بالمحافظات التعليمية، ويبلغ عدد البرامج التدريبية للمعلمين المدرجة بخطة العام الجاري (662) برنامجا، منها (12) برنامجا مركزيا و(650) برنامجا لامركزيا ستنفذ بالمحافظات التعليمية.
وأضاف الخروصي: تمثل برامج المعلمين النسبة الأعلى من إجمالي عدد المستهدفين بالتدريب في الخطة، ويعود ذلك إلى أن المعلمين يشكلون الفئة الأكبر من العاملين بالوزارة، فضلا عن تعدد تخصصاتهم المختلفة، وتنوع فئاتهم سواء معلمين أو معلمين أوائل، مع الأخذ في الاعتبار كثرة أعداد التعيينات السنوية من المعلمين والحاجة الملحة لتدريبهم.

مشاعل العلم والمعرفة

وفي لقاءات مع عدد من مشاعل العلم والمعرفة عبروا عن فرحتهم بهذا اليوم الأغر، حيث قالت سعاد بنت سبيت العريمية، مشرفة أولى في مادة اللغة الانجليزية من تعليمية جنوب الشرقية إن يوم المعلم هو يوم لا ينسى بالنسبة لها حيث تقول: جدير بالعالم أجمع أن يحتفي به كون المعلم هو حجر الأساس في المجتمع العالمي. وتضيف: لم لا والمعلم خليفة الرسل ومربي الأجيال، باني القادة والمهندسين والأطباء. وترى العريمية أن التعليم في السلطنة قطع شوطا كبيرا خلال السنوات الماضية، وهو أمر يفتخر به كل من كان جزءا منه.
ويقول د. صالح بن سعيد العبري، المنتدب بالمركز التخصصي للإنماء المهني للمعلمين: يعد هذا اليوم من كل عام يوما مميزا بالنسبة للمعلم. ويضيف: تبذل وزارة التربية والتعليم جهدها من أجل الاهتمام بالمعلم من جميع النواحي وخير ما نراه على هذا الاهتمام هو وجود المركز التخصصي للإنماء المهني من أجل المعلم وتعليمه وتدريبه وتأهيله، وهذه الالتفاتة من قبل الوزارة ليست غريبة عليها ولا على المجتمع العماني الذي تأسس على الاهتمام ودعم وتحفيز المعلم لما له من دور فعال في المجتمع.
وتقول الغالية بنت سليمان الكندية، القائمة بأعمال المشرفة الأولى لمادة اللغة الانجليزية بتعليمية محافظة مسقط: يوم المعلم عيد لجميع التربويين، نسترجع فيه ذكريات مشوارنا التربوي ونحلم بمستقبل أفضل لكل الأسرة التربوية في السلطنة. وتضيف الكندية: الحقل التربوي مفخرة عظيمة لنا ولكل تربوي معطاء على أرض هذا الوطن المدرسة الذي علم كل الأجيال وما زال يفعل، ويدعونا في كل يوم إلى بذل الجهد الأكبر من أجل مستقبل أبنائنا الطلبة. وختمت حديثها بقولها: أتقدم بالتهنئة والشكر الجزيل لكل معلم ومعلمة عمل باخلاص لبناء الوطن والمواطن.
ويقول سليمان بن سالم العبري، معلم أول من مدرسة محمد بن جعفر من تعليمية محافظة الداخلية: هذا اليوم يوم مميز بالنسبة للمعلم حيث يحتفي فيه المعلم بنفسه وبزملائه كما يحتفي به طلبته، ويؤكد العبري أن اليوم متنفس للمعلم فهو يعطيه الثقة والتعزيز بأهمية الرسالة التي يقدمها للمجتمع الذي يحفظ للمعلم مكانة خاصة تقديرا للجهد الذي يقدمه والدور الذي يؤديه، فهو الرسول المؤتمن على أبناء المجتمع وفلذات أكبادهم، وهو الكتاب المفتوح الذي يتعلم منه هؤلاء الأبناء.

تشجيع القراءة

وتقول فادية بنت ناصر الجهضمية من تعليمة محافظة مسقط: أطلب في هذا اليوم الجميل في هذا العيد (عيد المعلم) أن يزيد عدد المكتبات معنا في السلطنة وأن تنتشر بشكل أكبر حتى تصبح المكتبات متوفرة في مختلف محافظات السلطنة وتبرر هذا الطلب بقولها: أزور مكتبة الجامع الأكبر باستمرار وكانت آخر زيارة لي منذ يومين، وقد رأيت الزحام الكبير على المكتبة لذلك أظن أن أغلى هدية لهذا الشعب القارئ وللمعلم الذي يحثه على القراءة هو مكتبة.
وتشير الجهضمية إلى أن حب القراءة لم ينغرس في فئات المجتمع المختلفة لولا وجود معلم كفء يدعو إلى القراءة والعلم والتسلح بهما.
وبعث حمد بن حبيب البراشدي مشرف مادة التربية الإسلامية من تعليمية شمال الشرقية تهانيه وتبريكاته إلى المعلم الذي بذل الجهد وخرج الأجيال، مشيرا إلى أن المعلم يبذل كل ما يستطيع من أجل رفعة الوطن والأمة. ودعا البراشدي المعلم إلى بذل المزيد من الجهد والاخلاص والعطاء وإلى مزيد من الاطلاع والتعلم والانفتاح على تجارب الاخرين والاستفادة منها قدر الامكان، كما دعاه إلى عدم التوقف عند حد معين أو الركون إلى كلام المثبطين.
وقدم مقدر بن سويدان الهنائي، ولي أمر من محافظة الداخلية، التهنئة للمعلمين بمناسبة يوم المعلم وخص بالتهنئة معلمي مدرسة مصعب بن عمير للتعليم الأساسي ومعلمات مدرسة زينب بن علي للتعليم الأساسي وبهذه المناسبة قال: تهنئة قلبية لكل معلم تفانى في عمله ولم يبخل بجهد ولا عطاء ليقدمه لطلبته.
وأضاف: أن المعلم يبني أنفسا وعقولا وشعوبا وأجيالا تبني الأوطان، إن المعلم يضيء بنور علمه دروبا توصلنا إلى المجد وتحقق لنا الإنجازات، فكل عام وأنت بألف خير يا نور عمان.
وقال نصر بن ناصر الحضرمي، ولي أمر بتعليمية جنوب الباطنة: يسطع نور المعلم في هذا اليوم على وجه الخصوص وهو يحتفل بعيده عيد معلم القيم والأخلاق السامية، عيد معلم رسالة الإسلام وتعاليمه السمحة. وأضاف الحضرمي: لا يمكن لي أن أتخيل الحياة دون معلم لأن الحياة من دونه لا حياة، ولذلك فالحياة معه وبقربه وفي سماء علمه هي الحياة التي تستحق أن نفخر بها كيف لا وهو ناقل العلم والمعرفة.
ومن تعليمية محافظة البريمي يقول مصبح الكعبي: تحية شكر وتقدير لكل من عمل بإخلاص وتفان لرفعة هذا الدين والوطن. وأضاف: شكرًا من الأعماق لكل من سهر وتعب لنكون على ما نحن عليه اليوم. وأرسل رسالة إلى معلمه تقول: قد لا أتمكن من لقياك لطول المسافة وغربة الأيام ولكني أعلم علم اليقين أن الله لا يضيع عمل عبده فأدعو الله أن يجازيك عني خير الجزاء.
وقال سالم بن سعيد السعيدي، الخبير التربوي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي مخاطبا المعلم: أيها العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة أيها النور الذي يضيء حياة الناس عدو الجهل والقاضي عليه، منمي العقول ومهذب الأخلاق، حامل رسالة العلم والتعليم التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لك منا كل احترام وتبجيل على جهودك الرائعة العظيمة النيّرة في يومك الخالد.