مسقط – لورا نصره
تحتفي محافظة ظفار وولاية صلالة بالمرأة العُمانية بيومها، وسط استعدادات لإطلاق الرؤية الاستراتيجية للعمل الاجتماعي 2040.
ويشهد يوم المرأة العمانية ندوة رئيسية، بعنوان «التماسك الأسري»، تعقد يومي 17 و18 أكتوبر الجاري، وبمشاركة واسعة من المهتمين بالشأن النسوي على الصعيد الوطني.
وقال مدير عام التنمية الأسرية في وزارة التنمية الاجتماعية د. يحيى بن محمد بن زاهر الهنائي، رئيس لجنة الاحتفال بيوم المرأة وندوة «التماسك الأسري»: إن «لجنة اليوم الوطني للمرأة اختارت محافظة ظفار هذا العام لتنظيم الاحتفال السنوي المركزي، الذي سيعقد في مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه تحت شعار المرأة واقتصاد الأسرة».
ويشارك في الاحتفال - وفق الهنائي - العديد من المؤسسات الأكاديمية وشبكات الحماية الاجتماعية والأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي.
وبين د. الهنائي، في حديث لـ «الشبيبة»، أن الاحتفال سيتخلله حلقات نقاشية وورش عمل، تبحث الجانب التمويلي والفني لمشاريع أسر الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود، فضلا عن عرض لتجارب المشاريع الناجحة، في محاولة لنمذجتها واستجرارها في تجارب أخرى.
وتشهد احتفالات يوم المرأة إطلاق الرؤية الاستراتيجية للعمل الاجتماعي للعام 2040، التي تتضمن - بحسب د. الهنائي - منظومة حماية اجتماعية متكاملة لتمكين الأسر اقتصاديا، وآليات مالية مستدامة للحماية الاجتماعية تكفل توافر الحد الأدنى من أمن الدخل لجميع المواطنين، فضلاً عن تعزيز مساهمة المرأة في اقتصاد الأسرة وآليات تطويره.
وأشار رئيس لجنة الاحتفال أن «يوم المرأة العمانية سيركز على المساهمة الفعالة للمرأة في تحقيق مستوى أفضل لأسرتها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ومساعدتها على تعزيز قيم التماسك الأسري، بما يشمل ذلك التمكين الاقتصادي لأسر الضمان الاجتماعي، وتحقيق الاستدامة المالية للأسر العمانية في ظل المتغيرات الاقتصادية، وتنمية الحرف التقليدية، ودور المرأة في التمكين الاقتصادي، ودور المجتمع الأهلي في تنمية مصادر دخل الأسرة».
واعتبر الهنائي أن اختيار ولاية صلالة كمكان للاحتفال هذا العام هو استمرار لنهج، بدأ عام 2012، يقضي بتدوير الاحتفال بيوم المرأة العمانية على مستوى المحافظات تفعيلاً لمشاركة أكبر وأوسع من قبل الجهات الحكومية والخاصة والأهلية وأفراد المجتمع. ولفت د. الهنائي إلى نجاحات نساء محافظة ظفار، سواء على المستوى الاجتماعي أوالتطوعي، وكذلك على المستوى الاقتصادي، ما يستدعي «إبراز ذلك الجهد».
تكريم المشاريع الناجحة
وحول آلية وعدد ونوعية المشاريع النسائية المنوي تكريمها، قال الهنائي: «سيتم تكريم بعض المشاريع لعدد من النساء وفق معايير محددة عند اختيار المشاريع للتكريم، منها أن تكون أسرة ضمانية (سابقاً) أو من ذوي الدخل المحدود، وأن يدار المشروع من قبل المرأة نفسها وذي استدامة، وأسهم في تشغيل عدد من المواطنين، وأن يكون المشروع ذي قدرة على إيجاد مشاريع أخرى. ستكون الأولوية للمشاريع التي اعتمدت على نفسها وحققت وضعا معيشياً مناسباً.
رؤية 2040
وعن إمكانية الإعلان عن أية مبادرات جديدة لدعم المرأة هذا العام يتحدث الهنائي: «سيخرج الاحتفال بعدد من التوصيات التي توضع بعين الاعتبار من قبل الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني، حيث يتم العمل على تفعيل هذه التوصيات وتعزيز الاستمرار في البرامج التي تقدم للمرأة العمانية سواء كانت برامج تخصصية أو نوعية لزيادة مساهمتها في قوة العمل وتمكينها في مختلف المجالات بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.
ويضيف: تم الانتهاء من إعداد استراتيجية العمل الاجتماعي (2025-2016) ورؤية إلى 2040 تضم عددا من المحاور أبرزها محور الحماية الاجتماعية يهدف إلى إيجاد منظومة حماية اجتماعية تتسم بالفعالية والكفاءة تساهم في التمكين الاقتصادي للأسر الضمانية والفئات الخاصة، وتوفير أرضيّة للحماية الاجتماعية مستدامة ماليا توفر مجموعة من الضمانات الأساسية لكل المواطنين وتكفل حدا أدنى من أمن الدخل لجميع العمانيين بما فيها المرأة.
جهود لا تتوقف
وللحديث حول جهود الوزارة في دعم وتمكين المرأة استنادا على إحصائيات السنوات السابقة يقول الهنائي: «تبذل الوزارة العديد من الجهود والإنجازات التي تحققت للمرأة العمانية بشكل خاص فتعمل الوزارة من خلال دوائرها التخصصية على تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة الهادفة لتمكين المرأة وتعزيز قدراتها، ويتمثل ذلك في إطلاق الوزارة لبرنامج «تمكين» الذي يستهدف أفراد الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود ويهدف إلى استثمار طاقة الفرد والأسرة للمشاركة في التنمية من خلال تأهيلهم ليكونوا معتمدين على أنفسهم، والمشاريع المعمول بها في هذا البرنامج.
كما تم تنفيذ ندوة تنمية مشاريع التمكين الاقتصادي لأسر الضمان الاجتماعي والدخل المحدود بالشراكة مع بنك التنمية العماني خلال عام 2016م، وبحضور شبكات الحماية الاجتماعية وبعض الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي، تخللتها حلقات نقاشية تشمل الجانب التمويلي لمشاريع أسر الضمان الاجتماعي، وعرض تجارب مشاريع للاستفادة من هذه التجارب عدد المستفيدين (250) من الجنسين نسبة (75%) منهم نساء.
أيضا لدينا مشروع المرأة الريفية والساحلية بالتعاون مع صندوق الرفد معني بتنمية وتعزيز المشاريع الزراعية والحيوانية للمرأة الريفية بالتعاون مع عدد من الجهات (وزارة التنمية الاجتماعية، وزارة الزراعة والثروة السمكية، صندوق الرفد، الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، بنك التنمية العماني). هذا إلى جانب الاستمرار في تنفيذ البرامج التوعوية القانونية «المرأة في التشريعات العمانية»، التي تستهدف أفراد المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص. والبرامج التوعوية عن «إدارة ميزانية الأسرة» التي تستهدف العاملين في المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة والمؤسسات التعليمية.
ويختم الهنائي مضيفا: «البرامج التي تقدمها الوزارة تشمل جميع الفئات وجميع النساء ولا تقتصر على فئة محددة بالذات، حيث تستفيد المرأة الريفية من البرامج التدريبية والتوعوية التي تنفذها الوزارة على مستوى المحافظات من خلال دوائرها التخصصية، كما أن هناك شراكة مع عدد من الجهات لدعم بعض المشاريع والبرامج التي تقدم للمرأة الريفية ومن هذه الجهات صندوق التنمية الزراعية والسمكية الذي يمول مشاريع المرأة الريفية على هيئة منح مالية، وكذلك بنك التنمية العماني الذي يمول مشاريع المرأة الاقتصادية المتنوعة.
ويبلغ عدد النساء اللاتي تم استصدار تراخيص مزاولة أنشطة وأعمال منزلية في مختلف ولايات السلطنة حسب إحصائية العام 2015 يبلغ 3823 ترخيصا.
المرأة شريكة للرجل
وتشكل المرأة العمانية نصف المجتمع أو أكثر «102 إناث مقابل 100 ذكر» وفقا للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلا أن نسبتهم في مواقع العمل لا تعكس ذلك، حيث تشير الإحصائيات إلى أن النساء يشكلن 41%من قوة العمل في القطاع الحكومي، مقابل 59%للذكور، ولعل النسب في القطاع الخاص تقل عن ذلك إلا أنه لا يوجد إحصائيات دقيقة ومحدثة لأعدادهن في الشركات والمؤسسات الخاصة. ومن هنا جاء حرص جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- على تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة بدءا من العام 2009 في مؤشر على توجيه جلالته للجميع للعمل على تمكين النساء في مختلف نواحي الحياة، ومن الناحية الاقتصادية على وجه التحديد اقتناعاً منه أن عملية بناء الأمم لم ولن تقتصر على رجالها، دون مشاركة موازية من نسائها.