اليوم العالمي للصحة النفسية

مزاج الثلاثاء ١٠/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:٣٤ ص

مسقط – لورا نصره

تحيي بلدان العالم غداً 10 أكتوبر من كل سنة اليوم العالمي للصحة النفسية، حيث يكرس هذا اليوم لتعريف الناس بمخاطر التوتر النفسي والأمراض النفسية.

وكان الاتحاد العالمي للصحة النفسية أول من بادر بتحديد يوم 10 أكتوبر العام 1992 للتوعية بالصحة النفسية، وحصلت هذه المبادرة على دعم منظمة الصحة العالمية. ويكرس هذا اليوم في بلدان العالم لنشر الوعي الصحي بين الناس وتعريفهم بمخاطر التوتر النفسي وعلاقته بالأمراض الأخرى، وذلك بعد أن تأكد العلماء من أن الصحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الحالة الصحية للإنسان. فالصحة النفسية هي أساس رفاهية الإنسان وحياة المجتمع، وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن كل رابع – خامس شخص من سكان الأرض يعاني من اضطرابات ومشاكل نفسية. وأن كل ثاني شخص معرض للإصابة بمرض نفسي خلال حياته.
أكثر الأمراض النفسية انتشارا في العالم هو مرض الكآبة، حيث أن 26 % من النساء و12 % من الرجال في العالم يعانون من الكآبة، لذلك تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يحتل هذا المرض العام 2020 المرتبة الأولى بين الأمراض التي تسبب عدم القدرة على العمل.
والاكتئاب اضطراب نفسي شائع يصيب الناس بجميع أعمارهم وفي جميع مناحي الحياة بالبلدان كافة، ويزداد خطر الإصابة بالاكتئاب بسبب الفقر والبطالة وأحداث الحياة، مثل وفاة أحد الأحباب أو انتهاء علاقة ما، وبسبب الإصابة بأمراض جسدية والمعاناة من مشاكل ناجمة عن تعاطي الكحول والمخدّرات.
و يؤدي الاكتئاب في أسوأ الأحوال إلى الانتحار، لكن يمكن الوقاية من الاكتئاب وعلاجه بفعالية، وعادةً ما ينطوي علاجه على التحدّث عنه أو أخذ الأدوية المضادة له، أو على توليفة من هذين العلاجين.
ويؤدي التغلب على الوصم الناجم غالباً عن الإصابة بالاكتئاب إلى زيادة عدد من يسعون إلى الحصول على المساعدة في علاجه. ولهذا يمكن أن يكون التحدّث عن الاكتئاب مع من تثق بهم هو أول خطوة على طريق الشفاء منه.
كما تعتبر الرغبة في الانتحار من المشاكل المهمة جدا، حيث يتجاوز عدد الذين ينتحرون في السنة الـ 800 ألف شخص في العالم. هذا العدد يأتي بالمرتبة الثانية في وفيات الأشخاص الذين أعمارهم 15 – 29 سنة. الأسباب الرئيسية للانتحار هي الكحول والاضطرابات النفسية.
محليا تقود جناب السيدة بسمة آل سعيد مؤسسة عيادة همسات السكون وأخصائية الصحة النفسية عملا مهما ونوعيا للتوعية بالصحة النفسية من خلال برامج توعوية عديدة ومبادرات تحتضنها العيادة، ومنها على سبيل المثال برنامج «هيا نتحدث» و هو برنامج موجه إلى جميع أفراد المجتمع بمختلف الفئات العمرية للتحدث مع أصحاب الاختصاص في مجال علم النفس وتقديم الدعم لهم في الأمور الحياتية والنفسية.

وحول أهمية تخصيص يوم عالمي للصحة النفسية تقول «للشبيبة»: «من المهم جداً أن نذكر الناس بأهمية التوعية بالصحة النفسية، وبأن هنالك دائما ثمة حلول متوفرة لمساعدة الناس وذلك من خلال تخصيص يوم عالمي لهذه المناسبة.

وحول الدور الذي تقوم به على الصعيد المحلي تقول: «نحن نؤمن أن العقل السليم تصحبه سلامة الجسم لذلك يتوجب اشراكهما في العلاج الذي لا يقتصر على أي عمر وإنما نهتم بتقديم خدمات الارشاد النفسي للأفراد و الأزواج والأسر والمجموعات، من جميع الأعمار من سن الطفولة إلى السنين المتقدمة».

وتضيف: «أعتقد أننا في السلطنة بحاجة إلى جهود إضافية وبرامج أكثر للتوعية بالصحة النفسية في المدارس ومن خلال الإعلام وفي كل مكان لأن أساس الإنسان هو صحته النفسية، ونتمنى من الناس أن ينظروا للأمراض النفسية على أنها مثل الأمراض الجسدية الأخرى كالضغط والسكري وغيرها من الأمراض العضوية، وندعوهم لطلب المساعدة للشفاء والتحسن».