بالفيديو: حسن البلوشي 21 عاما في صناعة السفن القديمة

بلادنا الاثنين ٠٩/أكتوبر/٢٠١٧ ١٩:٢٦ م
بالفيديو: حسن البلوشي 21 عاما في صناعة السفن القديمة

صحار – حمد بن عبدالله العيسائي
لم يتوقف صانع السفن حسن بن محمد بن عبيد البلوشي من ولاية صحار عن مهنته التقليدية، متمسكاً بأحد أهم الصناعات الحرفية في السلطنة، ألا وهي؛ صناعة السفن، بل نجدهُ قد حدّث من أدواته ليقدم لنا سفناً بصناعة تقليدية تتناسب والعصر الحديث.
البلوشي الذي حقق عدة نجاحات، ومثل السلطنة في أكثر من 7 دول خليجية وعربية وأجنبية، أوضح في حديثه لـ"الشبيبة" أنه يعمل في هذه الصناعة منذ أكثر من 21 عاما، وتحديدا في عام 1996م، إذ كانت المهرجانات البحرية تقام بكثرة في تلك الفترة الزمنية، مما صنعت له فرصة سانحة لدخول هذا المجال من الصناعات التقليدية.
ويؤكد صانع السفن التقليدية أن أول طلب قدم له في صناعة نموذج لسفينة بحرية تقليدية، والنجاح في أول عمل، دفعه لاحقا للإستمرارية، بل وحب هذا العمل بإتقان وإبداع، استشعره في حديث كل من يطلب منه عملا في صناعة نموذج لسفينة بحرية تقليدية.
لم تكن هذه فقط قصة البداية عند حسن البلوشي، لكن ومع تزايد الطلبات على تنفيذ أعمال مشابهة في صناعة نماذج لسفن تقليدية بأحجام وأشكال متنوعة، ولأن بداياته كانت في المنزل، فإن وجود أبنائه حوله أكسبهم رغبة وحبا في مشاركة والدهم هذه الصناعة، فوجد من يساعده، بل ووجد من يتعلم منه هذه الصناعة.
يقول عن ذلك : كان لدى أبنائي الرغبة في تعلم هذه الحرفة، بالرغم من صعوبتها، لقد واجهوا الكثير من الصعوبات في بداية تعليمهم، وبعد عام ونصف العام من بداية تعليمهم، استطعتنا معا أن نصنع أغلى أنواع السفن التقليدية، مما حدا بي لفتح ورشة لهم داخل البيت، فتفرغنا لهذه الحرفة التي لا يجيدها الكثيرون في الوقت الحالي .
ومع نجاح تجربته، امتدت صناعاته للسفن التقليدية العمانية خارج ولاية صحار، لشتمل مشاركات على مستوى ولايات ومحافظات السلطنة، وصولا إلى مشاركات خارجية.
وفي هذا الصدد يوضح لـ"الشبيبة": بعد سماعنا بوجود مشاركات في معارض لمن يمتهنون، أو يحترفون الصناعات الحرفية التقليدية، قمنا بالبحث والسؤال عن كيفية المشاركة، وبتوفيق من الله، لقد شاركنا في عدة مرات في مهرجانات مسقط وصلالة والبريمي، وهذا كان في بداية مشوارنا في هذه الحرفة، بعد ذلك تم استضافتنا في من قبل الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وصرفت لنا بطاقة حرفية، وبدأنا بمشاركتنا الخارجية".
ويتابع البلوشي: شاركنا في عدة دول منها اليابان لمدة أسبوعين، وسوريا لمدة اسبوعين، وأستراليا عشرون يوم، وشاركتنا في معرض إكسبو في كوريا لمدة ثلاثة أشهر، وشاركنا في البرازيل، بالإضافة إلى مشاركتنا الخليجية في كل من المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، وحصلنا على جوائز عدة منها المركز الثالث في صناعة الشوش من أصل 700 مشارك، وشاركنا بالورشة، وحصلنا على المركز الثالث من أصل أربعين ورشة مشاركة .
أنواع عديدة لماذج السفن التقليدية التي يصنعها حسن البلوشي، تختلف في أنواعها وأسمائها وأحجامها، ولكل نوع مدته في صناعته، وايضا أدواته المستخدمة في الصناعة والمواد التي تصنع منها كل سفينة، وعلى سبيل التوضيح ذكر البلوشي طريقة صناعة "الشوش" وهي جمع لـ"الشاشة"، سفينة صغيرة للصيد التقليدي أو السباقات البحرية.
وحول صناعتها يقول: في صناعة الشوش نقوم بإحضار سعف النخيل وبعد تنظيفها، نضعها في البحر لمدة تتراوح بين 11 إلى 15 يوم، وذلك حسب نوعية السعف، وبعد إخراجه يجب علينا الانتهاء من عمل الشوش خلال يومين فقط، خوفا من جفاف السعف، ومن ثم تركها لمدة خمسة أيام تحت أشعة الشمس ثم يتم شدها وعمل شراع حسب الطلب والبعض يرغبون بعمل أشياء أخرى لها .
لم تكن رحلة البلوشي بلا تحديات، إذ يؤكد أنه تغلب على البعض منها "بفضل الله، ولكن تبقى التحديات كلما تطور الإنسان في عمله، ومن المعوقات التي تواجهنا هي بعض القوانين أو الاشتراطات التي تصدر من بعض الجهات، وكوني حرفي مسجل بالهيئة العامة للصناعات الحرفية، وأنا هنا لا أنكر الجهود التي تبذلها الهيئة في تشجيعنا كحرفيين على المحافظة على هكذا حرف تقليدية، إلا أننا لم نجد الدعم المساندة لوجود قوانين تعيق عملنا، وعلى سبيل المثال في الأواني الأخيرة وعند ذهابنا إلى تجديد التصاريح تفاجئنا بعدم الموافقة وعند معرفة الأسباب أفادوا بأنه يجب علينا فتح الورشة في المنطقة الصناعية وهذا يكلف الجهد والمال"