كأس الخليج.. ليست مباريات معدودة

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٨/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٣:١٣ ص
كأس الخليج.. ليست مباريات معدودة

خميس البلوشي

في نهاية الشهر الفائت أُجريت في العاصمة القطرية الدوحة قرعة خليجي 23 التي من المقرر أن تقام هناك للمرة الرابعة نهاية العام الجاري، وهي النسخة التي كانت مقررة في الكويت وجرى تأجيلها نظراً للأزمة التي تعيشها كرة القدم الكويتية مع الفيفا.

قرعة خليجي 23 انتهت، لكنها شهدت غياب ممثلي منتخبات: السعودية والإمارات والبحرين، عطفاً على الظروف السياسية التي تعيشها منطقتنا الخليجية، والتي نتمنى أن تزول قريباً إن شاء الله، وبالتالي يتضح من المشهد -حتى اللحظة- أن البطولة ستكون خماسية بمشاركة منتخبات: السلطنة والعراق واليمن وقطر بالإضافة إلى المنتخب الكويتي في حالة رفع الحظر الدولي عنه، وهي مهمة ليست بالسهلة وتحتاج إلى توافقات محلية ودولية.

مذ عرفنا كأس الخليج عرفنا أنها لأهل الخليج، تقوِّي بينهم صلات المحبة والمودة، وتجمع الشباب الخليجي في أجواء كروية تنافسية جميلة لها من التغطية الإعلامية ما لا يجده أي حدث رياضي آخر، ولها من العشق الجماهيري ما يملأ كل بيت خليجي، ودائماً ما تحظى بمتابعة النخب السياسية وغيرها في مجتمعاتنا، ولهذه البطولة من الفضل على كرة القدم الخليجية ما يتجاوز حدودنا الجغرافية وصولاً إلى البطولات الآسيوية والمونديال. كأس الخليج ليست مباريات معدودة في أيام معدودات، تنتهي بذلك البطل الذي يحمل الكأس، لكنها حدث يترقبه المجتمع الخليجي بكل أطيافه وتتنافس عليه القنوات التلفزيونية، وهي مدرسة متكاملة لتخريج وبروز أسماء جديدة من اللاعبين والمدربين وغيرهم، وهي عنوان كبير تحته آلاف الكلمات تؤرخ لحكاية رياضية تتناقلها الأجيال منذ 1970.
إن ما تمر به كأس الخليج اليوم لم تمر به من قبل، صحيح أنه كانت هناك انسحابات معروفة في بعض الدورات، لكنها هذه المرة تعاني كثيراً، ويجب علينا كشعوب خليجية مترابطة ومجتمعات تتناغم وتتقاطع فيها صلة الأرحام والدم أن نتجاوز هذا المنعطف بعيداً عن التجاذبات السياسية والتي في الأصل ترفضها مبادئ كرة القدم ويمنعها بشدة الاتحاد الدولي. سيتفاهم السياسيون طال الزمان أو قصُر، وسيعود البيت الخليجي بإذن الله إلى عهده السابق الجميل الذي يضم كل الأهل والأحباب، فالحياة حبلى بالمنغصات والعقبات والاختلاف، ولذلك علينا كرياضيين أن ندعم هذه البطولة التي عانت الكثير من التحديات عبر محطاتها المختلفة التي تقترب من نصف قرن، ليس للبطولة مذاق جميل بغياب بعض المنتخبات، ولن تكون لها إثارتها المعروفة بغياب النجوم التي نعرفها، ولن يكون لها ذاك الحراك الإعلامي القوي الذي تعودنا عليه. صحيح أن الأجواء مشحونة ومتخمة بالضجيج إلا أنه ما يزال في الأفق أمل نرتجيه وما يزال في القلب متسع لجميع أهل الخليج وما يزال لكأس الخليج الموعد الجميل الذي ننتظره، فهي المشروع الخليجي الوحيد الذي زار عواصمنا الخليجية أكثر من مرة، فلا تقطعوا وصله ووصاله حتى يستمر ويتناقله القادمون من بعدنا.