«الشرطة» تحذِّر من العبور الخاطئ للمشاة

بلادنا الأحد ٠٨/أكتوبر/٢٠١٧ ٠١:٤٧ ص

مسقط - محمد سليمان

يشتكي عدد كبير من السائقين من وجود حالات عبور مخالفة للمشاة في مناطق غير مخصصة للعبور، وفي هذا السياق صرح مصدر مسؤول بشرطة عمان السلطانية لــ «الشبيبة» أن حوادث الدهس التي تقع في الطرقات تعتبر من أبرز وفيات الحوادث المرورية، حيث إن سائق المركبة في هذه الحالة يفاجأ بالشخص أمامه يعبر الطريق ما يجعله يجد صعوبة في تفادي الاصطدام به وبخاصة في الطرق السريعة، لذا من الضروري للمشاة اختيار الأماكن الآمنة للعبور والمخصصة لذلك حفاظا على سلامتهم، واستخدام خطوط وعبور المشاة والجسور المخصصة لهذا الغرض، والأخذ بسلوكيات العبور الآمن للحد من حوادث الدهس، كما يجب على المشاة التأكد من خلو الطريق قبل العبور والتزام سائقي المركبات بأنظمة وقواعد المرور وإعطاء الأولوية الكاملة للمشاة والالتزام بحدود السرعة المحددة حتى يستطيع سائق المركبة التحكم بالمركبة والانتباه لمفاجآت الطريق.

وتسعى شرطة عمان السلطانية للتقليل من حوادث الدهس عبر تكثيف حملات التوعية للسائقين، وتنفيذ العديد من الفعاليات والبرامج التوعوية مثل توزيع النشرات التوعوية وتنفيذ المحاضرات التي تعقد للشركات والمؤسسات الخاصة، كما يتم بالتنسيق مع جهات الاختصاص تحسين أماكن العبور سواء بإقامة جسور أو أنفاق أو وضع خطوط عبور المشاة. حيث تستهدف كل هذه الجهود المحافظة على سلامة الجميع من سائقين ومشاة، وجميع مستخدمي الطريق.
ومما لا شك فيه أن تحسين شبكة الطرق يساهم بشكل كبير في تحقيق السلامة المرورية وإيجاد ممرات لعبور المشاة من جسور وأنفاق ستسهم في الحد من حوادث الدهس التي تقع، ولكن كثيرا من المواطنين والوافدين لا يلتفتون لهذه الجسور مطلقا عندما يقررون عبور الشارع كونهم يتكاسلون عن السير إلى الجسر حتى وإن كان قريبا منهم لظنهم أن ذلك سوف يأخذ منهم وقتا أكثر، وذلك لغياب الثقافة المرورية لديهم أو بسبب اختيار أسهل الطرق وإن كانت خطرة عليهم، كما أن توعية مستخدمي الطريق تعتبر ضرورة ملحة وأيضا تساهم بشكل كبير في إثراء ثقافة مستخدمي الطريق، والإدارة العامة للمرور تعمل جاهدة لنشر التوعية المرورية بمختلف الوسائل للوصول إلى مجتمع خال من الحوادث.
وردا على سؤال «الشبيبة» حول أن بعض الدول المجاورة طبقت قانونا لفرض غرامات مالية على عابري الشارع من الأماكن غير المخصصة لعبور المشاة أو قطع الإشارات قال المصدر: أشارت المادة (117) من اللائحة التنفيذية لقانون المرور إلى أنه يجب على المشاة الذين يرغبون في عبور الطريق استخدام أقرب مكان لعبور المشاة في حالة وجوده، وأن يتوخوا لذلك الحرص التام ويتثبتوا من أن بإمكانهم العبور دون أي خطر أو إعاقة لحركة المرور، كذلك أشارت المادة (118) من نفس اللائحة إلى الاشتراطات الواجب اتباعها عند العبور وفي حالة المخالفة سيتوجب العقاب، وتأسيسا على ذلك فإن للقوانين دورا مهما للحد من هذه السلوكيات السلبية متى ما استشعر مستخدم الطريق بأن هناك عقوبة عند المخالفة في هذه الحالة يكون أكثر حرصا والتزاما بالتقيد بأنظمة وقوانين المرور.
كما تطرقت اللائحة التنفيذية لقانون المرور في الفصل الثاني، إلى قواعد عبور المشاة وهي المواد (115- 119) والتي أفادت أن على المشاة الالتزام بتلك القواعد وألا يعرضوا أنفسهم والغير للخطر فمن هذه القواعد يجب عليهم استخدام أقرب مكان مخصص لعبور المشاة، وأن يتوخوا الحرص التام والحذر الشديد، وأن يثبتوا من أن بإمكانهم العبور دون أي خطر عليهم أو على الغير أو إعاقة لحركة المرور.
وبناء عليه فإن قيام المشاة بعبور الطريق من غير الأماكن المخصصة لعبور المشاة يعد فعلا مخالفا لقواعد وآداب المرور وقد أفرد لها وصفا بدليل المخالفات المرورية. إلا أنه وفي نفس الوقت فإن سائق المركبة أيضا مطالب بتوخي الحذر والحيطة وعدم السياقة بسرعة ورعونة تشكل خطرا على مستخدمي الطريق الآخرين، والتوقع بحدوث أي طارئ في الطريق أثناء السير».
واختتم المصدر حديثه بالقول: يجب أن يدرك سائق المركبـــة بأن لديــه مسؤوليـــة تجــاه مستخدمي الطريق الآخـــرين سواء قائدي المركبات أو المشاة، وأنهم يشاركونـــه الطــريق أيضـــا ويجــب عليه الالتزام بالقوانيــن واللوائح المنظمــة التي وضعــت لحمايته، كما يجــب على المشاة الذيــن يستخدمون الطريق الالتزام بأماكن العبور المخصصة حفاظا على حياتهم وأرواحهم.

قائدي المركبات

من ناحية أخرى عبر عدد من سائقي سيارات الأجرة والسيارات الخاصة عن استيائهم من عابري الطريق بشكل خاطئ، حيث يقول يعقوب الربخي: «رغم وجود جسور عبور المشاة لكننا للأسف نفاجأ ببعض الأشخاص يقومون بالعبور المفاجئ للطريق دون حتى الانتباه إلى السيارات المارة ما لا يعرضهم هم فقط للخطر وإنما قائدي المركبات أيضا، ويسبب الارتباك لسائق المركبة وربما يتسبب في حالة دهس لمن يقوم بالعبور، ونتطلع من الجهات المعنية توجيه الدعم لتلك الفئات، سواء أكانوا وافدين أو عمانيين، الهدف بشكل عام هو رفع الوعي خاصة الفئات الأقل ثقافة، حيث يعبرون الطريق سيرا على الأقدام دون أي التفات أو مراعاة.
ويقول وائل بدران: «بالفعل تتكرر كثير من حالات العبور التي تكون بمثابة «قطع طريق» خاصة في التقاطعات، حيث يقوم البعض بالعبور دون النظر إلى حركة المركبات، ولن يؤثر ذلك قطعا على العابر فقط، وإنما من الممكن أن يسبب مشكلة حقيقية بكل المقاييس، مع الوضع في الاعتبار أن هناك سيارات تعليم قيادة، يقودها مبتدئون ولا شك أن هذا الأمر قد يسبب حادث دهس، وربما اصطدام أكثر من سيارة بسبب استهتار أحدهم».

السلامة المرورية

رئيس حملة «على هونك للسلامة المرورية» خلفان بن حمد الوائلي يقول: «هناك بعض الوسائل التي توجد على الطرق لتنظيم حركة المشاة، كخطوط المشاة أو الجســور أو الأنفاق، وكل تلك العوامل تعتبر من الأمور الهامة والضرورية للانسيابية والتنظيم المروري، والحد من حوادث السير لأنها تتضمن سلامة المشاة أثناء عبورهم للطريق من خلال تلك الوسائل.
وهناك الكثير من المارة من يعبر الطريق بشكل خاطئ، هذا بالإضافة إلى أن بعض من يعبر الطريق يوجد بجانبه الجسور والخطوط والأنفاق، لكنه يترك كل ذلك ويقتحم الطريق ولا يتقيد بالقواعد التي تضمن سلامته، ومثل هذه التصرفات قد تؤدي إلى عواقب غير محمودة، ونتمنى من هؤلاء أن يتقيدوا بالقواعد التي تضمن سلامتهم هم وغيرهم، ومع ذلك.. فنحن في حاجة إلى زيادة الوعي وزيادة الجرعات الإعلامية بتوعية الجميع كيف يمكن التعامل مع هذه الوسائل.
ولا يمكن الآن فرض غرامــــات أو مخالفات على عبور الطريق الخاطئ، لأننا في حاجـــة إلى زيادة الوعي أولا، ليس على المشاة فقط، وإنما المشاة والركاب، خاصة وأن بعض السائقين لا يتقيدون بالخطوط، ولا يخففون سرعاتهم عندها، ومن ثم فإن العملية تكاملية بين الركاب والمشاة وعلى الجميع أن يتقيد بالقوانين التي تضعها الجهات الحكومية حرصا على سلامتهم.