«جيب» ينهي مستقبل عائلة «بوش» السياسي

الحدث الأربعاء ٢٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م

واشنطن -
قال موقع صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن انسحاب «جيب بوش» الأخ الأصغر في عائلة «بوش» قبل ترشحه رسميا في انتخابات الرئاسة الأمريكية أحدث شرخاً في تاريخ عائلته بالبيت الأبيض، حيث تولى والده وأخوه الرئاسة لفترتين متتاليتين، وأكدت الصحيفة أن «بوش» الأصغر دمر نفسه بسبب معاناته من الهستيريا والضجيج ومن نفسه.

وكان «جيب بوش» المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، قد أعلن تعليق حملته لانتخابات الرئاسة بعد حصوله على نتيجة مخيبة للآمال في المجمع الانتخابي في ولاية ساوث كارولينا، كما لم يحقق «بوش» نتائج تذكر كذلك في انتخابات جرت في وقت سابق في ولايتي أيوا ونيو هامشير. وقال بوش: «السباق كان صعبا.. لكن الناخبين في الولايات الثلاث عبروا عن رأيهم». وفي إطار متصل، علق منافسه في الحزب الجمهوري «دونالد ترامب» على انسحاب «بوش» الأصغر، بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية لحزبه الجمهوري في كارولاينا الجنوبية، قائلا: «لا أعرف السبب وراء انسحابه». وأضاف أن «بوش كافح بقوة.. الوقت ليس وقته. هذا كل ما في الأمر»، نافيا قيامه بأي دور في إزاحة بوش الذي أنهى حملته الانتخابية بعد أن حل رابعا عن الحزب الجمهوري في انتخابات كارولاينا الجنوبية. ويذكر جيب بوش، ابن الرئيس الأمريكي السابق جورج وبش وأخ الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، طالما انتقده ترامب خلال حملته لنيل ترشح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات المقررة في 8 نوفمبر المقبل، وكان ترامب قد وصف جيب بوش بأنه «ضعيف» و»يفتقر للحماس» و»يحرج» عائلة بوش السياسية.

خسارة للحزب الجمهوري

من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه بانسحاب جيب بوش من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن الجمهوريين لم يفقدوا فقط شخصاً محبوباً كان يمكن أن يكون حامل لواء الحزب، لكنهم فقدوا الآن الشخص الوحيد الأكثر جرأة في مواجهة دونالد ترامب. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه خلال المناظرات السابقة، فإن بوش كان قويا في أسئلته لترامب بشأن تكتيكاته ومؤهلاته وحكمه وآرائه حيال العالم ولياقته السلوكية. وحتى في إعلان خروجه من السابق، فإنه قال إن الرئيس يجب أن يكون مشغولاً بكل جزء من البلاد وبكل المواطنين باختلاف جنسهم ولونهم ودينهم، فيما يبدو أنه كان يستهدف ترامب.

كان الأقل شعبية

كان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة جالوب الأمريكية قد كشف عن أن شعبية جيب بوش انخفضت بصورة كبيرة مما جعلته الأقل شعبية بين باقي المرشحين الجمهوريين للرئاسة. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن شعبية حاكم ولاية فلوريدا السابق قد انخفضت من 28 نقطة في شهر يوليو الفائت عندما كان يعد من أبرز المرشحين الجمهوريين في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة إلى -1% خلال شهر يناير الفائت. ووفقا للاستطلاع، قال 45% من الناخبين الجمهوريين إنهم لا يفضلون جيب بوش رئيسا للولايات المتحدة، مقابل 54% من الجمهوريين الذين كانوا قد أيدوا ترشيح جيب بوش للرئاسة الأمريكية في يوليو الفائت. وذكرت مؤسسة جالوب أنه على الرغم من الجهود التي يبذلها فريق الحملة الانتخابية للشقيق الأصغر للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن لتحسين صورته، فقد انخفضت شعبية جيب بين الناخبين الذكور بنحو 39 نقطة، كما انخفضت بين الناخبات بحوالي 13 نقطة. وحصل السيناتور تيد كروز على المرتبة الأولى من حيث الشعبية في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة جالوب بنسبة 45% يليه السيناتور ماركو روبيو بنسبة 35%.

عهد أسرة بوش انتهى

وكان الكاتب البريطانى إدوارد لوشا قد أكد في وقت سابق أن عهد أسرة بوش في حكم أمريكا قد انتهى للأبد، وأن المرشح الجمهوري «جيب بوش» لا يمكنه النأي بنفسه عن اسم عائلته وإرثها مهما جدّ في محاولاته. وسخر لوشا في مقال نشرته «الـفاينانشيال تايمز» على آخر شعارات حملة جيب الانتخابية المتعثرة: «جيب سيصلح الحال»، قائلا: «مهما كانت المشكلات التي تواجهها أمريكا، فإن حاكم فلوريدا السابق لديه المقدرة على المواجهة والحل». واستدرك الكاتب قائلا إن جيب هذا قد لا يستطيع إصلاح حال حتى حملته الانتخابية؛ ذلك أن واحدا فقط من أصل 25 صوتا جمهوريا هو الذي يدعم جيب الآن، بينما الداعمون الكبار يتوجهون وجهات أخرى»، وأضاف لوشا أنه عند نقطة معينة ستظهر الأسباب المباشرة لهذا التعثر الذي يبدو أنه قدر حملة المرشح «جيب» الانتخابية حتى من قبل أن تبدأ.

خطاب متشدد

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن «جيب بوش» تبنى خطابات تجعله أقرب لإرث عائلته السياسي المتمثل في شقيقه «جورج بوش» ووالده «بوش» اللذين اعتنقا سياسة متشددة فيما يتعلق بالشؤون الخارجية، بعد أن شن كل منهما حربا أثناء فترة رئاسته. وأضافت الجارديان أنه اعتاد أن يقدم نفسه كشخصية مستقلة عن عائلته وعن سياسة الأسرة، وأنه صاحب رؤية خاصة لقضايا الولايات المتحدة الداخلية وقضاياها الخارجية، لكنه في خطابه الأخير الذي حمل فيه إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» مسؤولية انتشار تهديد التنظيمات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، متوعدا تلك التنظيمات بالضربات الجوية وتوسيع الخيار الحربي ضدهم في حال وصوله إلى سدة الحكم، كان أقرب ما يكون إلى شقيقه «جورج بوش» الذي قاد حرب غزو العراق في العام 2003. وقارنت الجارديان بين خطاب «جيب بوش» الأخير وبين خطاب شقيقه «جورج بوش» في العام 2002 الذي وصف فيه كل من العراق وإيران وكوريا الشمالية كدول محور للشر، حيث قام الشقيق الأصغر في خطابه بوصف داعش بكلمة مركز للشر. وهاجم «بوش» في خطابه قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالانسحاب من العراق وعدم إرسال مزيد من الجنود إلى هناك من بعد العام 2011، منتقدا أيضا الاتفاق التاريخي مع إيران بشأن ملفها النووي، زاعما أن الفراغ الذي تركه الانسحاب الأمريكي بالعراق سمح للجمهورية الإسلامية بتوطيد نفوذها داخل العراق الممزق. وترى صحيفة الجارديان أن «جيب بوش» لجأ إلى لهجة الخطابات القوية لتعزيز موقعه في سباق الرئاسة داخل الحزب الجمهوري، بعد أن تعرضت ريادته للتراجع بسبب شعبية مرشح الحزب الجمهوري «دونالد ترامب».