"اللاجئون" يضعون النمسا في مرمى الانتقادات

الحدث الأربعاء ٢٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
"اللاجئون" يضعون النمسا في مرمى الانتقادات

فيينا – عواصم

انتقدت مفوضية الاتحاد الأوروبى سياسة حكومة النمسا فى التعامل مع أزمة اللاجئين ومساعدتهم للتوجه إلى الحدود الألمانية، مطالبة النمسا بعدم غلق حدودها فى وجه اللاجئين قبل التوصل لحل مشكلة تدفق اللاجئين فى اليونان
وقالت المفوضية- فى بيان لها امس الثلاثاء، نشرته عدة صحف نمساوية- أن النمسا يجب أن تقبل جميع اللاجئين الذين يصلون إلى حدودها ويتقدمون بطلبات للحصول على حق اللجوء حتى إذا وصل عددهم إلى عدة آلاف يوميا. ويأتى البيان رداً على تبنى حكومة النمسا لحزمة إجراءات مشددة بدأت فى تطبيقها بشكل فردى لتقليص عدد اللاجئين الجدد فى النمسا وجعلها أقل جاذبية بالنسبة لهم وتضمنت وضع حد أقصى لعدد اللاجئين الجدد خلال العام الجارى في السياق نفسه اتهمت منظمة العفو الدولية النمسا امس الثلاثاء بانتهاك حقوق الإنسان لأنها وضعت سقفا لعدد طلبات اللجوء التي تقبلها يوميا فيما قالت الحكومة النمساوية إنها تتصرف في إطار القانون.
وأثارت النمسا غضب دول الاتحاد الأوروبي الأخرى عندما أعلنت هذا الشهر أنها لن تستقبل أكثر من 80 طلب لجوء في اليوم على طريق المهاجرين الرئيسي من سلوفينيا.
وقال هاينز باتزيلت رئيس منظمة العفو الدولية لإذاعة (او.ار.اف) "لا تعرف اتفاقية جنيف (لحقوق اللاجئين) كلمة حصة أو عبارة حد القبول ... واتفاقية جنيف قانون ملزم في النمسا. إنهم ينتهكون القانون الدولي."
ولم تتراجع النمسا بعد انتقاد الحصص وقالت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل-لايتنر إن الحد اليومي لاستقبال طلبات اللجوء طبق يوم الجمعة. والنمسا هي آخر المحطات قبل وصول مئات الآلاف من المهاجرين الذين يتدفقون على أوروبا إلى ألمانيا.
وتقول النمسا إن تصرفها مجرد رد فعل على غياب تضامن الدول الأوروبية الأخرى برفضها استقبال المهاجرين أو عدم تأمين الحدود الخارجية للاتحاد بعد أن استقبلت النمسا 90 ألف طالب لجوء العام الماضي.
وقال باتزيلت "إن بلدا يمكنه استضافة 2.8 مليون سائح سنويا يمكن أن يفعل المزيد ... من العيب القبول بالتزام كاتفاقية جنيف ثم الامتناع عن الالتزام بها مع أول أزمة."
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في فيينا إن تحديد حصص يومية لقبول طالبي اللجوء عبر حدود البلاد مع سلوفينيا "يتماشى تماما مع إطار العمل القانوني."
وكان وزير الداخلية الألمانى توماس دو ميزيير قد انتقد في وقت سابق قرار النمسا استقبال عدد صغير من المهاجرين والسماح لعدد كبير منهم بالعبور خصوصا إلى المانيا واصفا ذلك بانه "اشارة سيئة".
وقال الوزير فى تصريح لقناة ايه ار دى العامة "ليس جيدا ان تعتقد بعض الدول انه يمكنها حل المشكلة بوضع عبء اضافى على ظهر ألمانيا من خلال السماح بالعبور وعدم المراقبة".
وأضاف "حتى لدواع امنية هذا الامر غير مقبول. لن نستمر فى القبول بهذا إلى ما لا نهاية". ورغم انتقادات الاتحاد الاوروبى واليونان التى تخشى مخاطر الاختناق بطالبى اللجوء، فقد بدأت النمسا الجمعة اعتماد حصص يومية لقبول طالبى اللجوء على اراضيها، فأصبحت لا تقبل اكثر من 80 طالب لجوء فى اراضيها ويعبر ارضها 3200 باتجاه دول اخرى مثل المانيا.

حدود مقدونيا
من ناحية اخرى بدأت الشرطة اليونانية في إبعاد المهاجرين عن الحدود بين اليونان ومقدونيا امس الثلاثاء بعد تقطع السبل بالمئات منهم بسبب قيود إضافية فرضتها السلطات المقدونية فيما نقل المزيد من جزر إلى ميناء بيريوس اليوناني الرئيسي.
واحتل مهاجرون خطوط السكك الحديدية في منطقة إدوميني أمس الاول الاثنين بعد أن حاولوا عبور الحدود إلى مقدونيا وغضبوا من التأخير والقيود الإضافية التي فرضتها السلطات المقدونية على الحدود. وكان من المتوقع أن ينقل المهاجرون إلى مخيمات إعادة توطين داخل اليونان.
وقال شاهد من رويترز إن الشرطة اليونانية وحافلات خاوية دخلت المنطقة قبل الفجر. وأضاف الشاهد أن شرطة اليونان طوقت نحو 600 شخص في منطقة يمكن أن ترى من الجانب المقدوني للحدود.
وتجمع نحو 1200 شخص في إدوميني غالبيتهم أفغان أو لا يحملون وثائق السفر المناسبة. وتشكل هذا الحشد أمس الاول الاثنين بعد أن طلبت السلطات في مقدونيا وثائق سفر إضافية منها جوازات سفر لمن يعبرون حدودها.
وتفرض بعض الدول التي يتخذها المهاجرون ممرا للعبور إلى دول غنية في شمال أوروبا قيودا على المرور مما دفع دولا أخرى في أول المسار إلى فرض قيود مماثلة خوفا من احتشاد اللاجئين على أرضها.
لكن هناك مخاوف مما قد يحدث في اليونان حيث استمر تدفق اللاجئين على جزرها بشكل يومي قادمين من تركيا. ووصل 1250 مهاجرا إضافيا إلى العاصمة أثينا اليوم الثلاثاء على متن عبارات من ثلاث جزر يونانية.
وقال يانيس موراليس رئيس بلدية بيريوس لقناة ميجا التلفزيونية أثناء زيارة للمحطة التي احتشد فيها المهاجرون "إنه تدريب شاق على الإدارة. لا أعلم إن كان التخطيط ملائما. تتزايد التدفقات وتأتي المزيد من السفن."
وأضاف أن موانئ المدينة ممتلئة بنساء وأطفال في الأغلب. وقال "إنه وضع صعب ليس فقط على بيريوس ولكن على البلد أيضا."
ويحمل بعض المهاجرين تذاكر للذهاب إلى إدوميني في حافلات لكن لم يتضح إن كان سيسمح لهم بالسفر شمالا من أثينا.
يذكر ان الالاف من المهاجرين ، الذين وصلوا مؤخرا لليونان قادمين من تركيا قد احتشدوا خلال نهاية الأسبوع في ميناء بيرايوس في أثينا حتى في ظل تشديد دول البلقان التي يجب أن يعبروها، للوصول للأجزاء الأكثر ثراء من أوروبا، لإجراءات الدخول إليها .
وقد تم نقل أكثر من 4000 شخص على متن سفن إلى أثينا من جزر بحر إيجة اليوم . ويسعى معظمهم لاستكمال رحلتهم عبر مقدونيا وصربيا وكرواتيا وسلوفينيا ، ثم النمسا حيث أن ألمانيا هي هدفهم النهائي.
وذكرت وسائل إعلام أنه مع ذلك لم تظهر الحافلات التي كانت من المقرر أن تنقل المهاجرين إلى شمال اليونان ، في محاولة من جانب السلطات اليونانية لمنع تدفق محتمل للمهاجرين على الحدود مع مقدونيا .
وقال الوزير اليوناني المسؤول عن شؤون المهاجرين إيوانيس موزالاس لتلفزيون الحكومي أمس الأحد إن أكثر من 5000 شخص محاصرون على الحدود ، ولا يعلم ما إذا كان سوف يسمح لهم بالاستمرار ومتى سوف يتم ذلك.