الانقسام أهم تحديات انتفاضة القدس

الحدث الأربعاء ٢٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م
الانقسام أهم تحديات انتفاضة القدس

غزة - علاء المشهراوي
اكد قادة الفصائل الفلسطينية الذين استطلعت الشبيبة آرائهم حول مستقبل انتفاضة القدس، على انها قد اعادت القضية الفلسطينية للصدارة من بين زحمة الاحداث التي تعصف بالمنطقة، وانها فضحت ممارسات وجرائم الاحتلال، وان اهم التحديات التي تواجهها تتمثل بالانقسام واستمرار التنسيق الامني وعدم وجود قيادة لها.

حركة حماس
من جانبه؛ اوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية ان انتفاضة القدس جاءت هدية من السماء لتذكر العالم بان هناك شعبا فلسطينيا ما زال الاحتلال يغتصب ارضه ومقدساته، وذلك بعد ان انشغلت المنطقة بالدماء الغزيرة التي سالت في كل مكان وبشبح التقسيم الطائفي والعرقي مما جعل الامة العربية تختلق اعداء بعيدا عن العدو الحقيقي المتمثل بإسرائيل.
واوضح الحية ان اهم ما يميز انتفاضة الاقصى الانخراط الشامل في صفوفها من قبل الفلسطينيين سواء في الضفة والقدس وعرب الداخل وحتى قطاع غزة، بشتى اطيافهم وانتماءاتهم واعمارهم وجنسهم، مما شكل حالة عجز صادمة لدى الاحتلال، الذي لم يستوعب هذه الانتفاضة ويستشرف مستقبلها وكيفية مواجهتها.
واضاف الحية: لقد ذهل الاحتلال ازاء مشاركة الاطفال والفتية والصبية أولادا وبناتا بروح فدائية في الهجمات والعمليات التي استهدفت جنوده المدججين وحملت عنصر المفاجأة، وبدى عاجزا استخباريا امامها، لانه لا يستطيع توقع او تفادي تلك الهجمات، فاصابه هاجس جنوني أحرج جنوده الذين اصبحوا يعدمون الاطفال ميدانيا في مشهد منزوع الانسانية والاخلاق.
واكد الحية ان اهم التحديات التي تواجه انتفاضة القدس تتمثل بالانقسام الفلسطيني حتى على تسميتها لان البعض يطلق عليها هبة شعبية، لعدم انخراط كل الفصائل فيها، كما ان السلطة الفلسطينية ترى فيها خطرا على مستقبلها ودورها، فيما تحاول عدة جهات فلسطينية وعربية ودولية اجهاضها واعاقتها.
وشدد الحية على ان حماية الانتفاضة تتطلب وقف التنسيق الامني بين السلطة واسرائيل والتوافق وطنيا للمصالحة والوحدة والاتفاق على برنامج سياسي واعادة هيكلة مؤسسات منظمة التحرير والاتفاق على المشروع الوطني وأن تكون السلطة الفلسطينية اداة تنفيذية خدماتيه لهذا المشروع.

حركة فتح
حركة فتح وعلى لسان القيادي فيها تيسير نصر الله دعت الفصائل الفلسطينية إلى دعم جهود الشباب في "انتفاضة القدس"، مطالباً بتشكيل قيادة ميدانية للانتفاضة، لانها حتى الان بلا قيادة أو رأس، وما يقوم به الشباب هو عبارة عن ردات فعل على جرائم الاحتلال وإعداماته الميدانية للشباب والشابات والأطفال.
وأشار إلى أنّ هناك تقصيرا في تشكيل حاضنة للانتفاضة من كل الفصائل بما فيها حركة فتح، لافتاً إلى أنّ جنازات الشهداء تُسير في محافظات الوطن بالآلاف، "وهو ما يدلل على التفاف الجماهير حول خيار نيل الحرية والوقوف إلى جانب هؤلاء الشهداء الذي يُعدمهم الاحتلال على مرأى ومسمع العالم" كما قال.
ومضى يقول: "الجهد الذي نريده للفصائل هو جهد داعم للانتفاضة وحراك لنضال الشباب الفلسطيني".
وحول إمكانية استمرار الانتفاضة، أوضح القيادي نصر الله، أنّ المحرك الأساسي للانتفاضة ونضال الشعب موجود هنا، وهو الاحتلال، مبيناً أنّ وجوده هو أحد العوامل الأساسية لاستمرار الشعب الفلسطيني في انتفاضته ومقاومته وهبته الجماهيرية. وأضاف: إن "فشل المفاوضات التي رُوهن عليها منذ عقدين من الزمن لإقامة الدولة الفلسطينية، لم يعد الخيار الوحيد والأمثل لإنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية، لذا فإن المطلوب استمرار المقاومة بكل أشكالها".

الجهاد الإسلامي
و قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش،: إن انتفاضة القدس جاءت كرد طبيعي على جرائم الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى المبارك ويجب توسيع دائرة المشاركة خارج القدس والخليل الى كل مدن وقرى الضفة الغربية حتى لا يبقى مستوطن واحد هناك.
وأضاف البطش: إن "شعبنا وصل لقناعة بأن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحاجة إلى انتفاضة ضد الاحتلال والسياسات الإجرامية المرتكبة بحقهم"، مؤكدًا فشل كافة محاولات احتواء وإجهاض الانتفاضة، لافتًا إلى أن الأعمال الفردية التي ينفذها أبناء الشعب الفلسطيني هي بمثابة الرد الأمثل على محاولات إفشال الانتفاضة.
ورأى البطش أن حماية الانتفاضة تتم باستعادة الوحدة والشراكة الوطنية والاتفاق على برنامج سياسي فلسطيني مشترك، و الوقوف إلى جانب المنتفضين و الحفاظ على استمرارها وتذليل العقبات أمامها وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، ووجود قيادة لها توجه مسارها وتصوب طريقها.

الجبهة الشعبية
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أكد أن الانتفاضة حققت إنجازات مباشرة وسريعة فقد أدت هذه الانتفاضة إلى تراجع الاحتلال عن استباحة الأقصى، واقتحام باحاته، ومحاولة تقسيمه زمانياً ومكانياً، و شكّلت رادعاً للمستوطنين الذين يمارسون أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد مزهر إلى أنه من أهم إنجازات الانتفاضة أن الشعب الفلسطيني توحد في الميدان، لافتاً إلى أنه إن جرى احتضانا بشكل جيد من قبل القيادة والفصائل يمكن أن تحافظ على هذه الوحدة وتحقق إنجازات وتستمر ديمومتها، وتحقق المزيد من الأهداف الحقيقية والجدية.
وأكد مزهر أن انتفاضة القدس جسدت وحدة الإرادة والدم، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية بعد التهميش المتعمد لها، موضحاً أن المظاهر العفوية للانتفاضة أعطتها مساحة حرة للاستمرارية والتحليق بعيداً وعالياً عن كل سياسات الانقسام، كما كشفت الجانب الإبداعي الذي استمد قوته من كونه أسلوبًا نضاليًّا كفاحيًّا جديدًا.
وأشار إلى أن الانقسام بات عاملًا معيقًا أمام تطوير وتصعيد انتفاضة القدس، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تقود هذه الانتفاضة، إلى جانب صعوبة توفير الحماية السياسية للانتفاضة حتى تحقق أهدافها برحيل الاحتلال.
وأكد مزهر على أن حالة الانقسام والتشظي الراهنة تشكّل خطراً حقيقياً على استمرارية الانتفاضة، داعياً لضرورة توفر مجموعة من الركائز لحماية الانتفاضة، سياسياً، وتنظيمياً، وإعلامياً واقتصادياً.
وأضاف مزهر بأن الركيزة السياسية لحماية الانتفاضة تتطلب التحلل من اتفاقية أوسلو والتزاماتها الأمنية والاقتصادية وفي مقدمتها وقف التنسيق الأمني، وإلغاء اتفاقية باريس، وشق مجرى جديد في إطار رؤية واستراتيجية متفق عليها من كل القوى وفي إطار تصعيد المواجهة والمقاومة في وجه الاحتلال.

الجبهة الديمقراطية
بدوره قال عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وإعداماته المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، تعكس ارتباك وتخبط حكومة اسرائيل.
واوضح أن كل الإجراءات الاسرائيلية من إعدامات مباشرة وتدمير للمنازل لن تفت في عضد المقاومة، ولن تستطيع اخماد الانتفاضة مشيرا الى أن حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية القت بظلالها على جميع مناحي الحياة المعيشية والإنسانية والسياسية للشعب الفلسطيني، وأثرت على قضيته في الساحتين العربية والدولية.
ودعا زيدان كل الجماهير إلى الانخراط بشكل واسع في الانتفاضة الشبابية وتوسيع دائرة الاشتباك اليومي مع الاحتلال وتطويرها إلى انتفاضة شعبية شاملة لفتح الأفاق أمام حلول الشرعية الدولية والخلاص من الاحتلال.
وأكد زيدان أن الأولوية الفلسطينية تتطلب إنهاء الانقسام وترسيخ الوحدة الوطنية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة وفق التمثيل النسبي الكامل بعيدا عن كل أشكال التفرد والمحاصصة الثنائية، مؤكدا التمسك بمنظمة التحرير وضرورة تفعيلها وإصلاح مؤسساتها عبر انتخابات مجلس وطني جديد وفقا لمبدأ التمثيل النسبي، وتعزيز صفتها التمثيلية عبر اعتماد برنامج سياسي كفاحي موحد يستند للبرنامج الوطني المرحلي لمنظمة التحرير.

الجبهة العربية
بدوره انتقد الامين العام للجبهة العربية لتحرير فلسطين واصل أبو يوسف سعي السلطة المتواصل لعقد لقاءات مع الإدارة الأمريكية في ظل مواقفها السلبية تجاه الفلسطينيين، مؤكداً أن المطلوب الآن هو البحث عن دعم انتفاضة القدس، والتحرك بسرعة على المستوى الدولي والمحكمة الجنائية لمواجهة جرائم الاحتلال، ورفض كل الضغوطات الأمريكية التي تسعى لتعطيل التحرك الفلسطيني والعودة لمربع المفاوضات الفاشل.
وشدد على ضرورة تصعيد وترسيخ ثقافة المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال الاسرائيلي للدفاع عن الحقوق الوطنية الثابتة، والتي حققت انجازات عديدة في الفترة الماضية في إطار مواجهة الجدار الأمني الاستيطاني العنصري والمستوطنات واستعادة الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أبو يوسف: "إن الانتفاضة الشعبية أكدت على أهمية استمراريتها كشكل نضالي بعيدا عن مظاهر التسح، كي يستمر الفلسطينيون في الدفاع عن حقوقهم الوطنية الثابتة، حتى تحقيق آمالهم في الحرية والاستقلال.
ورأى أن انتفاضة الشعب الفلسطيني أبهرت العالم وكشفت حقيقة النازية الجديدة التي ينتهجها الاحتلال،وان استمرار صمود الشعب الفلسطيني سيفشل الضغوط على القيادة الفلسطينية"، مبيناً أنه من الصعب أن يكون هناك دور أمريكي جديد، مؤكداً أن الهدف الرئيسي للادارة الامريكية هو إنهاء الانتفاضة، مما يستدعي إعادة ملف القضية الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة، ودعوتها إلى عقد مؤتمر دولي لتنفيذ قراراتها ذات الصلة بالصراع وفي المقدمة القرار الاممي 194 القاضي بحق اللاجئين في التعويض والعودة إلى ديارهم.

*-*

مسؤول فلسطيني لـ "الشبيبة": الاحتلال يحاول فرض واقع جديد في الأقصى
القدس المحتلة – زكي خليل
أكد وزير القدس السابق ومسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر ان هناك تصعيد صهيوني لفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك في ظل استمرار اقتحامات المستوطنين المتطرفين بحماية قوات الاحتلال لباحات الأقصى.
وقال لـ "الشبيبة" ان قوات الاحتلال تقوم الان بالتصعيد تجاه الأقصى مستغلة التصعيد الميداني التي تقوم به ضد الفلسطينيين في القدس من خلال تكثيف اقتحامات اليهود للمسجد الاقصى من حيث الأعداد مشيرا الى انه خلال الشهرين الماضين زاد أعداد المستوطنين الذين يقتحمون باحات الأقصى إضافة الى زيادة أعداد المسلحين من قوات الاحتلال الذين يقتحمون بأسلحتهم سواء كانوا من الأجهزة الأمنية الصهيونية او حتى المستوطنين.
وقال "انه قبل الهبة الشعبية لم يتمكن المدنيون الصهاينة من اقتحام الأقصى بأسلحتهم في حين نجدهم يوميا في هذه المرحلة يحملون الأسلحة". وأشار الى زيادة محاولات البعض منهم في إقامة صلوات تلمودية وتوراتية داخل الأقصى على مرأى ومسمع من شرطة الاحتلال التي تدعي أنها لا تسمح لأي من المقتحمين بأداء شعائرهم الا أنها تغض الطرف عنهم لولا تصدي الحراس والمرابطين لهم .
واعتبر عبد القادر المحاولات الصهيونية الجديدة هذه بمثابة تصعيد للأوضاع داخل المسجد الأقصى المبارك ومحاولة تدريجية من اجل خلق أمر واقع جديد داخل المسجد مستغلة انشغال الفلسطينيين في المشاكل الداخلية وانشغال العرب والمسلمين في قضاياهم الداخلية ولذلك تحاول سلطات الاحتلال خلق أمر واقع جديد في الأقصى.
وحذر عبد القادر من الخطوة القادمة التي قد تأتي قريبا وبشكل مفاجئ ودراماتيكي في ظل اقتراب الأعياد اليهودية. ولا تزال قوات الاحتلال تمنع 60 مرابطة من الوصول الى الاقصى والصلاة فيه فيما يعتصمن امام ابوابه.
وفي إطار هذا التصعيد الإحتلالي ضد المسجد الاقصى تم إبتداع تشكيل قائمة للممنوعين من دخول المسجد الأقصى تحت حجج أمنية واهية، بمن فيهم فلسطيني الداخل، وأعداد من المرابطات والمرابطين الذين يتابعون بإستمرار الحضور في المسجد، لمواجهة المخطط الصهيوني وعمليات التقسيم الزماني والمكاني، وبلغ عدد الممنوعين من المسلمين حتى الآن (129) رجل وسيدة في إنتهاك صارخ لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وحقهم في الوصول بحرية إلى مكان عبادتهم، وتركز سلطات الإحتلال في هذه الآونة على منع النساء من دخول المسجد بعد أن تبين لسلطات الإحتلال الدور الذي تقوم به المرأة الفلسطينية في مواجهة مخططها في الاقصى.