واشنطن - ش - وكالات
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الولايات المتحدة تكافح وتبذل جهوداً كبيرة من أجل احتواء النفوذ المتزايد لتنظيم داعش في ليبيا، كما أنها أجبرت السلطات الأفريقية والحلفاء الغربيين لبذل المزيد من الجهد والتحرك السريع لمكافحة خطر تمدد "التنظيم" في أفريقيا، وجذب المزيد من المجندين الجدد من دول مثل السنغال، التي كانت محصنة إلى حد بعيد ضد الدعاية الإرهابية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "ما يؤكد مشكلة تمدد التنظيم في أفريقيا هو ما صرح به مسؤولون غربيون، بأن الضربات الجوية الأمريكية في شمال غربي ليبيا، الجمعة الفائت، التي دمرت معسكراً تدريبياً لتنظيم داعش كانت تستهدف أحد كبار النشطاء التونسيين في التنظيم، حيث تم تجنيد العشرات من المقاتلين التونسيين".
وبحسب ما أفادت به وكالة الاستخبارات الأمريكية، تضيف الصحيفة: "رغم تناقص أعداد المقاتلين المنتمين للتنظيم من العراق وسوريا إلى نحو 25 ألفاً، بعد أن وصلت أعدادهم إلى أكثر من 30 ألفاً؛ بسبب الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، إلا أن أعداد مقاتلي التنظيم في ليبيا تضاعفت في الفترة ذاتها، لتصل إلى نحو 6500 مقاتل".
وبينت أن "هذا الأمر أدى إلى قلق متزايد من قبل المسؤولين الغربيين وحلفائهم، إزاء توسع التنظيم في ليبيا وجميع أنحاء أفريقيا". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية قولهم: إن "قادة تنظيم داعش في سوريا يطلبون من المجندين القادمين من دول غربي أفريقيا، مثل السنغال وتشاد وغيرها، ممن يتدفقون عبر السودان في شرقي أفريقيا، البقاء في ليبيا؛ لأن الهدف المباشر للتنظيم هو إقامة خلافة جديدة في ليبيا، وأنهم يحاولون تأسيس دولة هناك".
وتفيد الصحيفة بأن "كبار مستشاري الجيش والمخابرات الأمريكية طلبوا من الرئيس أوباما الموافقة على التوسع في استخدام القوة العسكرية في ليبيا؛ لفتح جبهة أخرى ضد تنظيم داعش، كما أن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أوضحوا أن أوباما يفكر في حجم الحملة العسكرية التي يمكن تنفيذها في ليبيا، إذ تشير التقارير الاستخباراتية الجديدة والتحليلات إلى انتشار تنظيم داعش، الأمر الذي يثير نقاشاً رفيع المستوى في واشنطن والعواصم الحليفة".
كما نقلت الصحيفة عن ديفين نونيس، الذي يرأس لجنة الاستخبارات في الكونغرس قوله: "إن التهديد المتطرف المنبثق من سوريا والعراق لا يمكن نزع فتيله دون معالجة الخطر المتزايد الذي تشكله الجماعات الإرهابية المتآمرة في ليبيا".
وقبل اللجوء إلى أي عمل عسكري أوسع، تقول الصحيفة: "إن البيت الأبيض والحلفاء الغربيين مثل بريطانيا وإيطاليا وفرنسا سيحاولون المساعدة في تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا؛ الهدف منها هو استخدامها كسلطة مركزية جديدة لحشد العشرات من المليشيات للقتال ضد عدو مشترك، متمثلاً بتنظيم داعش".
في غضون ذلك؛ قال مسؤول بوزارة الدفاع الإيطالية أمس الأول إن بلاده وافقت على السماح بانطلاق طائرات مسلحة بدون طيار من أراضيها للدفاع عن القوات التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في شمال أفريقيا.
ويشمل ذلك المهام الدفاعية فقط وليست الهجومية مثل الهجوم على معسكر تدريب يشتبه في أنه لمتشددين في صبراتة بليبيا والذي أسفر عن مقتل عشرات الأسبوع الفائت.
*-*
البنتاجون: غارة صبراتة أحبطت هجوما في تونس
واشنطن – ش – وكالات
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الغارة الأمريكية التي استهدفت الأسبوع الفائت معسكرا تدريبيا لتنظيم داعش في ليبيا حالت دون وقوع هجوم كان التنظيم المتطرف يعد على الارجح لتنفيذه في تونس المجاورة. وقال المتحدث باسم البنتاجون جيف ديفيس ان المعسكر الذي دمرته الغارة "كان يركز على القيام بتدريبات على شن عمليات من قبيل تلك التي شهدناها في تونس".
وفجر الجمعة، استهدف سلاح الجو الأمريكي معسكرا لتنظيم داعش في صبراتة (70 كلم غرب طرابلس)، في غارة اسفرت عن مقتل 49 شخصا وكان الهدف الرئيسي لها هو القيادي الميداني التونسي في التنظيم المتطرف نور الدين شوشان، الذي لم يتأكد مقتله بعد، والذي يعتقد انه المدبر الرئيسي للهجومين اللذين ادميا تونس العام الفائت (22 قتيلا في متحف باردو و38 قتيلا في فندق قرب سوسة).
وأضاف المتحدث "نحن متأكدون.. من ان الغارة منعت وقوع مأساة أكبر بهجوم خارجي ما. إن طبيعة التدريب الذي كانوا يقومون به وقرب المعسكر من الحدود التونسية يشيران إلى أن مخططا كبيرا كان يجري الاعداد له".
واوضح أن المعسكر كان يضم ما يصل إلى 60 متطرفا "يتدربون ضمن مجموعات صغيرة منظمة ومنسقة للغاية (...) مزودين بأسلحة صغيرة". ويقدر البنتاجون عدد مقاتلي التنظيم الجهادي في ليبيا بحوالي خمسة آلاف عنصر.