المعارضة السورية تنتقد اتفاق الهدنة

الحدث الأربعاء ٢٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
المعارضة السورية تنتقد اتفاق الهدنة

واشنطن – بيروت – ش – وكالات

أعلنت الولايات المتحدة وروسيا خططا "لوقف الأعمال القتالية" في سوريا ستدخل حيز التنفيذ يوم السبت دون أن تشمل جماعات مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة وهي نقطة اعتبرها معارضون سوريون عيبا في الاتفاق.
ويعد الاتفاق الذي وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه "خطوة أولى نحو وقف لإطلاق النار يدوم طويلا" ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة بين واشنطن وموسكو اللتين تدعمان طرفين متنافسين في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات وقتل فيها أكثر من ربع مليون شخص.
وناقش الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الاتفاق عبر الهاتف. وقال بوتين إن الاتفاق "يمكن أن يغير وضع الأزمة في سوريا بشكل جذري" في حين وصفه البيت الأبيض بأنه قد يساهم في دفع المفاوضات الرامية لتحقيق تغيير سياسي في سوريا إلى الأمام.
ويتعين على البلدين إقناع حلفائهما على الأرض بالالتزام بالهدنة حتى تنجح. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا باستمرار القتال والضربات الجوية يوم الاثنين.
وتتيح الهدنة للجيش السوري والقوات المتحالفة معه وأيضا لمقاتلي المعارضة بالرد "بالاستخدام المتناسب للقوة" للدفاع عن النفس. وتنطوي الهدنة على ثغرة كبيرة تتمثل في سماحها باستمرار الهجمات بما في ذلك الضربات الجوية ضد داعش وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات المتشددة.
وقال بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك أحد فصائل الجيش السوري الحر إن الاتفاق سيوفر الغطاء للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه الروس لمواصلة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حيث يتداخل وجود مقاتلي المعارضة والجماعات المتشددة.
وأضاف "روسيا والنظام سيستهدفان مناطق الثوار بحجة وجود جبهة النصرة ومن المعروف التداخل الموجود هناك وهذا سيسقط الهدنة."
ومنذ التدخل بضربات جوية لدعم الحكومة السورية في سبتمبر مهدت روسيا الطريق أمام القوات الحكومية لإحراز تقدم كبير في الصراع الذي أربك قوى دولية وإقليمية. ويقاتل الجيش السوري بدعم من موسكو وإيران ومقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية فصائل معارضة مسلحة تتلقى الدعم من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية.
وجاء في بيان أمريكي روسي مشترك أن البلدين وغيرهما ستعمل معا على تحديد الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات التي لا تشملها الهدنة.
لكن مسؤولين في المعارضة المسلحة قالوا إن من المستحيل تحديد المواقع الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة. وقال خالد خوجة عضو الهيئة العليا للتفاوض ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "بالنسبة لنا هناك إشكالية مع تنظيم النصرة لأن النصرة ليست موجودة في إدلب فقط بل موجودة في حلب وفي دمشق وفي الجنوب. المسألة الحرجة هنا إذ يمكن بحجة استهداف النصرة استهداف المدنيين أو الجيش السوري الحر."
وأشار خوجة إلى أن "مدة الهدنة المقترحة أسبوعان... لكن ممكن أن تمدد إلى ما لا نهاية إذا التزمت الأطراف بها." واجتمعت الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل الهيئة الرئيسية للمعارضة في العاصمة السعودية الرياض يوم الاثنين لمناقشة الهدنة.
وقال الأسد يوم السبت إنه مستعد لوقف إطلاق النار شريطة عدم استغلال مقاتلي المعارضة الذين وصفهم بالإرهابيين التهدئة لصالحهم وأن توقف الدول التي تدعم المعارضة المسلحة ذلك الدعم.
وفي مؤشر على الثقة وتحقيق المكاسب في ميدان المعركة دعا الأسد يوم الاثنين إلى انتخابات برلمانية في 13 ابريل نيسان. ولا يشكل التوقيت مفاجأة إذ جرت الانتخابات الأخيرة عام 2012 وتجرى الانتخابات البرلمانية في سوريا كل أربع سنوات. ودعا قرار لمجلس الأمن الدولي في ديسمبر إلى إجراء انتخابات في غضون 18 شهرا بموجب دستور جديد وتحت إشراف الأمم المتحدة.
من جانبها؛ أعلنت دمشق أمس الثلاثاء "قبولها بوقف الاعمال القتالية" في البلاد وفق اتفاق اعلنت عنه الولايات المتحدة وروسيا مساء الاثنين يستثني تنظيم داعش وجبهة النصرة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "تعلن الجمهورية العربية السورية عن قبولها بوقف الاعمال القتالية، وعلى أساس استمرار الجهود العسكرية بمكافحة الاٍرهاب ضد داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الاخرى المرتبطة بها وبتنظيم القاعدة وفقا للإعلان الروسي الأمريكي".
وابدت الحكومة السورية في البيان "استعدادها لاستمرار التنسيق مع الجانب الروسي لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التي سيشملها هذا الوقف طيلة مدة سريانه"، مشيرا إلى ان ذلك "لضمان نجاح تنفيذ وقف الاعمال القتالية في الموعد المحدد في يوم السبت 27 فبراير" الحالي.