السفير الصيني لـ«الشبيبة»: تصميم المدينة الصينية العمانية يكتمل

مؤشر الخميس ٠٥/أكتوبر/٢٠١٧ ٠٠:١٨ ص
السفير الصيني لـ«الشبيبة»:


تصميم المدينة الصينية العمانية يكتمل

مسقط - كاظم العجمي

قال سفير جمهورية الصين الشعبية لدى السلطنة سعادة يو فولونج: إن الأعمال بالمدينة الصناعية الصينية العمانية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم -والتي تم وضع حجر أساسها في أبريل الفائت- يجري تنفيذها الآن بوتيرة سريعة، وأنّ التصميم العمومي للمدينة قد اكتمل.

وكشف سعادته في حوار خاص مع «الشبيبة» -على هامش حفال الاستقبال الذي نظمته السفارة بمناسبة الذكرى الـ68 لتأسيس الجمهورية الصينية- أن الأوراق التخطيطية للطرق والكهرباء والمياه وأجهزة مكافحة الحرائق قد سلّمت إلى الجهات المعنية العمانية لاعتمادها، فيما لا تزال أعمال تسوية الأرض قيد التقدم، موضحاً أن لعملية إنشاء هذا المشروع حلقات لازمة؛ تتمثل في التصميم والتشييد والاستثمار والإنتاج، وأن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت.

ووصف سعادته هذه المدينة بالمشروع التعاوني طويل الأمد والمهم، وهو ينال اهتماماً بالغاً من قبل الحكومتين والقطاع التجاري للبلدين.

جذب الاستثمارات

أما من ناحية جذب الاستثمارات إلى المدينة الصناعية الصينية العُمانية، فأوضح سعادته أن المدينة حظيت باهتمام كبير من قبل الشركات الصينية، «فحتى الآن، ثمة شركات عدة تعمل في مجالات البتروكيماويات والطاقة الشمسية والإسمنت وتركيب المركبات وأنابيب النفط وغيرها من الشركات قد وقّعت مذكّرة تفاهم للاستثمار، ومع مضي عملية بناء المدينة الصناعية قدماً، ستتبين تدريجياً حالة الاستثمارات الموضوعية، وإنشاء المصانع للشركات في المدينة بشكل أوضح».
ويلفت سعادة السفير الصيني لدى السلطنة إلى أن «استثمارات الشركات الصينية في بناء المدينة الصناعية بالدقم تهدف إلى تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك؛ من خلال تفعيل مزايا الصين الصناعية والمالية، والاستفادة من مزايا السلطنة في الموقع الاستراتيجي، ومدى الامتداد للأسواق العالمية والحوافز المقدمة للمستثمرين، ولخروج مزيد من الشركات الصينية إلى خارج الصين لتحقيق التنمية العالمية، وتقديم القوة الدافعة لتطوير الصناعات غير النفطية للسلطنة من أجل تحقيق الهدف الجليل في إصلاح الهيكل الاقتصادي والتنويع الاقتصادي للسلطنة، الأمر الذي يحقق الكسب المشترك للجانبين الصيني والعماني. مبدياً تطلع بلاده إلى توحيد الجهود بين الصين والسلطنة لإيجاد الظروف اللازمة لتنفيذ المشاريع المخططة في المدينة الصناعية الصينية العمانية.

شراكة استراتيجية

وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين قال سعادته: إن السلطنة شريك تجار مهم للصين في العالم العربي، وبفضل ارتفاع أسعار النفط عالمياً، شهدت التجارة الصينية العُمانية نمواً واضحاً، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في النصف الأول من العام الجاري 8.323 بليون دولار، بارتفاع نسبته 30.87%مقارنةً مع نفس الفترة من العام الفائت، ووصل حجم الصادرات الصينية إلى السلطنة إلى 1.192 بليون دولار، بنمو نسبته 9.54%مقارنة مع نفس الفترة من العام الفائت، فيما بلغ حجم المستوردات الصينية من السلطنة 7.132 بليون دولار، بنسبة ارتفاع بلغت 48.97%مقارنة مع نفس الفترة من العام الفائت.

أما عن حجم الصادرات العُمانية من النفط إلى الصين، يشير سعادة السفير إلى أن الصين استوردت 17.0616 مليون طن من النفط، ما يشكل 8%من إجمالي المستوردات الصينية للنفط الخام، وبسعر بلغ 6.681 بليون دولار أمريكي.

وأكد سعادته أن «الصين تتصدر المرتبة الأولى بثبات كأكبر سوق مستهدف لتصدير النفط الخام العُماني لسنوات متتالية، وهو ما شكّل ركيزة التبادل التجاري بين البلدين».
وأضاف سعادة السفير: «نرى أنّ السلطنة الصديقة شريك اقتصادي وتجاري مهم للصين في هذه المنطقة وحجم التعاون بين البلدين قد وصل إلى حد كبير.
فمنذ السنوات الثلاث الأخيرة حافظ حجم التبادل التجاري بين البلدين في كل سنة على المستوى ما بين 12 و15 بليون دولار أمريكي».

مجالات الاستثمارية

وخلال رده على سؤال «الشبيبة» حول أبرز المجالات الاستثمارية بين الجانبين العُماني والصيني يشير سعادة السفير الصيني لدى السلطنة إلى أن الحكومة الصينية تشجّع دائماً الشركات الصينية على القدوم إلى السلطنة للتعاون الاستثماري في مختلف المجالات.
ملفتاً إلى أنه وبفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل الجانبين فقد «جنى التعاون الثنائي في المجال الاستثماري ثماراً وفيرة حتى الوقت الراهن، فإنّ منطقة الامتياز رقم 5 التي استثمرت فيها شركة بترول الصين لَمِن أكثر المشاريع نجاحاً للجانب الصيني في السلطنة».
ويضيف: «في المستقبل، يمكن لشركات البلدين إيجاد مزيدٍ من الفرص الاستثمارية في المجالات التي تتناسب مع المزايا والاستراتيجيات التنموية لها، وتحدونا ثقة راسخة بأن أراضي السلطنة الصديقة ستشهد ظهور المزيد من المشاريع المشتركة التي ستنال إعجاب الشعبين الصيني والعماني».

الحزام والطريق

وحول مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقها فخامة الرئيس الصيني «شي جين بينج» والتي تأتي المدينة الصينية العمانية في إطارها، يؤكد سعادة السفير الصيني أن السلطنة تعتبر دولة مهمة في منطقة غربي آسيا وشمالي أفريقيا، وهي من الدول العربية الأولى التي أجرت التبادلات الودية مع الصين، وأن البحار العماني المعروف «أبو عبيد» أول رجل عربي سُجل في المؤلفات التاريخية الصينية، أما البحار الصيني جانج خه (Zheng He) من زمن أسرة مينج الملكية في الصين قد أبحر بالأسطول البحري إلى المحيط الهندي سبع مرات ووصل أثناءها إلى السلطنة لأربع مرات.

ويُردف سعادته بالقول إن «السلطنة تعد شريكاً طبيعياً للصين في بناء «الحزام والطريق»، وأن ما عبّر عنه سعادته بـ«جينات طريق الحرير» التي تَشاركها العُمانيون والصينيون تجعل البلدين يسلكان طريق التشارك في بناء «الحزام والطريق» بشكل فطري.

التنويع الاقتصادي

ومن جانب آخر يقول سفير جمهورية الصين الشعبية لدى السلطنة سعادة «يو فولونج» إن السلطنة ماضية لاستثمار موقعها المتميز للإسراع في دفع تحقيق أهداف استراتيجيتها في التنويع الاقتصادي، الأمر الذي له قابلية لتحقيق التكامل مع ما تتحلى به التنمية الاقتصادية الصينية من المزايا.
مشيراً إلى أن تشارك البلدين في بناء «الحزام والطريق» اختيار استراتيجي على أساس الرواسخ التاريخية والاحتياجات القائمة التي لا تتناسب مع مصالح الشعبين فحسب بل ستساعد على تحقيق التنمية المشتركة للبلدين أيضا. وخلال فترة مقبلة ليست بالقصيرة، سيكون التشارك في بناء «الحزام والطريق» محوراً لتطوير العلاقات الصينية العُمانية.
أما عن تأثير المبادرة على شكل الاقتصاد العالمي وتغيير الاتفاقيات الدولية فيوضح سعادته أن بناء مبادرة «الحزام والطريق» لا تهدف إلى تغيير النظام الاقتصادي القائم والاتفاقيات الدولية القائمة، ولا تغيير النظم أو الآليات المعمول بها للتعاون بين مختلف الدول حالياً؛ بل تهدف إلى دمج المقومات الثقافية لطريق الحرير القديم في الاقتصاد العالمي، مع الحفاظ على نظام التجارة الحرة والاقتصاد العالمي المنفتح.
مضيفاّ: «إنّ بناء «الحزام والطريق» ليس «موسيقى فردية» للصين حصراً؛ بل «سيمفونية» تعزف بها جميع الدول على طول الطريق».